السؤال: بلغنا أنه سوف يقام في منطقة
الباحة معهد للتمريض للبنات، ونحن أهالي هذه المنطقة لا نرغب في ذلك لما فيه من المفاسد، فكيف السبيل لكي نبلغ المسئولين ذلك؟
الجواب: يحق لكم ألاّ ترغبوا، ومما أحمد الله عليه أنني قد لمست هذا الرفض القاطع في معظم ما ذهبنا إليه في هذه المنطقة من مساجد أو قرى أو قبائل،كلهم يذكرنا بهذه القضية ويثيرها ويرفض رفضاً قاطعاً أن تمتهن بناتنا هذه المهنة، ونحن أهل الأصالة وأهل الشرف وأهل التقوى، أن تصبح بناتنا خادمات وهن أعز وأغلى ما نملك وما نحافظ عليه، يخدمن أولئك الأغراب مع هذا الاختلاط الموجود في المستشفيات، مع ما فيها من مفاسد معلومة، فهذا شيء لا نرضاه ولا نقره، ولا يرضاه من هو دوننا في النسب والحسب والشرف، ولا يرضاه من لم تبلغه دعوة الله، ومن لم يعرف منهج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن لم يعلم حدود ما أنزل الله، فكيف بنا نحن -والحمد لله- بعد أن هدانا الله للإسلام؟!
ومما آلمني -ولعله يكون باب خير- أن المسئول عن المعاهد في
المملكة كلها هو من أبناء المنطقة، فأملت خيراً وهو من قبيلتكم -أيضاً- ولعلكم إن شاء الله تحدثونه وتخبرونه، ولا بد أنكم تجدون عنده الاستجابة وعند غيره ممن هو فوقه من المسئولين، فيجب علينا أن ننكر هذا المنكر، وأن نبلغهم جميعاً ولن نعدم الوسائل.
فإذا جاءت البلدية وأخذت متراً أو ربع متر أو أقل من ذلك أو أكثر فنعرف حينها كيف نتصرف، فهذا يطالب وهذا يوسط حتى أن الواحد منا لا يشاور الجماعة، والجماعة لا يشاورون الأفراد، لأنه إذا انتهكت دنيانا نرى العجب، أما في ديننا فلا بد أن نكون أكثر بصيرة!
ومن الممكن أن يشكل وفد من المنطقة ويقابل المسئولين في المنطقة، ويرفعوا هذا الرفض إلى الجهات العليا، وهذا الوفد يذهب إلى هناك ويكتب من يكتب، ويقدم من يقدم، ولا سيما -والحمد لله- أن مشايخ القبائل والوجهاء والأعيان لن يقبلوا ولن يرضوا بهذا الوضع، وإن لبس بلباس خدمة الوطن، أو أن المرأة تأخذ دورها في الحياة، أو أن هؤلاء الفتيات يقمنَّ بواجب تقوم به الأجنبيات، فنحن نعلم أن هذه مهنة تتنافى مع ما نؤمن به نحن -والحمد لله- من دين أولاً، ثم من عادات أصيلة طيبة لا ترضى مثل هذا الحال أبداً، فالفتيات يستنكفن ويستكبرن عن خدمة أمهاتهن في البيوت خاصة بعد أن تعلمن -وعلى سبيل المثال- لو أن خالتها أخت أمها كانت في حالة ولادة، فلا يرضى الأب بذهاب ابنته إليها، ولا ترضى هي نفسها، فكيف نرضى بأن تكون خادمة للغرباء؟!
فلا تغرنا الأسماء، فخادمة الطائرة سموها مضيفة، رغم أن اسمها في لغات الدنيا كلها خادمة، لكن سموها عندنا مضيفة، لأننا شعب كريم يقولون: هذه مضيفة وهي في الحقيقة خادمة، وهذه خادمة، لكن قالوا: ممرضة، وكأن كلمة ممرضة تزيل تلك الكلمة التي لا يريد أن يسمعها أحد عندما يقال: خادمة، فهي في الحقيقة خادمة، ومهما قيل فهي خادمة، وأي واحد دخل المستشفى -عافاني الله وإياكم- أو زاره، يرى ويعرف أنها فعلاً خادمة، ومن تخدم، ولمن تقوم بهذا العمل.
فهذه المنطقة المحافظة الطيبة يجب أن نحميها، وأن تكون حصناً ودرعاً قوياً، ويكفينا ما اجتاحنا من انتشار محلات الفيديو ومحلات الأغاني -نسأل الله العفو والعافية- ويكفينا البث المباشر الذي سيفد علينا، ولا ندري كيف نتعامل معه، ويكفينا أن المجلات الخبيثة التي كانت توزع في مدن خاصة وأصبحت الآن توزع عندنا هنا.
وللأسف يوجد من أهل المكتبات من يوزعها، ويكفينا المقاهي التي تنتشر على الطرقات والتي لا تقفل أبوابها، ففي المدن الأخر أنظمة ففي الساعة الحادية عشر ليلاً تقفل المقاهي، أما عندنا فإن في الساعة الحادية عشر ليلاً تبدأ المقاهي في الازدحام، وتستمر إلى طلوع الفجر، وأشياء أخرى عجيبة كثيرة، فنحن في غنى عن إحداث مشكلات ومنكرات كثيرة، وهذا هو مفرق الطريق بين أن نصدق الله فيصدقنا، أو أن نقول: ليس لنا دخل فنتخلى ونتخاذل فيستبدل قوماً غيرنا ثم لا يكونوا أمثالنا.
ومشكلة المرأة، والعرض، ومشكلة الشرف، ما كنت أظن ولا أتوقع أننا في هذه المنطقة نحتاج إلى من يُذكرنا بها، سبحان الله! حتى في جاهليتنا أيام الأجداد قبل أن يعرفوا هذا النور ما كانوا يحتاجون أن يذكر أحد بالغيرة على زوجته أو على بنته، ولكن مع الأسف دخل في بعض منا جهل بسبب الانبهار بهذه الحضارة، أو حب الدنيا، أو الإعجاب بالزيف الذي وفد مع هذه الحضارة الكاذبة.