المادة    
هذه قضية خطيرة جداً، الواحد يحضر عشرين أو ثلاثين عاملاً، ويتركهم في البلد، ويصبح العامل رقيقاً ولكن بشكل آخر.
الرقيق كانوا موجودين أيام الآباء والأجداد, فكانوا يمسكون الواحد ويضربونه على رقبته حتى يسقط ثم يقولون: عبد بيعوه ظلم واستخفاف، وهؤلاء ثلاثة يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أنا خصمهم يوم القيامة، منهم رجل باع حراً فأكل ثمنه} -والعياذ بالله- فقد كانت عبودية واضحة، يضربون رقبته ويبيعوه.
جاءت الآن عبودية مقننة ومرتبة، يقول أحدهم: آتي به من بلده, وأتحكم فيه، وأشغّله كما أريد، وأعمل كل المظالم، وآكل من ظهره ومن كده، هو يعمل ويكدح وأنا آكل.
وهذا من الحرام أن يأخذ الإنسان مالاً مقابل أنه يكفله، وأن يأخذ منه نسبة معينة فأين العدل؟! إن الله يأمر بالعدل والإحسان، والعدل والإحسان لا يخفيان علينا فهما واضحان، أما الطغيان فهو غير العدل ((أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ))[الرحمن:8] يمكن أن يأخذ الإنسان شيئاً مقابل أتعاب أو جهود، أما أن يكون كسبه ودخله من ظهور خلق الله، يتركهم في أرض الله يلجئون إلى الحلال والحرام ولا يهمه إلا أن يحضروا له آخر الشهر مبلغاً معيناً، سواء عملوا حلالاً أم حراماً، ولا يسأل عنهم أين ذهبوا أو ضاعوا، فهذا من أخبث وأردأ أنواع الكسب -نسأل الله العفو والعافية- سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك.