السؤال: البث التلفزيوني المباشر عبر الأقمار الصناعية الذي لا يمكن لأحد القدرة على التصرف فيه، فبماذا تنصحون تجاه هذه المصيبة؟
الجواب: البث المباشر مصيبة، فإذا كان التلفاز الآن على وضعه الحالي فيه ما تشمئز منه قلوب أهل الإيمان، وما يخدش حياء كل ذي حياء، من مسلسلات وتمثيليات ومقابلات، والله المستعان!
والحديث في هذا يطول ولكن نقول: هذا في ذاته شر ومصيبة ويجب علينا -جميعاً- أن نتعاون على إصلاحه أو إزالته، والفتن الآن كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {
كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها، يرقع بعضها بعضاً كلما جاءت مصيبة وجدنا أن ما قبلها أهون منها} فالمصيبة الأولى خطيرة لكن عندما تأتي الثانية نقول: لا، تلك لم تكن مشكلة، بل هذه هي المشكلة الحقيقية.
وإلى الآن لم نفق ولم نعرف خطر التلفاز علينا وعلى أسرتنا وأعراضنا وشرفنا، إلى الآن أكثرنا مقبل عليه بلهف، وإذا بنا نسمع بالبث المباشر،
أوروبا طلبت تأجيل البث المباشر سنتين حتى يتم لكل دولة من دولها أن ترتب أوضاعها الاجتماعية ولتعد العدة، ماذا تستقبل وماذا تترك؟
ولتحصن مجتمعها ضده وهي كلها ثقافة واحدة، ودينها، وعاداتها، وإباحيتها واحدة، وقد عملت
فرنسا عوامل ونظمت قوانين حتى لا يسيطر عليها البث الأمريكي، لأنها تريد أن تظل تتكلم اللغة الفرنسية، وأن تكون الثقافة الفرنسية والفن الفرنسي والأفلام الفرنسية هي المسيطرة، حتى
الهند عباد الأبقار، فكل دولة بدأت تعمل حسابها وحساب مجتمعها حتى لا يتأثر بعادات وتقاليد غيره، يعملون ذلك كله مع أنهم لا يؤمنون بالآخرة، ولا يوجد عندهم حلال وحرام، لكنهم يخشون أن تذوب حضارتهم إذا جاء البث المباشر.
أما نحن فلم نعد له إلا الخطب فقط، نتكلم هذا خطر وهذا كذا وهذا كذا ولم نفعل شيئاً ونحن نستطيع أن نفعل.
بعض الإخوان يقول: ماذا نفعل، فهل الله كلفنا بما لا نطيق؟
لا، بل نستطيع أن نطيق ذلك، نحن الذين سوف نستقبل التلفاز، وضرره سوف يعمنا نحن.
إذاً: علينا أن نتحرك، فلو جاء طاعون، أو جاءت الكوليرا، أو الحمى الشوكية، فإن كل واحد منا يبادر، فهذا يذهب ويأتي بالدواء، وآخر يأتي بالتطعيم، وهذا شيء طيب، لكن هذا والله أخطر من ذلك كله، فهل فكرنا فيه؟
وهل كوَّنا عامل ضغط قوي ليؤثر في الساحة؟ فنذهب ونتحدث مع وزارة الإعلام ومع وزارة الداخلية، ومع أي مسئول يمكن أن يؤثر.
لماذا لا توضع حواجز وموانع؟
لأننا مهما قلنا لا يمكن لهم أن يسلطوا علينا البث المباشر مجاناً.
صحيح أنهم يريدون هدم ديننا، وأن التنصير بالذات يريد أن ينصر أبناء المسلمين عن طريق البث المباشر، وهم الآن جاهزون للعمل لذلك، لكنهم -أيضاً- لا يريدون أن يكون كل شيء مجاناً، فلا بد أن يكون ضمن اتفاقيات دولية،، فهل استطعنا أن نؤثر، وأن نكتب، وأن نتحرك كي نتلافى هذا الخطر؟
لكن مشكلتنا هي أننا نذهب ونطالب بالتعديل بعد وقوع المصيبة، لماذا لا نطالب الآن قبل وقوع المصيبة حتى نتداركها، وحتى يكون هناك أمور ضمن القوانين الدولية أو الأعراف الدولية تضبط، والبلد هذا لا بد أن يكون بلداً بعيداً عن كل هذه الأشياء، إذا كانت
فرنسا لا تريد البث الأمريكي مع أنها كلها إباحية وإنحلال، فنحن أحوج وأولى، يجب أن نرفض أي بث فيه فسق أو فجور، فكيف إذا كان فيه الكفر والإلحاد؟
نسأل الله العفو والعافية.
فالواجب علينا أن نتحرك، مادمنا نستطيع أن نتصرف وننكر ونكون أداة ضغط بالكتابة في الصحف، وبالكتابة إلى المسئولين، وبنشر الوعي بين الناس، لأن الأمة التي ترفض هذا المنكر فإنه لن ينتشر بإذن الله بينها، ولا نستطيع أن نقول أكثر من ذلك، وهناك دعاة فضلاء وإخوة كرام، قد تحدثوا عن مثل هذا الموضوع،مثل الشيخ الدكتور
ناصر العمر وأشرطته موجودة والحمد لله، فينبغي على كل واحد منا يسمع هذه الندوة، وهذا الشريط، وأن يسمعه أهله ليرى خطر وضرر هذا المنكر والله المستعان.
أما الفيديو فقد تكلمنا عن التلفاز فما بالكم بالفيديو، ونقول: إن الفيديو قد رقق التلفزيون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.