من وسائل الثبات على الدين
السؤال: كثير من الشباب يمنُّ الله عليهم بالهداية، ولكن سرعان ما يرجعون عن ذلك أو يضعف إيمانهم، فما هي نصيحتكم لمثل هؤلاء، وجزاكم الله خير الجزاء؟
الجواب: أولاً: نسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يثبتنا على الحق، فقد كان دعاء الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في سجوده: {يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك }، وكما قال: {قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء} ولذلك ندعو الله سبحانه بالثبات، ونسأله ذلك دائماً.
وننصح الشباب وغيرهم -والحمد لله فإن الهداية حتى في الكبار- ننصح كل من يهتدي إلى الله أن يأخذ هذا الدين عن علم وبصيرة، بعض الناس يهتدي هداية عاطفية،وهذه ثورة عاطفية لا نريدها، بل نريد أن تكون على علم وفقه في الدين وعلى بصيرة، وعلى معرفة بما أنزل الله، وبأحكام الله بقدر ما يستطيع، وأن يوغل في هذا الدين برفق، لأن بعض الناس يأخذ هذا الدين دفعة واحدة، فيتحمل أكثر مما يطيق فينكص على عقبيه، نسأل الله العفو والعافية.
وعليه أن يستشير الدعاة والمربين والموجهين الذين يُعلمونه كيف يبدأ في دعوته، وكيف يتأنى، وكيف تكون الحكمة فيها، ثم نوصي وننصح إخواننا بمجالسة أهل الخير الذين يذكرونا إذا نسينا، ويعلموننا إذا جهلنا، فإن هذا مما ينفعنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى به، ويقوي إيماننا، وكذلك نثبت إيماننا ونقويه بالتفكر في ملكوت السماوات والأرض، التفكر في هذه الكواكب والنجوم والسماوات، والأرض، وفي الشمس، والقمر، فكلها عجائب نتفكر في آبائنا وأجدادنا وآبائهم، أين القرون الأولى؟
أين من حفروا الآبار وأجروا الأنهار، وغرسوا الأشجار، وأثاروا الأرض، وعمروها أكثر مما عمروها؟
أين هم؟
ماذا فعلوا؟
تلك بيوتهم، وأنصابهم، وآثارهم قائمة شاهدة لنا تكاد أن تنطق وتقول لنا: إن مصيركم ومصير بيوتكم ومصير ما تعمرون ومصير مزارعكم ومصير كل ما تشيدون مثل هذا المصير، وإن طال الزمن!
إذا تفكرنا في ذلك فإن الإيمان يثبت بإذن الله تبارك وتعالى، نسأل الله أن يثبتنا وإياكم في الدنيا والآخرة.