التمكين إنما يكون لمن آمن بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، يقول الله تبارك وتعالى : ((أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)) [الحج:39-41] فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد وعد من يحقق ذلك بأن يمكنه ويعزه ويُؤَمِّنه ويطمئنه في الدنيا والآخرة,.
ويقول أيضاً جل شأنه: ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)) [فصلت:30] أي: لا تخافوا من أمرٍ أنتم مقبلون عليه، ولا تحزنوا عما تركتم وراءكم أو عما خلفتم، لا خوف عليكم ولا حزن، بل هو الأمن والطمأنينة التامة لأنهم كانوا في الحياة الدنيا مطمئنين بذكر الله، وبتقوى الله، ومطمئنين بامتثال طاعة الله تبارك وتعالى، فكانت عاقبتهم أيضاً أن يطمئنوا برضى الله تبارك وتعالى، وبالقرار والفوز برضاه، وبرؤيته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى والتي هي أعظم نعيم.
فإذن العلاقة بين الأمن والإيمان، ومن جانب آخر بين الذنوب والمعاصي، وبين الجريمة والنكد والمعيشة الضنك، علاقة واضحة جلية في كتاب الله تبارك وتعالى وفي سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإذا أردنا الإصلاح -ونحن نريده بإذن الله- فما أقرب طريقه.