المادة    
السؤال: استفسار عن حكم التطوع في التمريض للفتيات، وهل لذلك من ضوابط شرعية؟
الجواب: التطوع بالنسبة للفتيات لا أفهم حقيقته! يعني هل سيُذهب بالفتاة التي تطوعت إلى الجيش؟ هل سيذهب بها إلى الجبهة؟ فإن ذهبت، فنعلم أن الجنود جميعاً من الرجال -الجنود السعوديون وغيرهم - ما عدا الأمريكان، لكن أقول: ستذهب المرأة إلى الرجال فكيف تمرضهم؟! تذهب من غير محرم؟ تسافر مع من؟ أنا أفكر حقيقة، وإن قيل: إنها تسافر مع محرمها فهذا عجيب، لماذا لا نعلم المحارم التمريض؟ أو نعلم الشباب التمريض ونأخذهم إلى الجبهة، وتبقى هي في البيت تحفظ العيال، هل يعقل مثلاً إذا تطوعت زوجتي، فتعلمت التمريض فاحتاجوها في الجبهة, فأذهب أنا وهي في القتال!! علموني وأنا أمرض وتبقى هي مع الأبناء.
أنا حقيقة أقول: إنني لم أستوعب هذا, وأخشى أن تكون الصحافة كما قرأت وسّعت الموضوع, أو أن يكون فينا من يريد الشهوات, ومن يتبع الشهوات، فوسعوا الموضوع، وجعلوه أكبر من حقيقته، وأخذوا يريدون به المآرب التي كانت قبل الفتنة وقبل الأحداث؛ لإخراج المرأة من بيتها، هذا الذي نخشاه.
والله تعالى يقول: ((وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُـوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيـدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيما ))[النساء:27], فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من التائبين، وأن يكفينا شر أولئك المجرمين المائلين المميلين، وقد وعدت إن شاء الله أنني في الأسبوع القادم قد أزور بعض المستشفيات وآخذ فكرة كاملة عن الموضوع ثم نقول إن شاء الله ما يبرئ ذمتنا عنه، لن نكتم الحق، مني إلى الآن لم أتصور ماذا يريدون به، هل يريدون في حالة الهجوم على المدن، أنها تعرف التمريض مثل الدفاع المدني، فتكون هنا فقط في المستشفيات، وربما يكون هناك منفعة أن تتعلم بعض من لديهن فراغ، ثم تقوم بالمعالجة لو وقعت قنابل على البيوت, أو شيء من هذا.. على أية حال، حتى أستفصل وأعرف القضية بوضوح، آتيكم إن شاء الله بالجواب الذي أدين الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى به إلا أنني أخشى أن هذا الانفتاح الذي في الصحافة والتهويل والتضخيم, أخشى أن يكون دخل منه أصحاب الشهوات، يريدون استغلال هذا الظرف -الذي نحن أحوج ما نكون فيه إلى التقوى والإنابة- في الدعوة إلى الشهوات التي كان يدعون إليها قبل هذه الأحداث، نسأل الله العفو والعافية.