والقلوب ثلاثة أنواع:
1- قلب حي.
2- قلب ميت.
3- قلب مريض.
وقد دل القُرْآن عليها وجاءت بذلك الأحاديث، والقلب يحيى بالهداية وبالإيمان بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وبقراءة القرآن، وبذكر الله، وبالتفكر في آلاء الله، وشكره عليها.
والمناسبة في سؤال الله بهَؤُلاءِ الثلاثة من الملائكة أنهم موكلون بأمور الحياة هكذا جعلهم الله -تعالى-، فعندما يدعو العبد بهذا الدعاء فكأنه يدعو الله الذي جعل عَلَى أيدي هَؤُلاءِ الثلاثة الحياة وهو ربهم -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أن يحيي قلبه بالهداية قال المصنف: [فجبريل موكل بالوحي الذي هو سبب حياة القلوب] جبريل أمين الوحي، وبالوحي تحيى القلوب وتحيى الأمم ((أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ))[الأنعام:122] فهذا النور هو القُرْآن العظيم، وهو الذي أحيا الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- به القلوب الميتة، وفتح به الآذان الصم، والأعين العمي: أي بالنبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبما أعطاه الله من الوحي.
[وميكائيل موكل بالقطر] والقطر المطر وهو سببٌ لحياة الحيوان، والنبات في هذه الحياة الدنيا.
[وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي هو سبب حياة العالم وعود الأرواح إِلَى أجسادها] ينفخ النفخة الثانية فيقوم الخلائق لله رَبِّ الْعَالَمِينَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ((عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَة))[الأنعام:73] أحاط بكل شيء علماً يعلم الغيب والشهادة ولا يخرج عن علمه أي أمر مختلف فيه بين الناس، والنَّاس يختلفون لقلة أفهامهم في العلم؛ لأن النَّاس يتفاوتون في الفهم حتى العالم الكبير قد يخفى عليه أمور من العلم، لكن عالم الغيب والشهادة لا يخفي عليه شيء.
ثُمَّ قَالَ: [أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون -وهذا هو وجه الشاهد من الحديث- اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إِلَى صراط مستقيم] فالله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هو الذي يحكم بين عباده وقد اختلف أهل الكتاب من قبلنا واختلفت هذه الأمة والله -تعالى- هو الذي يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون وجعل لذلك أجلاً مسمى ليبلو بعضهم ببعض قال تعالى:
((وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ)) [يونس:19] فهذا دعاء عظيم نسأل الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- أن يهدينا إِلَى الصراط المستقيم إنه سميع مجيب.