المادة    
السؤال: في قول الله (( الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً )) هل هذا الحكم عام؟
الجواب: الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في آخر سورة التوبة ذكر أصناف الناس وأحوالهم، فذكر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وذكر من حولهم من الأعراب والمنافقين والذين مردوا على النفاق من أهل المدينة، وذكر المرجفين لأمر الله، وذكر الثلاثة الذين خلفوا، وذكر أيضاً الأعراب.
كل ذلك يتحدث عن المجتمع المدني وما يحيط به في ذلك الوقت، لأنها كما سماها ابن عباس -رضي الله عنهما- وغيره من الصحابة: الفاضحة أو الكاشفة أو المشقشقة لأنها شقشقت القلوب، وكشفت ما في القلوب وفضحت النوايا والنيات التي يضمرها الناس.
فبينت أن هناك سابقين مقربين، وأن هناك من فيهم دخن ومن فيهم شيء من النفاق، وأن هنالك منافقين معلومين، وأن هناك منافقين مجهولين لا تعلمهم.
وتطرقت إلى ذكر الأعراب وأنهم أشد كفراً ونفاقاً، فهل هذا الحكم عام؟
ليس الحكم عاماً حتى في ذلك الوقت ((وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ))[التوبة:99] إذن حتى الأعراب في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس حكمهم سواء حتى الذين نزلت فيهم هذه الآية، ولكن العادة أن الأعرابي صاحب البادية عادة لا يخلو من جفاء، والإنسان يتأثر بالبيئة فلا يخلو من غلظة كما هو مشاهد، كحال أكثر من قدم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل البادية، لكن ذلك لا يعني الحكم العام، فالله -عز وجل- حتى عندما حكم على أهل الكتاب بالخيانة وبأعمالهم السيئة لم يجعل الحكم عاماً بل قال: إلا قليلاً منهم أو ما أشبه ذلك.