إن الحديث عن المؤامرة وأبعادها لا ينسينا أبداً الحديث عن الثقة في وعد الله، بالنصر المبين لهذه الأمة، والثقة في الله ثم في الشباب المسلم الذي بدأ يصحو ويتيقظ لهذه المؤامرة.
ونحن في هذا البلد بالذات نحمد الله تبارك وتعالى أن الوعي والصحوة الإسلامية عندنا قد تواكبت مع بداية الغزو الفكري والتآمر على هذا البلد، وإننا لواثقون بإذن الله من أن النصر سيكون لدين الله سبحانه وتعالى، وللدعاة إلى الله تبارك وتعالى.
ولكن علينا أن نكون واعين، وأن نكون حذرين، وأن نعرف أولئك الهدامين، وأن نقاومهم المقاومة الفعالة بالحكمة.. بالكلمة الصادقة.. بالنقد الذي يقنع الخصم ويلزمه.. بإقامة الحجة عليهم.. بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. بقطع كل سبيل إلى إفساد المرأة المسلمة.
وعلى الأب أن يراقب ابنته فلا يسمح لها بالخروج إلى السوق، أو شراء المجلات الهابطة، أو متابعة الأفلام الخليعة.
وعلى الزوج أن يراقب زوجته في ذلك، وعلى المعلم أن يوصي تلاميذه بأن ينتبهوا لأسرهم، وأن يغضوا من أبصارهم، ويحفظوا فروجهم، وكذلك الإمام في المسجد، وكذلك كل من يملك سلطة للتوجيه أو منبراً للإعلام، فإذا قمنا بذلك فإننا قادرون على أن نحبط المؤامرة بإذن الله تبارك وتعالى، أما إذا غفلنا فسيذهب الله بنا ويهيء الله عز وجل لدينه جنداً غيرنا ينصرهم الله عز وجل بنصرهم لدينه وشرعه، والبشائر المقبلة تؤكد أن النصر لن يكون إلا لهذا الدين.
وإننا نذكر المرأة المسلمة المتمسكة بحجابها في هذه البلاد، بأن أختها التي خدعت وغرر بها، ووقعت في شباك المؤامرة في الدول الإسلامية الأخرى قد عادت إلى حجابها ولله الحمد، وتنبهت لتلك المؤامرة، وقد عرفت حقيقة دينها.
وإن فتاةً واحدة تلتزم بالحجاب عن دين وإيمان واعتقاد في وسط بيئة جاهلية فاسقة منحرفة لهي أفضل ألف مرة ممن كانت تلبس الحجاب لأنه تقليد وعادة يفرضها عليها المجتمع، ولو أمكنها غير ذلك لفعلت. وإن النساء المؤمنات اللاتي يتمسكن بالحجاب، ويرفضن العمل المختلط، واللاتي يعلمن أن وظيفتهن هي الأمومة وأن مملكتهن هي البيت، أصبحن يتواجدن بأعداد كثيرة في تلك البلاد التي سبق إليها الغزو، وليس ذلك بعجيب؛ فإن الغربيات وهن قدوة المتهتكات والساقطات قد تمنين هذه الحياة، كما ذكر الدكتور
مصطفى السباعي رحمه الله عن امرأة أمريكية شهيرة زارت
دمشق وقيل لها: هذه هي حياة المسلمين، فالمرأة المسلمة واجبها كذا وكذا، والزوج يحميها ويؤويها، وينفق عليها، وإن لم يكن لها زوج فالأب أو الأخ، فهي مصونة، محترمة، يفضل وليها أن يستدين المبالغ الطائلة على أن تعمل وأن تخرج من بيتها.
فلما رأت ذلك قالت: والله لقد تمنيت أن أعيش هذه العيشة الكريمة ولو لبضعة أشهر ثم أموت..! وما ذلك إلا نتيجة ما تعانيه من شقاء بالرغم من أن ظاهرها يوحي بأنها امرأة مبجلة محترمة.