المادة    
السؤال: هل من يقول بدوران الأرض في عقيدته خلل أم لا؟
الجواب: يجب ألا نحمِّل هذه المسائل فوق ما تحتمل، فهي قضايا تخضع للتجربة المشاهدة، فيجب ألا نضع هذه المسائل في غير موضعها الصحيح، بالنسبة لكون الأرض كروية أو بيضاوية أو غير ذلك، فشكلها أصبح يُرى ويشاهَد، والدلائل عليه من الحس مشاهدة، وتكلم علماء السلف في ذلك، كشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية وحتى الغزالي ومن قبله، ذكروا هذا الشيء فليس هناك غرابة، أما كونها تدور فهذا حكم فلكي، وهذه قضية فلكية ترجع إلى رأي علماء الفلك المسلمين وهم قد قرروا ذلك، وليس هناك تعارض بين هذا وبين ما ذكره الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في كتابه عن الأرض وعن السماء، وهذه الآيات ليس في أي منها إشكال، فيمكن أن يعرفها الإنسان في أي كتاب من كتب التفسير سواء اعتقد أنها تدور أم لا تدور، وكون الله -عز وجل- قادراً أن يخسف بنا الأرض فإذا هي تمور، يمكن أن يقع ذلك وقد فهم الناس هذه العقوبة، وخافوا منها قبل أن يعلموا أنها تدور وأن هذا يجب أن يكون نتيجة اختلال في عملية الدوران، وبعد أن عرف الناس ذلك، فالوعيد وهو الغرض من الآية لم يتغير.
فيجب أن نقف عند الآية وعند العظة وعند العبرة.
أما مجرد العلم النظري العادي فيحال إلى أهله، ولا نتجادل فيه نحن، ولا نُقوِّم الناس بحسبه! فنقول: فلان مؤمن بأنها تدور، أو لا تدور!! ويصبح تقييم الناس بقضايا نظرية تجريدية بحتة، لا تمت إلى إيمان المؤمن، ولا علاقة لها بصحة عقيدته أو فسادها، يجب أن ننتبه إلى قضية اعبدوا الله تعالى عليها، واتقوا واستقيموا على أمره ولا يضركم بعدها أنها دارت أو وقفت.