الدعوة إلى الله هي الحياة، كما أن ترك الدعوة أو ضعفها هو الموت ((أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ))[الأنعام:122] فقد أحيا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بهذا القرآن وبهذه الدعوة قلوب الصحابة الكرام، وقلوب العرب بعد أن كانوا في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، ونحن اليوم نحتاج إلى ذلك العلاج، ونحتاج إلى تلك الحياة، ويجب علينا أن نعلم أن الدعوة إلى الله هي الحياة، وأنه لا حياة لنا بغير الدعوة إلى الله ولا عز لنا بغير الإيمان بالله، فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كتب العزة لمن أطاعه، وكتب الذل لمن عصاه، فأبى الله إلا أن يذل من عصاه، مهما كان ومهما بلغ من القوة والجاه.
فإذا أردنا العزة في الدنيا وفي الآخرة، وإذا أردنا المجد في الدارين، وإذا أردنا أن ننال رضا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ فعلينا بالدعوة إلى الله، وأن نحب الدعاة إلى الله، وأن نسمع للدعاة إلى الله، وأن نتبصر بما يبصرنا به من يدعونا إلى الله، وأن نعلم أن هذه الدعوة هي روحنا وحياتنا وهي الغاية العظمى من وجودنا واختصاصنا بأننا أمة الإسلام ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ))[آل عمران:110].