المادة    
السؤال: كيف تتحول الداعية من مجرد داعية إلى مربية تقود الناس إلى الالتزام العملي بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
الجواب: لا يمكن أن تكون الداعية إلا مربية، وإلا فهي لا تزال في موقع التدرب؛ لأن ما يسمى التربية وبالمصطلح القرآني التزكية: ((وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ))[آل عمران:164] فالتزكية هي عمل الأنبياء، ولا يمكن أن تكون دعوة إلا بهذه التربية وبهذه التزكية، فلا تكون داعية إلا وهي مربية، وإن لم تكن كذلك فقد تكون واعظة أو فقيهة تقول الكلمة وتمشي، ولكن هذا يختلف تماماً عن المطلوب الذي نحن نتحدث عنه، وكل حديثنا هذه الليلة عن الداعية التي تكون قدوة في عملها، وقائدة لغيرها إلى الهدى والصراط المستقيم، وتأتي هذه بقراءة القرآن والتفقه فيه، ومتابعة حياة النبي صلى الله عليه وسلم ونساء بيته، والمؤمنات الفضليات في العصور الأولى، عصور الخير والإيمان والفتوح والنصر والعزة والتمكين.