السؤال: بماذا نرد على من يسب الدعاة إلى الله؟
الجواب: إن كنت داعية فقل: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، ولا تدع ولا تحزن عليهم ((
فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ))[فاطر:8] وهذه وصايا ربانية للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولنا جميعاً، أن نكون كما كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأما إن كان يتحدث في أعراض الدعاة وأنت جالس فيجب عليك أن تنكر، ويجب عليك أن تخبره بأن الذي تحدث في أعراض القراء في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة
تبوك، قالوا: ما رأينا أكبر بطوناً من قراءنا هؤلاء ولا أجبن عند اللقاء، فسخروا من قراء الصحابة، فأنزل الله تعالى فيهم ((
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *
لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ))[التوبة:65-66]، فجعلها الله استهزاءً بالله وبآياته وبرسوله، مع أنهم ما استهزئوا إلا بالقراء، لكن القرآن يحمله هؤلاء القراء، والدين هو عند أهل الدين، والذي يستهزأ بأهل الدين فلا ريب أنه استهزأ بالدين إما أصلاً وأساساً وإما تبعاً، ولذلك يجب أن تذكره بهذه الآيات وأن تخبره بأن سب الدعاة والطعن فيهم قد يكون ردةً وكفراً، وأقل ما يقال فيه إنه كبيرة من الكبائر، نسأل الله العفو والعافية.