المادة    
السؤال: في إجابتكم الأولى على معهد التمريض وعلى الطبيبات عامة، فماذا نعمل إذا كانت أخواتنا أو بناتنا أو أمهاتنا أو زوجاتنا في حالة ولادة هل يولدهن الدكاترة؟
الجواب: عندما يُنكر على بعض المسئولين لماذا المضيفات في الطائرات؟
وما الفائدة من وجودهن في رحلة ساعة أو ساعة إلا ربع؟
وهذا المنكر، وهذه الزينة، وفساد في البلد، وفي السكن، وفي الطائرة، فإنهم يقولون: افترض أن زوجتك ولدت في الطائرة، فماذا تفعل؟
فيأتيك بحالة نادرة أو جزئية، ويريد أن يهدم منهجاً من مناهج الشرع.
ونحن لا نقول: إن زوجاتنا يولدهن الأطباء، ولا نقر هذا ولا نرضاه، لكن (القابلة) تتعلم هذه المهنة ببساطة، ونحن في منطقتنا نعرف هذا الشيء قبل الطب، وقد كان في كل قرية معروف أن بعض النساء يولدن غيرهن، فكيف الآن -والحمد لله- بعد أن صارت هناك وسائل أكثر، فيمكن أن تكون هناك دورة في شهرين أو ثلاثة شهور تتعلم هذه المرأة فيها، وتصبح قابلة ويمكن أن تولد القرية، وفي كل قرية قابلة أو قابلتين وانحلت مشكلة الولادة.
فإقرار المعهد بناءً على الولادة فليس صحيحاً أن ننظر إلى حالة معينة ونترك كل تلك المفاسد، وكل قضية لها حل في ديننا، ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً))[المائدة:3] فديننا والحمد لله لا يعجز عن إيجاد حل، ولكن نحن نعجز أن نستنبط من ديننا حلاً لمشكلتنا، فقد كان نساء الصحابة يلدن ونساء التابعين كذلك، وكل الناس يعرفون هذه الحالات، ويعلمون أن المرأة قد تضطر أن يكشف عليها طبيب، والضرورات تبيح المحظورات، والضرورة تقدر بقدرها -مثلاً- العملية التي لا يستطيع أن يقوم بها إلا الرجل فليس علينا حرج في ذلك، وهذا يكون بقدر وتحفظات معينة، أما أن يتخصص الذكور في طب النساء والولادة، والمرأة تتخصص في جراحة عامة فهذه مشكلة، وهي الانتكاسة للمعايير، وهذا هو الذي نشكو منه، وهو أنَّا نسير في تقليد للغرب دون تقليد للشرق، فنحن بحاجة إلى أن نبحث عن حلول لمشكلاتنا من ديننا، وبقدر حاجاتنا وطبيعتنا سنجد أن حل هذه المشكلات تزول بإذن الله تبارك وتعالى.