المادة    
استمر العلماء والخطباء والدعاة يثيرون الغيرة في هذه الأمة، ويعلمون أبناء الأمة -من أمراء وجنود وعامة- واجبهم تجاه هذا الغزو الصليبي، وكان من نتائج ذلك أن استجاب بعض الأمراء لداعي الجهاد، وكان أكبرهم أثراً وأكثرهم مصابرة للصليبيين عماد الدين زنكي، ثم من بعده ابنه نور الدين محمود المعروف بالشهيد.
وسيرة نور الدين من أعجب العجب في قمع البدع، وإظهار السنة والعدل؛ ولهذا نصره الله سبحانه وتعالى وقد اجتمعت عليه ملوك أوروبا ؛ فقد جاءت الحملة الصليبية الثانية ومعها أكثر من خمسة ملوك من ملوك أوروبا، وهم ملوك ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرهم، كما جمعت كثيراً من الأمراء، وكبار رجال الدين، فواجه نور الدين هذه الحملة العاتية.. على الرغم من أن مملكته كانت جزءاً صغيراً من شمال العراق وبلاد الشام، هذا كل ما كان يملكه نور الدين، ومع ذلك لما أن قام على هذه السيرة الحميدة، نصره الله تبارك وتعالى نصراً مؤزراً؛ فما مات رحمه الله إلا وقد صار يملك كل بلاد الشام ومصر والحجاز وجزيرة العرب، وما بقي إلا الإمارات الصليبية، وأهمها إمارة القدس التي قدر الله أن يكون فتحها على يد قائده صلاح الدين ؛ ولهذا يجب أن نقف عند سيرة هذا الرجل؛ لأنا عندما نتحدث عن نور الدين فنحن نتحدث عن الأمة مجتمعة، إذ كيف تحول من أمير لمقاطعة إلى أن أصبح سلطاناً كبيراً يهزم أوروبا كلها، فلابد من أخذ العبر من حياته ومن سيرته.
  1. ثناء المؤرخين على نور الدين

  2. من أخلاق نور الدين

  3. تحكيم نور الدين لشرع الله

  4. نور الدين وموقفه من المكوس

  5. تأسي نور الدين بالنبي صلى الله عليه وسلم

  6. الرياضة البدنية عند نور الدين

  7. العبرة من حياة نور الدين