المادة    
السؤال: إذا حرص المرء بشدة على طلب العلاج بالرقى الشرعية لدى أحد الصالحين من إصابة بالعين -مثلاً- بعد محاولته رقية نفسه بالرقية المشروعة، والاستمرار في الدعاء بطلب الشفاء من الله تبارك وتعالى، مع اعتقاده.
أولاً: أن إيمانه ضعيف، وأن رقيته ليست قوية، بالرغم من عدم توقفه عن الدعاء.
وثانياً: الاعتقاد بأن هناك أناساً سخرهم الله تبارك وتعالى، ووهبهم القدرة على علاج الناس بالقرآن والرقى الشرعية، فتأثيرهم أقوى منه في ذلك، وكله بأمر الله تبارك وتعالى وحوله وقوته فهل هذا جائز، نرجو الإفادة، وجزاكم الله خيراً؟
الجواب: الذي ننصح به -وهو الأصل- أن الإنسان يرجع إلى الله تبارك وتعالى ويدعوه، ويتضرع إليه مهما قال من قال بجواز الرقية من الغير، وأنا لا أحرمها ولكني أقول: لا ننسى الأصل. فلا ننسى أن اللجوء إنما يكون إلى الله تبارك وتعالى حتى يسلم لنا إيماننا وتوحيدنا، وكما قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ((أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ))[النمل:62].
فالأصل المتفق عليه أن المضطر هو الذي يدعو ويتضرع، وهو الذي يتعبد ويلجأ إلى الله تبارك وتعالى.
وكما ذكرت: اللجوء نفسه عمل ومطلب عظيم يجعل من العبد ولياً من أولياء الله ومقرباً منه تبارك وتعالى، ويكفر الله تبارك وتعالى عنه ذنوباً عظيمة.
ولما دعا يونس وهو في بطن الحوت: ((لَاْ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ))[الأنبياء:87] استجاب الله تبارك وتعالى له وعفا عنه، وقد فعل ما فعل.
فاللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والضراعة إليه، ودعاؤه مع التوحيد الخالص، هذه أمور يجب ألا تنساها الأخت وإن كانت تقول: إيماني ضعيف كلما تضرعت ولجأت وبكيت ودعوت وانكسرت بين يديه، فهذا من تقوية الإيمان ومما يزيد العلاقة والصلة بالله سبحانه، فلا تقولي ولا تستسلمي لقول: إن إيماني ضعيف، ثم تقولين: لن أبحث عمن يقرأ عليّ.
وأنا لا أحرم الرقى، بل من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل؛ لكن أنا أرشدت إلى كمال التوحيد وكمال الإيمان وفي هذا حديث السبعين ألفاً الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون.