المادة    
....... طيّب الله أوقاتكم وأهلاً بكم إلى حلقة جديدة من برنامج الكلمة الفاصلة.
بدأت الكلمات تبرز هنا وهناك حول ما يقوم به تنظيم القاعدة من استهداف للمدنيين، هل هو جهاد كما يدعون، أم هو إرهاب كما يدعي من يخالفونهم؟
حول التفجيرات الأخيرة التي وقعت في العاصمة السعودية الرياض، وما هو موقف الإسلام منها أستضيف الليلة الشيخ الدكتور سفر الحوالي، وهو مفكر إسلامي معروف، ورئيس سابق لقسم العقيدة في جامعة أم القرى، وسوف نتطرق في حديثنا معه إلى الحملة العالمية لمقاومة العدوان، والتي يتولى أمانتها، وقبل أن نبدأ بالحديث نتوقف مع هذا التقرير...
المذيع: شيخ سفر! أهلاً بك ضيفاً على برنامج الكلمة الفاصلة.
شيخ! لو نبدأ من النهاية: الانفجارات الأخيرة التي استهدفت العاصمة السعودية الرياض، بعد انفجارات استهدفت مدينة الدار البيضاء في المغرب اتجهت الأصابع إلى تنظيم القاعدة، وبالفعل اتهم رسمياً تنظيم القاعدة بأنه خلف العملية، والقاعدة كما نعلم أكدت مراراً بأن تلك التفجيرات التي تستهدف الأمريكيين من باب الجهاد، أنت في رأيك: هل ما تقوم به القاعدة الآن جهاد؟ هل هو من الإسلام في شيء؟
الشيخ: أولاً نقول: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: قبل كل حديث ينبغي أن نذكر أنفسنا وإخواننا جميعاً وأنت منهم، نحن كلنا في حاجة قبل كل شيء إلى الوصية الجامعة المانعة التي ذكرها الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: ((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ))[النساء:131].
فنحن أحوج ما نكون إلى أن نتقي الله تبارك وتعالى، وأن نربط كل الأحداث والوقائع بمقدار موقعنا وحالنا من تقوى الله عز وجل، هذا الحادث أداء سلسلة من حوادث، وهو يأتي في سياق واقع ومناخ عالمي ومحلي من الاضطراب، وهو في الحقيقة لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن حالنا وعن واقعنا مع الله تبارك وتعالى، ومع كتاب الله، ومع اتصالنا بحبل الله الذي أمر الله تبارك وتعالى به وعدم تفرقنا.
أنا الحقيقة لا أملك معلومات ولم أسمع أن جهة رسمية اتهمت تنظيماً معيناً لا في المغرب ولا في الرياض، ولم أسمع أن تنظيماً معيناً أعلن مسئوليته، وأنا أتكلم في حدود معلوماتي، كل الذي يهمني أن أقوله: إن العمل أياً كان فاعله فهو مدان، وهو منكر، لا أريد أن أستبق الأحداث، فأنا ومجموعة من إخواني العلماء والمشايخ الأفاضل وفقهم الله، نعد بياناً قد يصدر الليلة أو غداً لا أدري بالضبط، لكن هو تحت الإعداد، وفيه توضيح لحقائق كثيرة جداً عن هذا الموضوع.
والشيء -في الحقيقة- الذي يؤلمني ويؤسفني أن أسجله هنا: أن هناك ناعقين ينعقون بما يردده أعداء الإسلام في الخارج من اتهام لهذا البلد ككل، الآن البلد كله متهم، كياننا كله متهم، عقيدتنا متهمة، الولاء والبراء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مناهجنا التعليمية تتهم من قبل أعداء الله، ثم يأتي ناعقون أو ناعبون من أبناء هذا البلد من أبناء جلدتنا ويعيدون ويكررون ما يقوله أولئك، ويضعون بلدنا وأمتنا وأبناءنا كلهم في موضع التهمة.
نحن يجب أن نعزل الحادث ومن فعله، ونعالج أسبابه ودواعيه، ولا شك عندي أن شبابنا في هذه البلاد أحوج ما يكونون إلى أن تُعالج أمورهم من جميع الجوانب، نقول: نحمد الله أن الفئة التي قد ترتكب مثل هذه الأعمال هي قليلة جداً جداً بالنسبة لمجموعهم ومجموع المشكلات التي يعاني منها هذا الشباب.
المذيع: يا شيخ! لكنك لم تجبني على سؤالي وهو: إن القاعدة -كما أعلن وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز- هي التي تقف خلف التفجيرات الأخيرة التي استهدفت الرياض.
الشيخ: أنا لم أسمع والله، أنا أتحدث عن معلومات....
  1. أعمال التفجيرات مدانة

  2. المتهم بأحداث (11) سبتمبر