المادة    
المذيع: معي الدكتور وليد الرشودي من المملكة أهلاً ومرحباً بكم يا دكتور!
المتصل: أهلاً وسهلاً، الحقيقة لدي بعض التعليق بين يدي شيخنا الكريم الشيخ سفر الحوالي، أولاً: الحقيقة هذه الحملة المباركة يجب أن نتذكر فضل الله علينا فيها، وأن نتذكر الشكر، كما قال الله تعالى: ((لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ))[إبراهيم:7] فلا بد أن نلهج بشكر الله تعالى على أن يسر مشروع هذه الحملة التي يجب أن نتكاتف معها، والتي من أبرز ما سوف يظهر إن شاء الله ثمارها على الساحة: إحياء روح الأمة الكاملة والشاملة، والتكاتف فيما بينها، وإحياء روح الفأل بين المسلمين مهما أصابهم من ويلات ونكبات -كما تفضل الشيخ- وإحياء روح العمل والجد، فكل إنسان يستطيع أن يعمل، كما قال الأوزاعي رحمه الله: كل منكم على ثغر من ثغور الإسلام فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبله.
لكن أحب أن أنبه أن يجب علينا أن نتذكر أهمية الاستمرار، وأن هذه الحياة حياة مجاهدة: ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا))[العنكبوت:69] وأحذر من العجلة في تسيير بعض المقالات أو العبارات، وأن نحمل لها على الخير محملاً، وألا نحملها على ما تفهمه عقولنا، أو ما تتوجه لنا بعض التوجهات.
وأخيراً لي كلمة حول الليبرالية التي تكلم عنها الشيخ سفر قبل قليل، أنه يجب علينا أن نسعى لتجفيف منابعها كما تسعى هي لتجفيف منابع المسلمين، ولا سيما في الدول والشعوب الإسلامية، ولله الحمد والمنة القوة الإسلامية أقوى، والفكر الإسلامي أقوى، فلا بد أن نسعى لتجفيف منابع العلمانية، ولعل الشيخ يعلق على هذه النقطة الأخيرة، وشكراً.
المذيع: أيضاً معي الأستاذ محمد أبو نادر من الكويت، أهلاً بك يا أخي الكريم!
المتصل: السلام عليكم، كيف حالك يا شيخ سفر ؟
نسأل الله عز وجل أن يأجرك فيما أصابك في الدنيا والآخرة، فضيلة الشيخ: هل من كلمة توجهونها للشعوب المسلمة لما حدث في العراق وقبله أفغانستان، الواقع مر جداً، ونوجه كلمة للشباب المسلمين ألا يتناحروا فيما بينهم عبر القنوات الفضائية، ولا أتكلم عن المجد، ولكن عن قنوات أخرى، ألا يتناحروا ويسب بعضهم بعضاً، مشكلة العراق حدثت ولا حول ولا قوة لنا بها، فندعو العلماء والشعوب أن ينفعوا الشعب العراقي بما فيه الخير لهم، بطاعة الله عز وجل من الدعوة هناك ومد الإعانة لهم، ومن الصحوة؛ لأن الشعب عاش تحت البعث قرابة ثلاثين سنة، فيحتاج إلى صحوة ومد العون لهم، والتناحر في هذه القنوات لا يفيد، ولا يقدم ولا يؤخر، ثم إن سب الكويت وغيره، أنا لا أبرر للكويت ولا أدافع عن حكومتها فهم جزء من مشكلة هذه الأمة...
المذيع: أستاذ محمد ائذن لي الحقيقة: نحن في هذه الحملة أمة واحدة: الكويت المملكة العراق الأردن، بل كل شبر من أمتنا الإسلامية، نحن جسد واحد، وروح واحدة، وهذا ما ندعو إليه من خلال هذه الحملة، والكويت جزء لا يتجزأ منا، هي قلب منا وجزء مهم جداً من وطننا الإسلامي، نحن كلنا كتلة واحدة، وسوف تسمع بإذن الله تعليق فضيلة الدكتور.
أيضاً معي الأستاذ خالد الغامدي من السعودية، أهلاً بك!
المتصل: السلام عليكم، ومساكم الله بالخير، سعدنا برؤية الشيخ سفر، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع به.
مشاركتي قصيرة جداً وهي: أريد من الشيخ أن يعلق على جزء من موضوع الحرب مع الغرب وهو الحرب الاقتصادية، وجدنا تحمساً من المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي في بداية المقاطعة، ولكن الآن بردت الهمم، وأصبح للأسف البعض من الأخيار يمتع نفسه بمتع من الدنيا، أو يعطي شهوة بطنه، أو يشتري المنتجات الأمريكية على علم منه بأن هؤلاء يقتلون إخوانه صباح مساء، فأريد من الشيخ جزاه الله خيراً أن يذكر بهذه وأن يبين أهميتها، وجزاكم الله خيراً.
المذيع: شكراً للإخوة جميعاً الذين اتصلوا وأعود معكم، يا شيخ! دكتور وليد الرشودي أشار إلى مواضيع عديدة بعد شكر نعمة الله سبحانه وتعالى على قيام مثل هذه الحملة، وهو يؤكد على أهمية الاستمرار والعمل.
الشيخ: نعم هذا واجب، وهذا الذي يؤكد ما قلت أننا نحتاج إلى هذا، ونحتاج إلى نُذكر به، ونرجو أن يكتبه الأخ وليد أيضاً في الموقع، وكلنا إخوة ويجب أن نتكامل، وأشكره على التحذير من العجلة، وعن التنبؤ أيضاً إلى العبارات، يعني الأصل فينا جميعاً أن نحسن الظن بعضنا ببعض، وأن نتعامل بوضوح وروح النصيحة والأخوة، بل أن يستر كل منا عيب أخيه، وكلنا ذو عيب.
المذيع: يعني نفرض الآن أن بياناً صدر عن هذه الحملة حُمِّل تحميلات كثيرة، ما الطريقة المثلى فعلاً لرأب الصدع الذي يمكن أن يحصل، إذا حصل مثل هذا كيف يمكن لهؤلاء الذين لهم نظرة أن يتصلوا بكم، أو بالمسئولين القائمين على هذا؟
الشيخ: نعم هذا عادي جداً، ومن حقهم أن ننشر رأيهم كما ينشر الرأي الآخر، ونحن أمة من فضل الله تبارك وتعالى عليها متعودة حتى في العبادات على الخلاف، فالصحابة لهم قولان في الحج وفي الصلاة والوضوء والطهارة، فلماذا تضيق صدورنا، ولنا أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وذو الجهاد قد ينتقد في شيء من أمر جهاده، حتى لو كان نقد من قائد فرضاً فإنه يجب أن يسمع، العالم لو انتقده عامي أو جاهل يجب أن يسمع، فقد يكون الصواب معه، لا ينبغي أن يكون بيننا حساسيات أبداً، فنحن إخوة، إما أن ننمي ما نصل إليه، وهذا إن شاء الله مما تطابقنا على العمل به، أن الناقد هو الذي يدقق ....... أكثر وأكثر، وأما ما يأتينا من ثناء ومن مدح، هذا عظيم جداً، ونشكر الإخوة على هذا.
  1. دور الحملة في الحرب الاقتصادية

    المذيع: الأستاذ خالد الغامدي يسأل عن موضوع الحرب الاقتصادية التي برزت في بداية الأزمة ثم فترت، خصوصاً ما يتعلق بالمقاطعة، فأرجو أن تكون مختصرة...
    الشيخ: أنا أشكرك خالد، هو ذكرنا بقضية كانت فاتتنا وكثيراً ما فاتنا الحقيقة عن أهداف الحملة، وأبشرك يا أخي بأن منها لجنة اقتصادية، ومن إخوة لهم كفاءة وخبرة وتجربة، وهذا الموضوع سيأخذ حقه بإذن الله، وأرجو أن تستمر أنت والإخوة في متابعتنا، وتوجيهنا، ونصحنا في هذا الشأن، لأن له حيويته وأهميته، على ما يقتضيه من دقة وإحكام ونظرات شرعية لا تخفى عليكم.
  2. حول سياسة تجفيف المنابع

    المذيع: أيضاً تحدث عن تجفيف منابع الليبرالية في الأمة الإسلامية، فنحن نملك المقومات التي لا يملكونها، هم يملكون منابع هدم، لكن نحن نملك منابع بناء يسيرة وسهلة جداً للدخول إلى القلوب، وإشارة الدكتور وليد الحقيقة جيدة في هذا المجال، فلعل لكم تعليقاً؟
    الشيخ: نعم. هم طرحوا شعار تجفيف المنابع كشعار في المنطقة، وكخطة، وأنا قرأت في حينها ما نشر من الخطة الأمريكية التي أقرها الكونجرس بهذا الشعار، وكيف أن بعض الأمم العربية وغيرها أخذت به حرفياً، الواجب أننا نحن الذين نعلن تجفيف منابع الشر والرذيلة، والإلحاد والانحراف والشرك والبدعة، نحن الذين نملك الحق بأيدينا ولله الحمد، ونحن الذين نتعامل مع كل قضية بعدل، وبما أمر الله، لا بهوانا ولا مصلحتنا، وعلى كل حال الإسلام أعظم وأجل من أن يحفف أحد منابعه.
    لما أراد الله تبارك وتعالى أن يضرب لنا مثلاً بهذا، وما أكثر ما جاءت، بين لنا كيف أن فرعون هو الذي رد موسى عليه السلام.
    عند أول مرة يحج فيها الحجاج بعد نهاية الاتحاد السوفييتي، أعددت أحد الإخوة مترجماً لي وجئت به، وجلست أترقب متى يدخل هذا الجمع، فلما دخلوا قالوا: يا شيخ! إن كلمتنا بالعربية الفصحى فنحن لا نحتاج إلى مترجم، فذهلت! يتكلمون العربية الفصحى، ومنهم شباب والله في الثالثة والعشرين، فقلت: كيف تعلمتم؟ قالوا: في حجرات ضيقة مظلمة تحت الأرض وبمشاق عجيبة -لو كان لدي وقت لشرحتها-.
    فالقوة الحديدية الهائلة لـلينين واستالين ومن بعده لم تفلح، كيف بعصر فيه الإنترنت والانفتاح؟ وهذا من تزيين الله، فهو يزين لهم عملهم فقط، ولكن لن يستطيعوا أبداً أن يطفئوا نور الله بأفواههم، هذا مجنون ينفخ لكي يطفئ نور الشمس في رابعة النهار، أو القمر في ليلة البدر.
    ومعنا الأخ فضل وقضية جلاء القوات الأمريكية: نحن كأمة ومن قبل الحملة، والحملة تؤكد هذا، نحن أمة واحدة، نحن لا نريد أن يبقى للعدو وجود في أي بلد، والمملكة لا شك هي قلب العالم الإسلامي، لكن قطر أيضاً من جزيرة العرب التي لا يجوز أن يجتمع فيها دينان، ونحن لا يجوز لنا بأي حال من الأحوال أن نقر ذلك عقيدة وإيماناً، بل نسعى لأن تخرج من كل بلاد العالم الإسلامي بإذن الله تبارك وتعالى، بالوسائل المشروعة المعروفة لدينا جميعاً.
    وأحب أن أقول: الأمة التي تقوم بالإعداد وتستعد لمقاومة العدو، للدفاع عن نفسها، بل يجب على الأمة الإسلامية أن تقوم أيضاً بجهاد الطلب إذا مكنها الله من ذلك، هذه لا تحتاج إلى وجود قوات أجنبية تحت أي ذريعة من الذرائع، وهؤلاء جاءوا بذريعة يقولون: نريد العراق، والآن انتفت الذريعة بانتفاء النظام، يلزم أن تكون هذه الحقيقة .......... ونحن لم نكن في يوم من الأيام راضين بهذا على جميع المستويات.
    المذيع: الأخ محمد أبو نادر من الكويت طلب كلمة للشعوب الإسلامية لما حدث في العراق وأفغانستان، ونحن في الحقيقة من بداية اللقاء نوجه هذه الكلمات.
    الشيخ: أنا أشكر الحقيقة هذه الكلمات الصادقة عندما تأتي من الكويت لها معنى، أشكر الأخ الكريم، يجب أن نطوي الماضي، لم يأت العدو من أجل حبه في الكويت ..
    المذيع: نقول: نحن الكويت ونحن العراق، ...
    الشيخ: نحن جسد واحد، كلنا جسد واحد وأمة واحدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع قلوبنا كما جمع قبلتنا وكتابنا وربنا، وأن ننسى الماضي كله، بكل ما فيه من جراحات ومن آلام، وأن نبدأ صفحة جديدة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن نحيي مقتضى وواجب الأخوة الإيمانية، وأشكره على اقتراحاته التي اقترحها.
  3. مشروع ترجمة كتاب الجواب الصحيح

    المذيع: الأستاذ عبدالله الجيول من السعودية، تفضل أستاذ عبد الله. 
    المتصل: سلام عليكم، حتى لا أطيل عليكم عندي سؤال: هل كان مشروع الشيخ سفر في ترجمة كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح بداية للحوار الفكري مع الآخر خصوصا النصارى؟ وأليس من المناسب إعادة المشروع في هذه الحملة لتلهف العالم لمعرفة الإسلام خصوصا بعد 11 سبتمبر وذلك استغلالا للشبكة العنكبوتية الهادفة مثل هذه القناة، وشكراً.
    المذيع: شكراً أستاذ عبدالله. أيضا معي الأستاذ سليمان الحرش من السعودية تفضل أستاذ سليمان! المتصل: سلام عليكم ورحمة الله، بارك الله فيكم –يا شيخ- وفي مساعيكم الطيبة، يا شيخ، مداخلة بسيطة: ذكرتم -الله يحفظكم- أن تغييب الأمة وصرف الأمة عن المنهج الرباني في الواقع، إن كثيراً من أبناء الأمة لا يتفاعلون مع النص القرآني، وكما هو معروف حسن الفهم يؤدي إلى حسن العمل، لذلك في قول الله تعالى: (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لتخذوك خليلا) حقيقة: إن هؤلاء يفتنون الأمة عن المنهج الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى له، لذلك الذين ينصاعون لهذا الافتتان يكونون مقربين لهؤلاء. 
    المذيع: شكراً أخي سليمان! والفكرة وضحت.
    أيضا معي من سوريا اتصال الأستاذ محمود أغاسي، تفضل أستاذ محمود. 
    المتصل: سلام عليكم ورحمة الله، حياكم الله، وأحيي شيخنا الفاضل الدكتور سفر الحوالي. أنا أقول: نحن نتكلم الآن عن هذه الحملة المباركة التي يقوم بالإشراف عليها فضلية الدكتور، لكن أنا أرى أننا بحاجة إلى حملة مشابهة ولكن تتوجه إلى أمتنا هذه الحملة لبناء أمتنا نحو أعدائنا تقاوم هجمة العدو عليها، نحتاج إلى حملة سريعة جداً تحت مسمى: إحقاق الحق فيما بيننا حتى نتعلم كيف نتكامل ولا نتآكل؟ حتى نتعلم كيف يعين بعضنا على الموجود ونوجد المفقود، حتى نتعلم كيف يعين بعضنا بعضا على المتفق ويعذر بعضنا بعضا في المختلف، إننا قد ننجح في مشاريع إبطال الباطل وهي سهلة لكن يؤسفنا أننا في دائرة مشاريع إحقاق الحق فيما بين أبناء الأمة بل فيما بين علمائها ودعاتها لم ننجح في قضية التكامل وتغيير الموقف، ونعرف شيخنا الفاضل الدكتور سفر بمنهجه التربوي التجميعي الذي يدعو لموقف موحد، أنا أطالب الآن باسم الشيخ سفر وأدعم موقفه في حملته، ولكنني أطالب علماء الأمة أن يستمعوا لما يقول، وأن يتوحدوا فيما يقول، وأن يتعلموا كيف يوحدوا جبهتهم، فالهجمة شرسة، هجمات من كل الجهات، فإن كان من أحد يريد النقد فليكن وجهاً لوجه، وإن كان أحد يريد النقاش فليكن وجهاً لوجه، حرب المنتديات والمواقع على الانترنت ليست من شيم وأخلاق الدعاة والمسلمين، أن نقاتل دعاتنا لأننا لم نقتنع بوجهة نظرهم ليست من أخلاقياتنا، دعاتنا في المجالس الخاصة عندما نسمع الآن مثل فضيلة الدكتور سفر يشرح ويبين ويسد ثغر كبير جداً من ثغورنا قد لا نقتنع بشيء مما يقال، قد لا نتفق على شيء مما يقال لكن.... 
    المذيع: الفكرة وضحت، ومعي أكثر من اتصال نشكر لك أستاذ محمود من سوريا، معي من قطر اتصال الأخت أم سارة، تفضلي أختي. 
    المتصلة: سلام عليكم. حبيت أسأل الشيخ ما دور المرأة في هذه الحملة؟ وسلام عليكم. 
    المذيع: شكراً لك أختي الكريمة من قطر، وليعذرني الأخوة أني مضطر لإيقاف الاتصالات.
    أعود إلى الأسئلة دكتور.. الشيخ عبد الله من السعودية يسأل عن مشروع الترجمة؟!
    الشيخ: أبشرك أنه انتهى ولله الحمد قبيل حوالي شهر أو أقل، ونحن الآن في صدد التعاقد مع دار نشر لطباعته.
     
  4. الفتن وتغييب الأمة عن المنهج الرباني

    المذيع: سليمان الحرش يسأل عن تغيب الأمة عن المنهج الرباني؟
    الشيخ: نعم وعن الفتنة، لا شك -يا أخي الكريم- أنه إذا كان هذا الوعيد الشديد للنبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بغيره، هو أشبه بقوله تعالى: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)، ومعنى ذلك  أنه يجب علينا جميعاً أن نحذر من هذا، وقد رأينا ما وقع في شراك هذه القوى الظالمة، ومن فتن مما جاءت به كيف أن الله تبارك وتعالى خذلهم ولو بعد حين على  أيديهم هم أنفسهم، ولكن من الذي يعتبر! والسعيد من اتعظ بغيره، فعلى الجميع أن يتعظوا: الحكام والشعوب والمفكرين والمثقفين، كل من توكل على غير الله ومن والى غير الله فإن هذه الفتنة تؤول في النهاية إلى محقه هو وعلى أيديهم هؤلاء أو من غيرهم.
     
  5. من إنجازات الحملة ومعوقاتها

    المذيع: الأستاذ محمود من سوريا يسأل عن الحملة..
    الشيخ: أنا أشكر الأخ وأبشره أن الحملة حققت الآن -ولعلنا في البداية- هدفاً عظيماً في لم الأمة!
    أقول ولا أفترض افتراضا بل أخبر خبراً: إن بعض الدعاة الكبار في أحد البلدان شكر وقال: والله لقد جمعتمونا، لأننا نريد عمل مكتب تمثيل إقليمي، فقال: نحن الدعاة لم نجتمع يوماً، والآن المكتب سوف يجمعنا، ولأول مرة نرى اسم بلادنا وتحته هذه التوقيعات من مختلف الاتجاهات. فهذا تحقيق لما نريد، بل في الحقيقة لا نزال نقول -كما تفضل- نحن بحاجة إلى هذا. 
    أريد أن أنبه إلى ما أشار إليهم من قضية الـ.... الله تعالى بيننا (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، نحن لسنا الآن بصدد أن نلتفت.. أقول: يبنغي ألا يكون عندي دقيقة واحدة أن أقرأ ما يقوله اسم مجهول في منتدى في كذا! بل أدعو الله إن كان على الحق أن يوفقه، وأن يسدده، وإن كان غير ذلك أنا يتجاوز عنه.. نحن الآن لسنا في وارد ماذا قال فلان؟! نعم، هو -بلا شك- يؤلم أن تقرأ ذلك عن أخ تعرفه داعية فاضلاً مثلاً أو شيخ أو نحو ذلك، يؤلمك أنك لا تجد الحوار البناء، أين منهج الأنبياء في ذلك؟! لا شك هو يؤلمنا لكن أن يشغلنا فلا!
    كن على الحق ولا تبال، وثق بالله عز وجل والله تعالى مظهر دنيه، وما من نبي إلا وابتلي، وما من داعية إلا وقيل فيه ما قيل (أما ما ينفع الناس فيبقى) والحمد الله.
     
  6. دور المرأة المسلمة في الحملة

    المذيع: أم سارة من قطر سألت سؤالاً جميلاً عن دور المرأة المسلمة في هذه الحملة؟
    الشيخ: أشكر الأخت أم سارة، لأنها أيضا نبهت بأنه لدينا لجنة للمرأة كما نبه الأخ خالد للجنة الاقتصادية، ولأني لم أتابع الحديث..
    المرأة المسلمة لها دور عظيم، وبما أنها مستهدفة استهدافاً عظيماً فلها دور عظيم في المقاومة، المرأة المسلمة حقيقة تخضع لضغوط لا يخضع لها غيرها في هذا المعترك وهذا العدوان، العدوان يستهدف المرأة المسلمة استهدافاً خطيراً جداً، ومن هنا يجب على المرأة أن تكون مؤمنة بالله تبارك وتعالى، وأن تبدأ بنفسها فتدفع عنها كل الأسباب التي توجب غضب الله سبحانه وتعالى عليها، وأن تجاهد، وأن تساهم ولو في بيتها، ولو تربية أبنائها، فإذا كان لدى أي أخت أربعة أو خمسة أو أكثر فلتجعلهم كلهم مؤمنين، فتربيهم على الإيمان، فهي بذلك تعد أعظم جيل بإذن الله تبارك وتعالى.. جيل المواجهة! نحن الآن في أول خطوات المواجهة، الجيل هذا قد يشهد المواجهة الكبرى، قد يشهد الملاحم العظيمة الكبرى أو بدايتها فتكون قد أعدت له.
    فلا تحتقرن أختي المؤمنة دورها، ولا تقل: ماذا أفعل ؟ فكل ما يمكن أن يحقق رضى الله فهو يصب في اتجاه مقاومة هذا العدو، وهو مما يخذل الله تبارك وتعالى به الشيطان وأولياءه فكيد الشيطان كان ضعيفاً، والتربية الإيمانية هي من أهم دعائم تثبيت الوجود وقيام هذه الأمة، ولا يمكن أن تكون هذه التربية الإيمانية إلا في حضن أم مؤمنة تعرف ماذا ترضع ابنها مع اللبن الذي ترضعه.
     
  7. كيفية التعامل مع أحاديث الفتن والرؤى

    المذيع: نتائج الانهيار في الأمم التمسك بالخرافة والشعوذة كما يقال؟! وردت  أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع، أمتنا لجأت مع الأسف إلى أحاديث الفتن وإسقاطها إسقاطاً خاطئاً أو الأحاديث التي ليست من الحديث أصلاً بأن كانت باطلة وموضوعة، توجه فئام من الناس إلى الرؤى والمنامات، فينام في الليل ثم يصبح فيقرر قضايا الأمة الكبيرة وماذا سيحصل؟! حدث ذلك في عدة أزمات لكنه توسع في هذه الأزمة؟
    الشيخ: إن كان هذا تعبيراً عن اليأس والاحباط فهذا لا ينبغي، عندنا دائرة الحق المطلق الكتاب والسنة (الوحي)، وعندنا دائرة الظن والمنامات والأحاديث الضعيفة.. وهي إما أنها باطل وإما أنها ظن وإما أنها مشوبة بشيء من الحق، وعلى كل حال هذه الدائرة إذا نحن غطينا واستوعبنا دائرة الحق ودائرة اليقين الذي في القرآن وما بقي إلا تلك فيمكن أن نتجه إليها ونأخذها بقدرها، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الرؤى الصالحة من المبشرات، والمبشرات لا تعني أن تجعلها هي كل شغلك وشأنك، ولكن تستعين بها وتتأكد من ذلك، والضوابط الشرعية في الرؤيا لا أستطيع أن آتي بها لضيق الوقت الآن، لكنها واضحة ومحددة، من أرادها فهي موجودة، ويكفي أن منها ما هو من تلاعب الشيطان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها ما هو حديث نفس.. فالحقيقة التصدي وتعبير كل رؤيا وأن يكون أكثر وقته هذه المشكلة!!
     وأكبر من ذلك أن تربط الأحاديث أو الرؤى بالأحداث المباشرة، وأذكر مثالاً على ذلك: أستاذ فاضل وصديق وكان معنا في القسم، وهو رجل محترم جداً، تحول عن الكتابة الفكرية العقدية -مع أنه حائز على جائزة الملك فيصل في العقيدة عن كتاب في القضاء والقدر- إلى الكلام عن الملاحم وأهل الكتاب وهذه الأشياء بطريقة غريبة! وركب هذه كلها على رجل وهو: صدام حسين!!
    فكنت أنصح وأقول: ماذا لو مات أو اغتيل؟! كل هذه الكتب والبحوث أين تذهب؟!
    عندي عجائب ولعلها تمتع الأخوة، جاءني رجل وقال: أريدك في أمر مهم جداً جداً، جاء إلى المسجد وأخذني على جنب فقال: الدجال موجود!! وعينه والكاف والراء!! فضحكت. قال: لم ضحكت؟!
    قلت: تذكرت نكتة أخرى قبل أيام! وهذا من جملة ما يأتينا أحياناً يومياً ونعاني من هؤلاء، جاءني أخوان، وكل منهما ذو دين وخير وصلاح وفضل في وقت متقارب، قال أحدهما لي: إن الملا عمر هو المسيح الدجال! والله إنه أعور، وإن عليه الكاف والفاء والراء، وإنه عدو الله، وإنه.. وإنه..
    وجاء الآخر وقال لي: الملا عمر مثل عمر بن الخطاب في أخلاقه وعلمه وزهده، وإننا على يقين بأنه المهدي المنتظر!! انظر في كليهما!! بعد هائل، فهذا دليل أن لدينا مبالغة إما في المدح أو في الذم، وعندنا تصديق للخرافة.
    أيضا جاءني شخص وقال لي: ألا تعلم أن المهدي موجود؟ فقلت: أي مهدي؟!!
    فقال: لمه؟ المهدي واحد! فقلت له: جاءني هذا الأسبوع فقط مهدي من كذا، وآخر من كذا، وثالث من كذا.. قال: أستغفر الله، انتهينا ظننت أن هذا هو المهدي!. ومنذ ثلاثين سنة ويأتينا أمثال هؤلاء.
    يا أخواني الكرام: نحن لما نضيع أوقاتنا وأعمارنا في هذا، بدلاً من أن نقبل على القرآن كما أكد الأخوة المتصلون، القرآن وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. أحداث آخر الزمان ما صح يكفينا ومن قرأها يجد أنها لا تنطبق على واقعنا، وقد أشرت لذلك في مقابلة مع مجلة البيان، ولا وقت لإعادة الإشارات، لا ينطبق ما جاء في أحاديث الفتن على واقعنا الحالي، نحن في أزمة كأي مرحلة مرت بها الأمة! وتنجلي إنجلاء عادياً، قد يكون فيها خوارق.. كرامات.. آيات.. ممكن! لكن أنها هي التي جاءت فلا.
     
  8. ضرورة تنظيم العمل الدعوي

    المذيع: في أقل من دقيقة سأقرأ عبارة كتبها وسطرها يراع كاتب إسلامي رحمه الله، وأرجو تعليقك في دقيقة يقول: الجاهلية المنظمة لا يغلبها إلا إسلام منظم!
    الشيخ: نعم بلا شك، ولذلك التفاؤل الذي حصل لهذه الحملة هو من حيث أنها تريد أن تنتظم الجهود! الجاهلية المنظمة.. تنظيمها مدهش وخذ مثالاً على ذلك: هل يمكن أن نكافئ الجاهلية أو الكفر العالمي في مجال الإعلام أو في مجال الاقتصاد والسيطرة الربوية التي اجتاحت العالم أو في مجال التشريع ومحاولة فرض كل التشريعات الكافرة الملحدة الطاغوتية وإحلالها محل شرع الله؟! وأعمال كثيرة جداً. 
    لا يمكن أن تقاوم الأمة إلا بعمل منظم! والعمل المنظم لا يعني الحزبية الضيقة المقيتة، هي أحد الأدواء، هي ليست حلاً، هي داء! نحن نعني العمل كأمة، الله تبارك وتعالى جعلنا أمتين قال: (ولتكن منكم) يعني يا أمة الإسلام (أمة) أمة عامة وهي أمة الإسلام الفاعلة كل منا في موقعه، وأمة خاصة وهي التي تتفرغ وتتصدر الدعوة وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن مفهوم كلمة الأمة نفهم أنها شيء واحد! أن أمرها واحد، أن شأنها واحد، ويكفينا أن ربها واحد، وكتابها واحد، ونبيها واحد، وقبلتها واحدة، وينبغي أن يكون فهماً واحداً، وهو فهم السلف الصالح، وأن تكون أيضاً قدوتها العملية واحدة وهي الأئمة المتبعون، الأئمة على هذا المنهاج...
    المذيع: شكر الله لكم شيخنا، الحقيقة الرحلة معكم ماتعة، والأخوة في شوق للاستمرار، وأنا مضطر لإيقاف هذه الرحلة، ونسأل الله عز وجل أن يجزيكم عنا خير الجزاء، كما أسألة سبحانه وتعالى أن يسددنا وإياك، وأن يجعل قولنا وعملنا خالصا له.
    مشاهدي الكرام! أشكر لكم طيب المتابعة، كما أشكر للأخوة المشاركين معنا عبر الاتصال، واعتذر من الأخوة الذين لم نتمكن من استقبال اتصالاتهم الكثيرة من داخل وخارج المملكة، شكراً لكم وشكراً لضيفنا فضيلة الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.