المادة    
السؤال: من لم يستطع أن يجمع بين العلم الشرعي والعمل الدعوي والخيري، بإشرافها أو بإشرافه على حلقات التحفيظ أو مشاريع دعوية أو مؤسسية؛ فنسي العلم الشرعي، فهل يترك العمل ويتفرغ لطلب العلم؟
الجواب: الحقيقة أن من وهبه الله تبارك وتعالى نجاحاً وفلاحاً في أمر فلا يتركه وغيره قد يتجشمه أو يصعب عليه، فإذا أمكن التوفيق فحسن، وإن لم يمكن فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كلاً منا ميسر لما خلق له، وكل منا ركبت فيه مواهب وصفات ليست في غيره، فمن نجح في جانب فليحمد الله، وكلها طرق، وكلها أبواب إلى الجنة، وكلها من سبل الله التي قال عز وجل فيها: ((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا))[العنكبوت:69] فلا ينبغي لأخت أن يكون همها فقط أن تكون طالبة علم وقد فتح عليها في غير ذلك، فمن استطاع أن يدخل من أكثر أبواب الجنة فليكن كذلك.
وأقول أيضاً في هذا أيتها الأخوات الكريمات: إن مشكلة اليوم ليست في وجود الفقيه أو الفقيهة أو العالم أو العالمة على أهمية العلم، لكن هل المجتمعات الإسلامية تعمل بما يعلمه كل مسلم بما لا يكاد يخفى على العامي من المسلمين من تعظيم قدر الله، وترك الفواحش والغش والكذب، وحسن المعاملة وأداء الفرائض وغيره..؟
الحقيقة أن التقصير في هذا واضح، فلو أننا عملنا به لكان فيه الخير الكثير دون إضعاف جانب العلم على الإطلاق.