المادة    
المذيع: ومعنا اتصال هاتفي من الأستاذ أسامة الأجيري من السودان، أستاذ أسامة أهلاً ومرحباً بك!
المتصل: حياكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكر لكم أولاً يا أستاذ فهد هذه المداخلات والبرامج الطيبة وجعلها الله لكم في ميزان حسناتكم، وسعدنا كثيراً برؤية شيخنا سفر الحوالي، أسأل الله أن يسعد أيامه وأن يبارك في علمه وعمره، وفي الحقيقة مداخلتي تكمن في مسألة: كيف نستطيع أن نستخدم هذه الأزمات في صالح الأمة العام، لأن حقيقة البراعة تكمن في قيادة الأزمات بتصور إمكانية تحويل الأزمة، وما تحمل من مخاطر إلى فرصة لإطلاق القدرات الإبداعية، التي تستثمر الأزمة كفرصة لإعادة صياغة الجروح، وإيجاد الحلول السديدة، ولا شك أن هذا التوجه الإيجابي يهيئ لإدارة الأزمة، فبعد التحدي الكبير الذي يستهدف الأمة في هذه الأيام، إمكان تحويل الخطر إلى فرصة يمكن استثمارها، وتحويل إحباطات المحنة إلى مناخ يحتم فعاليات الجهود الإبداعية، وهو على سبيل المثال: كيف تدار الأزمة الحالية في الأمة الإسلامية حول عدة محاور، باستطاعتنا مثلاً أن نستغلها في دعوة الشباب والمجتمعات عبر التفاعل الجاد، والحماس اللامحدود، الذي يُلمس من جميع المسلمين في أنحاء العالم، فكم سمعنا أصلاً في الأزمات السابقة من شباب كانت الأزمات سبباً في التزامه وتوجهه إلى طلب العلم، والذب عن الأمة، والجهاد في سبيل الله جل وعلا، عبر هذه الأزمات.
وأيضاً: مسألة الدفاع عن بعض القضايا الأساسية في دعوتنا ومنهجنا السلفي، ففي هذه الأزمة باستطاعتنا أن ندير الحوار الجاد لإظهار ميزة الدعوة السلفية، ولعل أكبر ما يدلل على قوة هذه الدعوة أن كثيراً من الأطياف الغربية والأمريكية -على وجه الخصوص- لا تستعدي العالم كله مثل استعدائها لهذه الدعوة، باعتبار أن هذه الدعوة هي العدو اللدود للغرب وأمريكا، وهذا محور مهم جداً للعالم، ليعلم أن الدعوة السلفية هي دعوة فاعلة، تنطلق من أساس الكتاب والسنة، والولاء والبراء، والتفاعل...
المذيع: أستاذ أسامة جزاك الله خيراً، في الحقيقة وصلت الفكرة، وشكراً على اتصالك.
ومعنا الأستاذ مساعد التمامي من السعودية .
المتصل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هناك كثير من الإخوة يا شيخ! أنزل هذه الأحداث على أحاديث الفتن والملاحم، إلى درجة أن بعضهم قال: قد بويع المهدي، وإلى درجة أنه أخرج صدام حسين هو السفياني، وكذلك..
المذيع: أستاذ سعد هذا محور مهم سوف نتعرض له، وهو موجود معنا، وذكرناه في مقدمة الحديث وهي إنزال هذه الوقائع، وانشغال الأمة بالرؤى والأحلام والمنامات، إنزال أحاديث الفتن على الواقع، وهو محور مهم عندنا، فإذا كان لديك قضية أخرى..
المتصل: لا شكراً.
المذيع: ومعنا الأستاذ علي من السعودية .
المتصل: السلام عليكم، كيف حالكم يا شيخ سفر ؟
نسأل الله أن ينفع بك، شيخنا الفاضل: بالنسبة للإعلام المتنوع الآن يا شيخ سفر، وقد تكون سلبياته أكثر بكثير على المجتمع الإسلامي من إيجابياته، ترى فيه بصيصاً بحيث أن الناس يجتمعون على قضية واحدة، فتنهض الأمة من هذه الجهة.
ثانياً: بالنسبة للعلماء: قد نتفق مع بعض العلماء أو المشايخ في قضية أو قضيتين أو ثلاث، لكن إيصالها للجمهور أو للمجتمع أو الشباب يحتاج لطرق مختلفة، مثلاً: قد نتفق على أنه لا يذهب الشباب مثلاً إلى العراق لأسباب كثيرة، لكن يحال هذه النقطة بحيث أنه يقنع الشباب بأنه يقدم المشروع الخاص كالزواج أو غيره، هذا يظهر أن إيصال الخطاب فيه ما فيه، لذلك بعض الشباب يرفضون حتى الاستماع إلى بعض الأفاضل والعلماء.
ومشكلتي يا شيخ! أنه دائماً مع هزائم المسلمين تخرج لنا مشكلة، وهي مشكلة الشعوبية، مشكلة رفض التاريخ العربي، حتى أن بعض الشباب كنت أسأله في الشارع عن آرائه أو كذا، فيقول: هذا هو ديدننا وهذا هو تاريخنا، وهذه مصيبتنا، هذه الشعوبية التي نادى بها الجاحظ ولا زالت إلى الآن في جرائد النصارى وغيرها، فلا أدري ما هو رأيك فيها؟
وأخيراً يا شيخ: لا أدري كيف استقبال الليبراليين للغزو الأمريكي، وهل هناك تغير بالنسبة للفكر العلماني والليبرالي يستفيد منه الإسلاميون.
أيضاً الخطاب الغربي يا شيخ: دائماً نوجه خطابنا للغرب وننسى الداخل، فمثلاً الخطاب الذي تبنيتموه في الانترنت ضد حملة العدوان، قد يكون هناك مكتسبات من قريب أو بعيد، قد يكون مكتسبات في الغرب بعض الناس، لكن يظهر لي أن هناك خسارة كبيرة لشبابنا عندما نقدم الخطاب يمكنك أن تقول: ثقافي أو حضاري أو.. لكنه ليس شرعياً بحيث الخطاب الجهادي مغيب وغير مقنع، وربما عندكم أسباب كثيرة ....
المذيع: ومعنا اتصال آخر من الأستاذ فضل من بريطانيا، تفضل أستاذ فضل.
المتصل: جزاك الله خيراً، وجزاك الله خيراً يا شيخ سفر، بارك الله فيك وأعانك على خدمة الإسلام إن شاء الله، الحقيقة عندي بعض الأسئلة إذا أردت أن تجيب عليها بارك الله فيك، السؤال الأول: عنوان الحملة على الشبكة لو سمحت؟
والسؤال الثاني: ما قراءتك يا شيخ سفر لانسحاب القوات الأمريكية من المملكة العربية السعودية، ما قراءتك في السبب والتوقيت؟ والسؤال الثالث: ما تفسيرك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: {بينما هم في بيداء من البيت يخسف الله بأولهم وآخرهم} هل هم فعلاً القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة؟
المذيع: شكراً للأستاذ فضل من بريطانيا، وأعود إلى أسئلة الإخوة: من السودان كان الأخ أسامة قد طرح قضية مهمة جداً، كيف نستطيع أن نستخدم هذه الأزمات لصالح الأمة العام؟ بمعنى: كيف تدار الأزمة بعدة محاور، أن نستغل بعض الأحداث لصالحنا نحن؟
الشيخ: الحقيقة أنا أشكر الأخ أسامة على هذه المداخلة الجميلة، وأقول هو أجاب، بل أطلب منه أن يكتب ذلك في مقال، وأن يحوله إلى الموقع لتستفيد الحملة كلها، وكذلك الإخوة الكرام الدكتور عمر والشيب وكل الإخوة كذلك، ونحن بحاجة إلى مثل هذه الأفكار النيرة، وإن كان بعضها يأتي بشكل سؤال، لكن هو في الحقيقة يعبر عن رأي وعن جواب.
المذيع: الأستاذ علي سأل عن الإسلام المتنوع وأن سلبياته كثيرة، ألا يمكن أن يستفاد من بصيص النور الذي من خلال هذه الحملة؟
الشيخ: هو في الحقيقة نحن كل ما يمكن الاستفادة منه فبإمكاننا ذلك، بمعنى: بما أنها حملة فهي متنوعة متعددة، وأينما كان موقع المسلم فنرجو منه أن يقدم ما استطاع، ولو لم يمكن إلا أن يخفف المنكر فهذا يعتبر جزءاً من العمل إن شاء الله.
  1. مكانة الخطاب الجهادي في الحملة

    المذيع: أيضاً كان يسأل عن العلماء، يقول: هناك قضايا يصعب إيصالها، قد نتفق مع بعض العلماء في بعض القضايا لكن إيصالها إلى الناس هو الذي تكمن فيه الصعوبة.
    الشيخ: الحقيقة أنا لا أوافق الأخ على أن الخطاب الجهادي مغيب أو.. أو أن قضية الإيصال، أن الواقع الذي -وسأتكلم عن نفسي على الأقل- أقول: الصلة موجودة ومباشرة ولله الحمد، لكن ليست أحياناً مما ينشر أو يقال، يعني غالب هذه القضايا، وربما حتى لو جاءني الأخ وعرض الحديث، أنا أقول: لا تعرضها، أنا أريد عندما يتحدث معي فرد أو جماعة أن يبوح بكل ما عنده، وهذا لا يُنشر ولا يُذاع، ولكن نحن في الجملة لا نغيب الخطاب أبداً، أرجو من الأخ وأشكره جداً أن يقرأ المقال الافتتاحي في الموقع، وهو: أول الغيث قطر، ليدرك أن الهدف واضح.
    المذيع: لكن أشار إلى موضوع آخر وهو: أنه مع الهزائم المتكررة تخرج لنا شعوبية في الشارع الإسلامي، وهذا يقول: نعاني من أن نستغل أحياناً بعض الثمار حتى أن أصولها تخرج من هذه الشعوبية التي تهزمنا؟
    الشيخ: هو المنهزم عادة حالته النفسية شاذة، يعني حالته العقلية مضطربة، ولذلك يأتي القرآن لرفع الهمم: ((وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ))[آل عمران:139] هذه أيضاً من آيات أحد -كما أشرت قبل قليل- آيات يجب أن نعيد قراءتها ونتأملها، المحنة لا تهز المؤمن، والذي يقول: هذا تاريخنا كله هزائم، تاريخ لا ديمقراطية فيه، تاريخنا.. هذا كما قد يعبر عنه نوع من الهزيمة، أنا أعتبره أخطر من سقوط مدينة عربية أو إسلامية أو عاصمة أو دولة في يد الكفار، فهذا قد يهون وقد تسترد، أما أن تسقط الأمة في هوة الإحباط، كما يريده العدو، وتجرف ذاتها ولا تعمل شيئاً، أعتقد أن هذه هزيمة منكرة، ويجب أن نتعاون على ...
  2. دور المنافقين في الهجمة على الإسلام

    المذيع: على مر التاريخ كيف كان دور المنافقين في الهجمة على الإسلام، هو سأل ولكن من جهة أخرى، وسؤاله جميل، هم كيف استقبلوا هذا الغزو؟ وربما يكون أكثر تساؤلاً منا في سؤاله.
    الشيخ: يكفينا أن الله تبارك وتعالى قال: ((هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ))[المنافقون:4] أي: كأنه لا عدو غيرهم، مع أن الأعداء والعداوات كثيرة، حتى هؤلاء أنا أعتقد بعد أن كشفت لا أقول: أمريكا كأمة أو كحضارة، بل أقول: اليمين المتطرف الذي كشف القناع عن حقيقة وزيف الشعارات التي تشدق بها زمناً طويلاً، وبعد أن أصبح يستهدف هذه الأمة مباشرة في دينها ووجودها وقيمها وأرضها وثرواتها وكل شيء، ما الذي يريد هذا الليبرالي الذي يقول أنا ليبرالي؟ بماذا يطالب؟
    فلتأت بمشروع من داخل تاريخ الأمة وواقعها واعرضه على الأمة، أما أن يفرض علينا أي مشروع من خارج هذه الأمة فهو مرفوض، نعم الحكمة ضالة المؤمن، هو يأخذها، لا تفرض عليه، أما عدو يريد أن يفرض علينا شعارات أو أفكاراً معينة وهدماً كاملاً لديننا، ومسخاً لحقيقة إيماننا ووجودنا وشرعيتنا وكل شيء، ثم يأتي من يقول: ولم لا ندعهم يقدمون لنا الديمقراطية؟ حقيقة أنا أعتقد أن هذا صوت شاذ يجب أن يسكت، لا أعني بالقوة فقط، وإن كان هذا أيضاً مما يؤدب به بعضهم، ولكن يجب أن الأمة كلها ترفضه بصوت واحد، وأنا أبشركم أيضاً أن هذا في الحقيقة ولله الحمد، لا يوجد شعب مسلم فضلاً عن هذه البلاد الطيبة والحمد لله يمكن أن يقبل هذا الصوت بعد اليوم، لكنهم لا يعقلون، ومع الأسف أن هناك من يفتح لهم المجال إما في قناة إعلامية أو في صحافة أو شيء، وهذا لا يجوز بأي حال من الأحوال، فالأمة تريد أن تفيق وأن تستيقظ وتنهض من سباتها، وتقاوم عدوها، ثم يأتي من يقول: إن هؤلاء يقدمون لنا ذلك، مثل شعار الليبرالية أو الديمقراطية أو أي شعار..
    المذيع: يمكن أن نقول يا شيخ: إن بعد هذه الأزمة انكشف كل شيء، فإما إسلام صريح واضح، أو غربي صريح واضح؟
    الشيخ: نعم. هذا ما يقوله كثير من المحللين، وليس بعد هزيمة الأفكار البعثية هزيمة، فماذا بقي من الشعارات؟ شعارات احترقت وبليت، وكان يجب ألا تدخل وألا نُخدع بها، أما وقد حدث ما حدث، وكشف هؤلاء عن عداوتهم وبغضهم، فتحقق فيهم قول الله تبارك وتعالى: ((قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ))[آل عمران:118] هذا المتكلم، أما العامل منهم فها نحن قد رأينا أفعالهم، رأينا كل ما يناقض ما يدعونه من شعارات.
    يعني أنا أقول: إن هؤلاء لن يجدوا لهم إن شاء الله موضع قدم بعد اليوم، وأنا في الحقيقة أقول: من أهم القضايا التي يجب أن نتنبه لها أننا لو تأملنا العدوان كيف دخل إلى أي بلد لوجدنا لم يأت وحده منفرداً، بل دخل عن طريق هذا العدو، ليبرالياً كان أو فئة ضالة أو منحرفة، أو معارضة أو كذا أو كذا، ولذلك يجب أن نقضي على الأسباب التي تؤدي إلى أن يجد العدو موضع قدم، يجب أن نحول دونه ودون أن يجد له من بيننا من يستخدمه، وهذا يتحقق بالعدل والعلم، وبالحوار، وبقبول الآخر وتفهم ما لديه مهما يكن الخلاف معه، فما دام داخل إطار مجتمعنا وفي حدود أننا نعلم أن هذا العدو لا يفرط وهو خطر على الطرفين، لكن نحن فيما بيننا لو امتد حوارنا ما شاء الله فلا إشكال، ولدينا المرجع الذي لا شك فيه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه الخلفاء الراشدون، ومنهج السلف الصالح واضح.