السؤال: أنا امرأة ملتزمة ولكن تلهيني الدنيا كثيراً عن طريق الاهتمام بالملابس، ولا تعجبني إلا أشياء معينة من الملابس، وتكون باهظة الثمن، ووالله لا أقصد ذلك، ولكن نفسي تأبى لبس أي شيء، وذوقي لا يناسبه إلا أشياء معينه، فماذا أفعل وهل من نصيحة؟
الجواب: يا أختي! النصيحة -بارك الله فيكِ- أن تحاولي أن تقوّمي هذا الذوق.
وأنا أقول: حتى لو كان الفستان بمائتي ريال، أنا أعتبره غالياً حقيقة، وطبعاً ستعجب أكثركن، لكن -والله- عندما ترين أختك المسلمة في
الصومال لا تجد ما تستر عورتها.
بل ملايين من النساء في
كشمير وملايين في
إفريقيا لا يجدن شيئاً من ذلك.
وأنا أقول: الحمد لله، الآن تستطيع الأخت أن تلبس ثوباً نظيفاً محترماً، ويكون في حدود المائتين وإلى الثلاثمائة، أي: إذا كان أكثر من ذلك فلتلبسه ويستمر معها فترات طويلة.
والآن -الحمد لله- أجهزة التنظيف والكي، التي ما توفرت من قبل، أما ثوباً بالآلاف يلبس مرة واحدة، ثم يرمى، فهذا من الإسراف والتبذير الذي لا يليق بالمسلمة أبداً.
فنحن يجب أن نخضع ذوقنا وهوانا لما جاء عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونقول: إنه لا يجوز، وأنا لا أحرِّم الآن، لكن أقول: في دائرة الجواز هناك أمور لا تليق، بمعنى لو أني أريد أن آكل الليلة -مثلاً- عشاء بألف ريال، أو بمائة أو مائتين لا نقول: إنه حرام، لكن إذا كان لي جار لا يجد ما يتعشى، وأنا أتعشى بمائة ريال فإن هذا لا يجوز ولا يصح أبداً.
فلماذا لا أعطيه ولو عشرين.
والآن نحن في هذا البلد أنعم الله علينا بنعم عظيمة، والآن المصيبة مركبة: حيث نترك حق إخواننا المسلمين من جهة، ونبذر أموالنا من جهة، ونعطي الأموال لبيوت الأزياء وهي
يهودية نصرانية حاقدة علينا من جهة أصلها، فالقضية مركبة تركيباً ثلاثياً، كلاً منها يكفي بذاته.
و
السلف كانوا ينهون عن التبذير، ويستكثرون الثوب، و
عمر بن عبد العزيز رحمه الله جيء له بثوب قيمته خمسة دراهم، فقال: إنه غالٍ.
فقيل: يا أمير المؤمنين! جئناك بثوب ثمنه خمسمائة درهم، وأنت بأول أمرك، فقلت: هذا رخيص، والآن هكذا.
وهذا في وقت يصنع فيه كل شيء في الأمة، وأموال الأمة عنده.
أما الآن فأموال الأمة في الخارج، وأرصدتنا في الخارج، وتصنع هذه الأمور في الخارج، ونشتري هذه البضائع وإن كانت كاسدة فاسدة بأغلى الأسعار.
ولعل البعض يشاهد ما يسمى: بالخواجات، كيف يلبسن شيئاً لا ترضى أي واحدة منكن أن تلبسه. فلماذا نحن أيضاً يأخذنا شيء من الإعجاب، ونقول: جائز، ثم نستسهل ذلك فنبالغ فيه.
فأرجو من الأخت الكريمة أن تحاول أن تقاوم هذه الرغبة، وهذا الكلام لجميع النساء، فأرجو أنه لا يوجد رغبة من هذه الرغبات التي تجعل الأخت تتنقل في الأسواق وبين المحلات.
والحقيقة الآن أكثر ما في الأسواق لا يعجب من يرضى بالحد الأدنى، فكيف إذا كان الحد الأعلى كحال ذوق الأخت بارك الله فيها.