1. موقف علماء الأزهر من ضرب العراق

    السؤال: ما رأيكم في إعلان الأزهر الجهاد في حال ضرب العراق؟ وماذا لو تبنى هذا الإعلان هيئة كبار العلماء في المملكة؟
    الجواب: الحمد لله! هذا من المبشرات، ربما كنا نظن يوماً من الأيام أن الأزهر لن يفعل شيئاً، أو أن علماء مصر لا خير فيهم، ولكن الحمد لله الأمة تحسنت، وصلح كثير من أحوالها، شعرنا بذلك أو لم نشعر، ومن ذلك هذا الشعور فعلاً عند علماء الأمة بالأهمية والواجب الذي عليهم، وبدعوتهم إلى ذلك، فالحمد لله على صدور مثل هذا البيان، ونسأل الله عز وجل أن يكون فاتحة خير في مواقف شيوخ الأزهر وعلمائه من العقيدة الصحيحة، والإيمان الصحيح، وإعادة الأمة إلى المنهج الحق في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى والعلم النافع بإذن الله، ونرجو أن يستكمل رجال الأزهر وعلماؤه هذه المواقف أيضاً، فيبينوا تحريم الربا، ولا يسمحوا بإباحته، ويلغوا ما في مناهج الأزهر وغيره من بقايا علم الكلام أو الفلسفة أو تأويل الصفات وما أشبه ذلك، حتى تتحد الأمة وتتحد القلوب، ونرجو ذلك إن شاء الله وندعوهم إليه ونجتهد ونتعاون معهم في هذا بحول الله وقوته.
  2. مباشرة القتال في العراق ضد أمريكا

    جاء أكثر من سؤال عن قضية مباشرة القتال في العراق ضد الأمريكان، ونحن يجب أن نكون واقعيين وما نعرفه أو نستطيع أن نتحدث عنه نقوله، وما لا ندركه نتوقف ونتبين الأحداث حتى تتضح، وكما قلت: المعركة مستمرة وطويلة ودائمة، لا تعتبروا الآن أن معركة أفغانستان انتهت حتى نقول: معركة العراق تنتهي كما يظنون في يوم أو يومين.
    القضية أن عندنا غموضاً، هناك غموض في ماذا سيفعل العراقيون؟ لا نعلم بالضبط، هناك من يقول من المعارضة العراقية وغيرها، ولكن ليست المعارضة العراقية وحدها هي التي ستفرح بزوال هذا الطاغوت وهذا الاستبداد، ويستقبلون الأمريكان بالورود وكذا، لا نعلم.
    والآخرون يقولون: لا. ستكون مقاومة شديدة، ولكن أيضاً لا نضمنها دائماً.
    فالقضية ستبدأ حرباً جوية، كما يبدو من استشفاف الأحداث، والحرب الجوية قد تستمر فترة، وإذا طالت الحرب الأمريكية عن أسبوعين وخاصة أن أمريكا موقفها كل يوم يتدهور، فأعتقد أن أكثر من أسبوعين سيجعل الموقف الأمريكي يبدأ ينهار، أنا أعتقد أن الجندي الأمريكي والبريطاني سوف تكون معنوياته منهارة، وقد سمعنا عن رسائل كتبوها لأهليهم يتحدثون فيها عن الانهيار النفسي الذي يعيشونه، فهذا الطرف في هذه الحالة.
    لكن هل الطرف الآخر سيقاتل؟ لو صمدوا فترة فالنصر وهزيمة هؤلاء ليس صعباً، وحقيقة نقول: الفوضى التي قد تحدث لهم سياسياً وعسكرياً قد تكون خطيرة جداً، حتى إنها قد تقوض واقع الرئيس أو الحزب الجمهوري كله في أمريكا، وأنا أتوقع هذا إن شاء الله، لكن بصراحة لا نضمن ماذا سيفعل الطرف الآخر، هناك من يأتي يشتكي أنه يعاني من الجوع ومن المشاكل، وأنهم موعودون بأن يعطيهم الأمريكان الرفاهية والديمقراطية إلى آخر الكلام الذي تخدع به الشعوب أحياناً عندما تكون في حالة ضعف وجوع وقهر وكبت قد استمر سنوات طويلة.
    نقول: لا شك أن الواجب الشرعي أن يقاوموا، وحينئذٍ يجب على إخواننا المسلمين أن ينصروهم كل بما يستطيع، وأبشركم أنه لو حصلت مقاومة في العراق فلا شك أن الدائرة سوف تكون على الكفار بإذن الله، والشعوب الإسلامية سيكون فيها ما لا تتوقع، سيأتي منهم من لا يُتوقع، الشعب التركي عندما يقف ويتظاهر ويرفض أن تستخدم أراضيه هذا من أحد المبشرات.
    إن كثيراً من الناس لا يدرك مشكلة تركيا، الجيش التركي من يصلي فيه يطرد، فهو جيش صهيوني، والجيش الأمريكي نفسه يحق لك فيه أن تصلي، ولك شعائر تقيمها بحرية، لكن الجيش التركي من صلى فيه يطرد، فهم صهيونيون ويهود مرتدون أكثر من اليهود الذين في فلسطين، وحقيقة يراد أن تكون تركيا هي إسرائيل الثانية وأمريكا إسرائيل الأكبر الثالثة.
    فالحمد لله أن الذي حصل هو أن الشعب قام وضغط على البرلمان، والبرلمانيون فيهم إسلاميون، ولكن حتى الآن لم يوافقوا على فتح الجبهة، ولا شك أن هذا مما أضعف الموقف الأمريكي كثيراً في هذه الأيام، وهذا يدل على أنه من الممكن أن يقاتل الأتراك والأكراد وغيرهم الأمريكان، ثم الأمريكان متى كانوا أوفياء!! أنا أتعجب من المعارضة العراقية وبعض الدول العربية التي تقف هذا الموقف الضعيف المتخاذل، متى كانت أمريكا وفية مع أي حليف لها؟
    ما حالفها أحد إلا ندم، ولا صادقها أحد إلا ندم، وتتركه في أي موقف وفي أسوأ موقف تتخلى عنه وتتركه ولا تبالي بما قدم وما خدم، ماذا فعلت بالشاه؟ ماذا فعلت في أندونيسيا؟ ماذا فعلت في أمريكا الجنوبية؟ حتى في فيتنام قاتلوا معها سنوات طويلة جداً، وآخر شيء أرسلوا طائرة مروحية نزلت في السفارة وأخذت الأمريكان وتركتهم يقتلون، لا تبالي أمريكا أبداً، ولم تفِ عمرها مع أحد.
    فهذا كله يدل على أن العاقبة ستكون إن شاء الله فيها من الخير ما لا نتوقعه، لكن لا نتعجل، ننتظر ونرى، فلو فتح حتى مجال للدعوة إلى الله من جهة، ومجال للجهاد من جهة هل نعجز فلا نستطيع أن ننصر الدعوة والكتاب من جهة، وننصر المجاهدين من جهة؟
    لدينا العقول ولدينا التفكير، وبهذه المناسبة أقول: إن على كل المفكرين والدعاة من هذه الأمة، كل واحد منا يجب أن يفكر من الآن، لا نجد شخصاً واحداً يتفرد برأي، بل نفكر جميعاً، وإذا أتيح لنا أن نسمع من إخواننا في العراق ماذا يريدون وماذا يعملون سوف تتغير الصورة كلياً، لكنها الآن في موقع لا نستطيع إلا أن نقول: اصمدوا وجاهدوا وقاوموا وندعو لهم، أكثر من هذا لا نستطيع؛ لأن الوضع فيه غموض من هذا الجانب.
  3. حكم الجهاد في هذه المرحلة الراهنة

    السؤال: ألا ترون بأن من ينادون بقيام الجهاد الآن في ظل عدم التوازن للقوى التي أمرنا الله بإعدادها هو نوع من التهور الذي قد يهلك الحرث والنسل؟
    الجواب: في الحقيقة لابد من مقاومة، لكن ليس الإشكال أن يوجد فينا من يقاوم، بل ينبغي أن يوجد من يقاوم وينبغي أن يحصل على التأييد، والحمد لله الآن الجبهات الموجودة في فلسطين وأفغانستان والفلبين والشيشان قائمة، وجزاهم الله كل خير، والأمة معهم، لكن الإشكال عندما نظن أن من هذا المنفذ وحده وبهذه الطريقة وحدها نعمل، وما عدا ذلك نشطب عليه أو نلغيه، أو يأتي الطرف الآخر ويقول: لا. هذا ليس له أي صلة ونلغيه، ولعل أكثر كلامي نحو هذا.
    نحن نقول: كل على ثغرته، فلا شك أننا الآن لسنا في وادي استعداء القوى العالمية علينا، ونحن لسنا مستعدين لمواجهتها، لكن هل معنى ذلك أن نكون نحن وإياهم أصحاباً، وتأتي العولمة والسياحة والخصخصة ونكون عندهم عمالاً، ونفتح القنوات الفضائية في بلادنا؟! لا.
    نحن نقول: يجب أن تُعد الأمة إعداداً كاملاً بالإيمان بالله سبحانه وتعالى وبالترابط، وكما أشرت لا ندع ثغرة يدخل منها هذا العدو علينا، لا نستثيره ولكن نفرح بطول الزمن أو طول النفس الذي نكسبه نحن حتى نعد أنفسنا، لا نقول: للدفاع بل نقول: إن شاء الله لمهاجمته، نحن لدينا ثقة -ولله الحمد- أننا سنفتح أوروبا، فليس فقط ندافع فنحن الآن في موقف دفاع.
    فنحن لدينا إيمان صادق بإذن الله بأننا سوف نفتحها، ولكن كيف نفتحها؟ إذا هيأنا هذه الأمة لكي تنطلق وتصبح جميعاً في ميدان واحد، فنحن ينبغي ألا يكون لدينا انحراف، لا ذات اليمين ولا ذات الشمال.
    فلا ننكر أهمية الجهاد وفضله أو نقلل من شأنه كما يفعل البعض، بل ننصر إخواننا المجاهدين بأي سبيل، وفي نفس الوقت كل منا من موقعه، أنت في موقعك على ثغرة فاجتهد فيها واحم حوزة الدين من هذه الناحية، وأخوك هناك أيضاً يقاتل.
    أقول لكم يا إخوان وانقلوا هذا عني: لا يوجد الآن جبهة جهادية إسلامية في أي مكان طلبت منا الرجال، إنما يريدون المال والعلم والدعوة، يريدون الإعلام ونشر القضية، أما الرجال فهم موجودون، في الشيشان، الرجال أكثر من السلاح الموجود، وفي أفغانستان كثير جداً، وفي الفلبين أيضاً الحمد لله، وفي فلسطين كذلك.
    فالرجال موجودون والحمد لله، لذلك علينا أن نفكر، هل لا يريدون منا سوى النصر بالوسائل الأخرى؟
    إذاً.. ننصرهم بما نستطيع من هذه الوسائل، هم يحتاجونها ونحن نستطيعها دون أن تأثر على مواقعنا الدعوية في بلادنا، أو إثارة مشكلات كما قد يفعل بعض الشباب، يتعجل في أمور ثم تخرج مشكلات أحياناً تجنح إلى أن نخرج عياذاً بالله عن مفهوم الجهاد بالكلية.
    مثال: عندما يدعو الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى كيف يكون حاله؟
    يصبر على الأذى، النبي صلى الله عليه وسلم علمنا ذلك في سيرته، وحكي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح الدم عن وجهه ويقول: {اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون} والأنبياء كلهم كذلك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لقريش: {اذهبوا فأنتم الطلقاء} عندما دخل مكة لم يتشف منهم، وإذا انتصر وانتقم لا ينتقم ولا ينتصر لنفسه قط، ولكن لله، ومن أهدر دمه فلله، وهم قلة، انظروا إلى تعامله!
    وكذلك الدعاة إلى الله، مؤمن آل يس الذي ذكر الله تبارك وتعالى قصته، وقيل: إن قومه اجتمعوا عليه فرجموه وقتلوه ((قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ))[يس:26-27] سبحان الله! حريص عليهم حتى بعدما دخل الجنة.
    فأقول: انظروا إلى هذا وانظروا إلى حال بعض الشباب أصلحهم الله، يخرج مثلاً من السجن فتتحول القضية عنده إلى الانتقام من الشخص الذي ضربني أو عذبني أو فعل بي كذا وكذا ..، إذاً أين نصرة الدين، والجهاد، والكلام الذي كنا نقوله، أم أن القضية أصبحت قضية شخصية وانتقاماً شخصياً، وهذا مثل شخص في الشارع لقيني فضربني فأضربه، أو حاول أن يعتدي علي فاعتديت عليه، ليس هكذا يا إخوان!
    أقول هذا؛ لأن المسألة دعوة إلى الله، فيها إخلاص وتضحية، المسألة اتباع ومنهاج نبوة، ونحن مطالبون بأن نتبعه، والله لو أمرنا ألا نمد أيدينا حتى نقتل في أي وقت أو في أي لحظة فوالله لنطيعن أمر الله ورسوله مهما حصل، لو أمرنا الله ورسوله بأي أمر يجب أن نتخلص من أرواحنا وأنفسنا والله لنفعلن، لا يكون لذاتنا شيء، إنما يكون ذلك كما كان له صلى الله عليه وسلم، وباتباع الدليل.
    فالمقصود أن الأمة في هذا طرفان، ونسأل الله أن يصلح الجميع ويجمع كلمتهم على الحق.
    أيضاً المعاناة التي قد يعانيها بعض الإخوة في الدعوة إلى الله كما قال الأخ هذا من الإنترنت في أمريكا، نحن سواء ألصقت بنا التهمة الوهابية أو تهمة السلفية لا جديد في هذا، يا أخي! إذا كان قد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: ساحر وشاعر وكاهن وكذاب، فماذا يزعجزنا إذا قيل: إننا وهابية أو سلفية أو غير ذلك، الحمد لله هذه كلها لا تؤثر عليكم، وبالصبر يا أخي الكريم في أمريكا وفي غيرها، واحتسبوا الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وهذا طريق الأنبياء كله بلاء، ولكن العاقبة لهم بإذن الله تبارك وتعالى.
    بالنسبة لكتاب هرمجدون وأمثاله فلا يستحق إلا أن أقول لك: ضعه في فرامة مباشرة ولا تناقش!! خرافات وكلام ليس له أساس من الصحة، فقد جمع أشياء ليس لها أصل، من مصادر غير صحيحة، وما ذُكر من أحاديث فهي ضعيفة، وفهمه لها خطأ، فضلاً عن الأشياء التي ليست من مصادر الدين، وتأويل في الأسماء والأحداث غريب جداً، فهذه الكتب كلها لا تستحق أن تناقشوها ولا تشغلوا أنفسكم بها وفقكم الله.
  4. دور الخطباء في التناصر والترابط وإنكار المنكر والصدع بالحق

    السؤال: بعض الخطباء يتشجع لإنكار منكر ويصدع بكلمة الحق، فيجد من إخوانه الخذلان والتخلي عنه، فيجب أن نكون بهذه المناسبة يداً واحدة في قول الحق؟
    الجواب: يجب أن نطالب الحكومة وأنا أقوله من هذا المكان، وسأقوله لهم أيضاً بغير هذه الوسيلة، يجب ألا يبقى في هذه الأيام أي خطيب ممنوع من الخطابة من الإخوة كلهم، يجب أن يرجعوا جميعاً للخطابة، فنحن الآن أحوج ما نكون إليهم، نحن الآن لا نحتاج والله للمنافقين والمطبلين والمزيفين، أو الذين يبتعدون عن قضايا الأمة، بل نحتاج هؤلاء الرجال الصادقين الذين يقولون كلمة الحق، يجب أن يعودوا إلى وظائفهم وأعمالهم، وأن يخطبوا ولو خارج المساجد، يجب أن تقال كلمة الحق، لكن ذكرنا بعض القواعد التي لا تغيب عن أذهانكم: أن تكون في حدود أن تكون الأمة يداً واحدة وصفاً واحداً على الباطل، وأن تحفظ عقيدتها وإيمانها وأمن بلدها، ونحن نريد أن تكون الأمة كذلك.
    أما دعاة العلمانية والفساد والانحراف الذين قد يستغلون الأحداث كما حدث في الأزمة الأولى: استغلوا الحدث بعمل مظاهرة نسائية من أجل قيادة المرأة للسيارة، وهذه المرة أنا لا أستبعد لو قامت حرب واشتدت الأمور أن يقوموا بمظاهرة ويعملون أشياء، ويتحركون بأي شكل، فهؤلاء هم الذين يجب أن نجتمع عليهم، ولا يجوز أن يُسكت أحد أو أن ينتقد، أما إذا أخطأ فنعم، يرد إلى الحق ويرجع إن شاء الله.
    فشكوى الأخ من أنه قد لا يجد المعين أنا أقول له: ليس الأمر كذلك إن شاء الله، لكن يجب أن نكون يداً واحدة في هذا المجال، ونتعاون على قول كلمة الحق كتابة وحديثاً ومداخلة في الإعلام إذا استطعنا، وفي الصحف والأشرطة، والحمد لله الوسائل كثيرة، لكن نتحرى الحق ومن أجل الحق.
    أشرنا إلى ما ينبغي على إمام المسجد وماذا يفعل، ومنها: تذكير الناس بالله سبحانه وتعالى، وتثبيت الإيمان في قلوبهم، ومنع تسرب الإشاعات الباطلة والوهن والضعف إليهم، هذا من واجبك يا أخي الكريم، تذكيرهم بالآيات والأحاديث والثقة بالله والتوكل عليه، وأن المستقبل لهذا الدين، وبشائر النصر والصحوة الطيبة والحمد لله، هذا في الخطاب، والقنوت والتضرع والدعاء خاصة عندما يكون إخواننا تحت الضرب، والعدو يعد حرباً خبيثة جداً، وربما يستخدم أسلحة لم تستخدم من قبل، وبإمكانه أن يدمر دماراً هائلاً، نسأل الله أن يخذلهم وأن يكف بأسهم إنه على كل شيء قدير.
    فمن أعظم دفع ذلك: الدعاء والضراعة إلى الله سبحانه وتعالى في النوازل، وهذه من أعظم النوازل، وهذه سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء على الكافرين كما دعا صلى الله عليه وسلم على أعداء الدين.
    كذلك ما أشرنا إلى أن يكون المسجد مكاناً للتعاون على حفظ الأمن ومساعدة المحتاجين، والإيواء والإغاثة والنجدة، أو على أي باب من أبواب الخير، مجتمعنا في المسجد، ومكان لقائنا في المسجد، ومنه إن شاء الله نتشاور وننطلق لمصلحة الحي، ولمصلحة البلد ككل، فدور الأئمة لا شك أنه مهم في هذا.
  5. المجاهرة بالمنكرات وأثرها في الأزمة التي تمر بها الأمة

    السؤال: مع ما تمر به الأمة من أزمة ومحنة، فإن البلاد تعج بالمنكرات الظاهرة وتزداد يوماً بعد يوم؟ الجواب: هذه من أسباب ظهور الغلو عند بعض الشباب، إما في تكفير المجتمع أو تكفير الأعيان، وإما في استخدام وسائل لا تصلح ولا نقرهم عليها جميعاً، لا شك أن من أجل أن يقف الغلو يجب أولاً إيقاف الفساد، وإيقاف أسباب الغلو في هذا البلد وفي غير هذا البلد، ثم كيف نستجلب نصر الله تعالى ونحن نزداد في المعاصي والمنكرات. إن من أعظم ما يستجلب به نصر الله تعالى: التوبة والاستغفار والإنابة والرجوع إلى الله عز وجل، والضراعة والبكاء والندم على الذنوب، وتجديد العهد بالله والصلة به سبحانه وتعالى، والإنابة والإخبات، هذه من أعمال القلوب العظمى التي جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى، والتي عملها النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله، حتى ينصرنا الله عز وجل على أعدائنا هؤلاء وعلى غيرهم من الأعداء، وحتى تذهب الأمراض والآلام والهموم والغموم، فليست المشكلة فقط من العدو، بل ما من ذنب ولا شر في هذه الدنيا من نقص في الثمرات أو بلاء أو هم أو غم أو مرض إلا وأصله الذنوب والمعاصي، وترك طاعة الله تبارك وتعالى. فبقدر ما نستقيم على أمر الله يرزقنا الله تبارك وتعالى، ويمددنا بأموال وبنين، ونتوفق في اقتصادنا وحياتنا ويُبارك لنا فيما أعطانا، ويؤمنا في مجتمعنا، وينصرنا على أعدائنا، وكل خير يأتي نتيجة الاستقامة على دين الله، واتباع السنة والتزام الطاعة، وكل شر إنما يأتي من مخالفة هذه، ومهما زُين لبعض الناس أو أملي لهم أو استدرجوا من حيث لا يشعرون ببعض النعم، فوالله لا تكون عاقبة الترف والبذخ والانغماس في المعاصي إلا محق هذه النعمة وذهابها وزوالها والعياذ بالله.
  6. ضرورة الاستعداد الاقتصادي للمرحلة القادمة

    السؤال: ما دامت خطة العدو المستقبلية هي فرض الحصار علينا وعلى النفط وعلى غيره، فلماذا لا نستعد اقتصادياً بأن نجتهد بالاكتفاء الذاتي من الماء والغذاء والرجوع إلى نوع من الأساليب البدائية للحياة؟
    الجواب: الحقيقة هذا اختراع عظيم جداً، لكن المقصود فعلاً أن نخشوشن وأن نستعد، ومن ميزة الحياة قبل هذا الترف الذي جاء مع النفط، كانت الحياة متكاملة في ذاتها، يمكن القرية والقبيلة والمجتمع فيها كل الصناعات وكل ما تحتاج إليه، وما كان ينقصها شيء، وتذكرون الدواب مثلاً: الصوف يصنع الملابس، والجلود تصنع منها الأواني، حتى الخشب كذلك، حتى عظام الحيوان من الذبائح توضع في القربة أو كذا ..،لم يكن هناك ما يرمى، كانت الأمة تستفيد من كل طاقاتها، وتوفر رمي قمائم وتوفر كثيراً من المشاكل، وتكفي نفسها بنفسها بإذن الله تبارك وتعالى، لكن نأسف الآن أن الاعتماد أصبح على التصدير، وتزدحم الموانئ بالكماليات، ليس كل ما في الموانئ هي الضروريات، أكثرها كماليات لا داعي لها، اذهب إلى أحد الموانئ وسترى العجب العجاب من أشياء لا داعي لها أن تأتي أبداً ولا تستورد، وبهذه الطريقة أصبحنا عالة عليهم، وأصبحنا نخاف من أي حدث، بينما لو كان لدينا إمكانية الاكتفاء الذاتي، فهذا يؤسس القاعدة التي تقوم عليها المقاومة للعدو.
    وإذا كنا لا نقدر كبلد أن نكتفي ذاتياً فنحن نخاطب الأمة الإسلامية، لسنا بلداً واحداً، الأمة الإسلامية واحدة، فما في اليمن من زراعة وما في مصر من خير وما في السودان كذلك، إذا اجتمع ما في هذه الجزيرة فهذا يعطي هذا نفطاً وهذا يعطي هذا قمحاً وهذا كذا، نستطيع هذا، ونحن ولله الحمد الأمة الوحيدة التي يمكن لها أن تتكامل وتستغني عن العالم، لكن العالم لا يستطيع أن يعيش من دوننا.
  7. الخوف والهلع على الدنيا جراء الحرب على العراق

    السؤال: ما رأيكم فيمن دب الهلع في قلبه من غياب هذه الحضارة من جراء الحرب على العراق؟
    الجواب: لا تخف، ليست قضية الحضارة ولا شيء، بل كثير من الناس فعلاً لديه هلع من الخوف على الدنيا، يا أخي! ديننا وإيماننا أغلى من كل شيء، وبالعكس أنا أعتقد أنه بإذن الله تبارك وتعالى إذا صمدنا سوف نزداد عزاً بإذن الله عز وجل، وستفتح علينا الدنيا أكثر فأكثر نسأل الله ألا تفتنا، وهم -قاتَلَهم الله- يريدون هذا، يريدون أن يعطوا نوعاً من الانبساط في المنطقة أو الرخاء أو التحرك الاقتصادي ويقولون: تعالوا اشتغلوا في العراق فالأراضي رخيصة، وتحركون رأس المال، حتى يقول الناس: منذ جاءت أمريكا جاءنا الخير، منذ أن فعلت كذا جاءنا الخير، وهذا من الأهداف، لكن المهم عندنا ليس أن الدنيا قلت أو زادت، وهذا على أهميتها فلا نهملها، المهم هو زيادة الإيمان، أن نزداد إيماناً بالله تبارك وتعالى، وأن نعمل من أجل هذا.
  8. أهداف الدول الغربية التي وقفت ضد الحرب على العراق

    السؤال: أمة الكفر واحدة ويتكالبون علينا، لكن نلاحظ أن فرنسا وغيرها ترفض الحرب، هل هذا ذر للرماد على العيون من فرنسا وغيرها، والله تعالى يقول: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ))[البقرة:120]؟
    الجواب: الحقيقة أن هناك أمراً يجب أن ننتبه إليه: وهو أن كون الكفار يكرهوننا جميعاً، ولا يريدون لنا الخير جميعاً، ويحاربوننا حتى نتنازل عن ديننا، وكون فرنسا فعلت ما فعلت بـالجزائر وأفريقيا وغيرها من الحرب والتنصير، هذا لا يعني أن يكون الأمر تمثيلاً.
    القضية أن الله سبحانه وتعالى اقتضت حكمته أن يدفع الشر بالشر: ((وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ))[البقرة:251] حكمة الله ألا تتسلط قوة واحدة مهيمنة، لما سقط الاتحاد السوفييتي قال الناس: القوة العظمى الوحيدة والقطب الوحيد، وغير ذلك من الكلام الفاضي التي تفرح به أمريكا وتبثه في العالم، أراد الله أن تأتي هذه الأزمة، وإذا بـأمريكا ليست هي القطب الوحيد، فعندما تكون أمريكا وفرنسا وروسيا فهذا قطب مهم جداً يجب أن يعتبر، ومعها أكثر العالم في هذا الموقف.
    القضية صادقة، فرنسا وأوروبا كلها سوف تتضرر إذا سيطرت أمريكا، لا حباً فينا، ولا يزال موقفهم منا هو موقفهم، لكن القضية قضية أن مصالحهم سوف تتضرر، لا تريد أي قوة أن قوة أخرى تهيمن فتدعها وترميها وفي النهاية تفتك بها.
    إن مشكلة ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي وهو قوي جداً اقتصادياً، مشكلته البترول في الدرجة الأولى والمواد الخام الأخرى، وإلا فهو قوة هائلة وبالأخص فرنسا وألمانيا، والذي حل المشكلة ضم روسيا؛ لأن روسيا لديها من البترول الخام شيء هائل جداً لم تستطع ولم تعلم كيف تستغله، وهذه الدول الثلاث عندما تكون -وإن كانوا أعداء في الماضي- جبهة واحدة وقطباً واحداً، معنى ذلك أنه يمكن التوازن مع أمريكا في هذا الجانب، الاقتصاد الأمريكي منهار لكن الاقتصاد الألماني قوي جداً.
    لكن أقول لكم: يحسدوننا على النفط والبترول، بينما أصغر دولة أوروبية مثل سويسرا أو هولندا أو بلجيكا أو الدنمارك التي تراها على الخارطة، دخلها أكثر من دخل السعودية من البترول، وبعض هذه الدول دخلها أربعة أو خمسة أضعاف دخل السعودية من البترول، أو دول الخليج، لكنهم لا يرون أنفسهم، ودخل هولندا من البقرة أكثر من دخلنا من النفط، هذا واقع وهذه حقيقة.
    فالاتحاد الأوروبي يشكل شيئاً كبيراً جداً، فمعدل دخل الفرد في الدول العشر الأولى ما عدا كندا وأمريكا من الاتحاد الأوروبي في ارتفاع دخل الفرد، فمتوسط دخل الفرد فيها يصل إلى حد (30) ألف دولار، الكاكاو الذي في أفريقيا مثل البترول عندنا هنا، العامل الأفريقي وهو يأتي بمائة عامل يشتغلون ليل نهار من أجل أن يحملوا شاحنة ثم يعطوهم فقط بقدر ما يأكلون، الشاحنة هذه يُعمل منها قطعة كاكاو صغيرة بدولار، حق العمال كلهم قطعة صغيرة، ثم يصدرونه إلى هناك.
    الخيرات في أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، وخيرات النفط التي هنا، كلها يمتصها الإنسان الأوروبي، يأخذون البترول منا خاماً، وعندما يكررونه يستخرجون منه أنواعاً لا حصر لها من الأغذية والملابس والعطورات وغيرها، ثم تذهب أنت تشتري شيئاً صغيراً فيه نقطة من البترول بثلاثمائة أو بأربعمائة ريال، وقس على ذلك.
    فالاتحاد الأوروبي يعيش هكذا، واقتصاده متقدم جداً، فهم لا يريدون أن أمريكا تسيطر على كل شيء، على البترول، وعلى المنافذ، وعلى ما في العراق، ثم أيضاً تحقق الصهيونية أهدافها.
    وهناك شيء مهم جداً، وهو أن أكثر شعب في العالم يعادي اليهود هم الروس، لا تظنوا أنهم العرب، بالعكس العرب قبل قيام دولة إسرائيل في القاهرة وفي دمشق وفي صنعاء وفي كل مكان،لم يكن هناك عداوة معهم، العداوة في أوروبا وخاصة الروس، لا يطيقون اليهود بأي شكل من الأشكال.
    فهناك عدم سيطرة الصهيونية الغربية والرأسمالية الغربية، وهذا موجود، وفي روسيا هذه معركة معلنة، لأن فيها طرفين: طرف يميل إلى الصهيونية واليهودية الأمريكية وطرف آخر مع الوطنية الروسية، وهكذا ... فالله تعالى يجعل دائماً صراعات، مثلما يوجد أيضاً داخل الحزب الواحد وداخل البلد الواحد.
    فهي ليست من أجلنا أو من أجل ديننا أو غير ذلك، ولكن من أجل مصالحهم، لكن ما دورنا؟
    ألسنا نحن أولى أن نذهب إلى الدول الأفريقية الصغيرة وغيرها ونطلب منها أن تصوت ضد الحرب، أم أن وزير خارجية فرنسا هو الذي يدور عليهم؟
    سبحان الله! الحرب علينا وندفع ثمنها، وضد عقيدتنا وبلادنا ثم نترك غيرنا يتكلم عنا أو ينوب عنا؛ لأنه يرى مصلحته في ذلك.
    هذا من الخذلان والعجز الذي ابتليت به الحكومات العربية والإسلامية نسأل الله العافية، بينما هذا وقتها لتتحرك، وترفض وتستنكر، أقل شيء تحرك العالم كله معنوياً، تحركه إعلامياً، ولذلك قام هؤلاء بذلك، ونحن نقول: حقيقة ينبغي أن يكافئوا.
    بمعنى آخر: ممكن ألا يتحول هذا إلى مشروع فيما بعد، ونحن نرى إذا صدقت هذه الدول في مواقفها مثلاً من الحرب فنحن لدينا هذه الحاجة البسيطة وهي المقاطعة، يمكن أن نقاطع البضائع الأمريكية، ونضع أي بضاعة أمريكية يشترى مقابلها بضاعة ألمانية أو فرنسية إذا بقيت فرنسا ضد أمريكا .
    ثم نطلب منها أن تقوم ضد إسرائيل وهذا ممكن جداً، أن يدفع الله هؤلاء بهؤلاء، حتى نتقوى ونستطيع أن ندفع عن أنفسنا الشر بإذن الله تبارك وتعالى.
    وبالنسبة للقنوت فهو لا شك فيه خاصة عندما تبدأ الحرب، نسأل الله أن يدفع شرها، فلا شك أنه مهم جداً وقد أشرنا إليه.
  9. كيفية الجمع بين الجهاد والتربية

    السؤال: كيف نجمع بين قولنا: إنه لا يزال ينقصنا قدر كاف من التربية، وبين أن المواجهة يجب أن تكون من جميع أصناف الأمة؟
    الجواب: أنا قلت: نجمع الأمة كلها للمواجهة، وأثناء ذلك نربيها، وهذا الجمع هو من التربية، لاحظ أنك لا تستطيع أن تجمع كل شخص لمعاداة اليهود والنصارى، لكن هذا الذي فيه الخير الذي يأتي إلى المسجد مثلاً، وعندما يكون معك في المعركة وفي المواجهة ولو في المقاطعة، فإنك تجد أن حاله قد تحسن، وهذا شيء مجرب، بعض الإخوان عندما بدأ يقاطع بعض البضائع وبعض الأشياء بدأ يحس أنه قد أصبح مع أهل الدين، وأصبح أولاده وأطفاله يقولون: الحمد لله نحن لا نشتري هذه البضائع.
    لاحظ خطوة واحدة عُملت أو خطوات فأصبحت تعبر عن ولاء وبراء واعتقاد، فلما دخل ضمن دائرة الولاء والبراء معنى أن هذا تحول جيداً، فنزيد أكثر وأكثر فنقول له: يا أخ! القرآن والدعوة والاستقامة والدين.
    النبي صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله وأعظم المربين توفي والناس فيهم: أبو بكر وعمر والأعراب والمنافقون وضعاف الإيمان، فنحن لا نستطيع أن نجعل الأمة كلها على مستوى نريده، لكن علينا أن نرفع هذا المستوى بقدر الإمكان، وسيظل فيها ضعاف الإيمان، وسيظل فيها المقصرون، ولكن نحاول ألا نجعلهم مع العدو.
    وكما قلت وأعيد: إذا وجد العدو ثغرة وموضع قدم، دخل من قبل هؤلاء إلينا، لكن عندما يكونون معنا على ما فيهم من تقصير لا يجد العدو منفذاً، وهذا أمر مجرب ومشاهد في أفغانستان، فكان هناك التحالف الشمالي، وهناك المعارضة العراقية وغيرها لا قدر الله، وفي هذا البلد من العلمانيين والمفسدين أو الروافض أو أشكالهم.
  10. خرافة لجريدة عكاظ في خروج الدجال

    السؤال: نشروا في جريدة عكاظ أمس أن الدجال خرج وأن صورته في الجريدة ولديه عين واحدة؟
    الجواب: انظروا كيف -والعياذ بالله- إفساد العقائد وتدميرها، وإشاعة مثل هذه الإشاعات، وهذا كله من الخرافات التي يجب أن ترفض، ويجب أن يكلموا في هذا، ومن اطلع يجب أن ينكر، ولا يحتاج أن نقول لكم: ماذا تقولون لهم في مثل هذه الحالة.
  11. حال الأسرى في كوبا

    السؤال: ما حال الأسرى في كوبا ؟
    الجواب: أنا ليس عندي شيء جديد، وكل ما في الأمر أن من يرسل رسائل منهم يبشرون -ولله الحمد- بالثبات، ويستبشرون خيراً، ولعله من أجل كسب مشاعر المسلمين قد يطلق البعض منهم أو يسرح كثير منهم قبيل بداية الحرب أو معها.
  12. اقتراح للخطباء

    السؤال: أقترح على إخواني الخطباء بموافقتكم أن يكون عنوان الخطبة القادمة أو التي تليها: واجب الأمة عند نزول الغمة؟ الجواب: حسناً يمكن هذا، المقصود هو ما يدور حول هذا، فهو موضوع الساعة.
  13. حكم الدعاء على المعين

    السؤال: ما حكم الدعاء على أشخاص بعينهم كـشارون وبوش وأمريكا وبريطانيا وهكذا؟
    الجواب: سنة النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا على أقوام بعينهم، مثل: رعل وذكوان وعصية، فالدعاء على المعين ليس فيه مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك ينبغي أن يقال: اللهم أهلك أعداءك، أو أهل الكتاب، كما علم عمر رضي الله تعالى عنه الصحابة، أو كفرة أهل الكتاب الذين حاربوا دينك وقاتلوا أولياءك، مثلاً، ويمكن أن يقال: أمريكا وبريطانيا .
    والحقيقة لم أفهم وجه من قال: لا يسمون أبداً، والنبي صلى الله عليه وسلم سمى، ومن لم يسم أو عمم جميع الأعداء فإن شاء الله ليس هناك أي حرج في هذا، والقدوة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  14. حال المسلمين في إريتريا

    السؤال: قرأنا في الإنترنت أن النظام النصراني في إريتريا أعدم عدد مائة وخمسين رجلاً وهم أو غالبيتهم من الدعاة، وفيهم من خريجي جامعة المدينة المنورة، نرجو منكم الدعاء لهم في هذه الليلة المباركة؟
    الجواب: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من قتل منهم شهيداً عنده، وأن ينصر الأحياء، وأن ينتقم من هذا النظام الخبيث وأمثاله من الأنظمة، وأن يسلط عليهم وأن يدمرهم، وشكر الله للأخ الذي دلنا على ذلك.
  15. واجبنا تجاه المجاهدين

    السؤال: أليس المجاهدون أولى بالإعذار عند الاختلاف معهم في طريقة التعامل مع الواقع، وهذا أولى من التهجم عليهم وتسفيه اجتهاداتهم، والانتصار لرأينا؟
    الجواب: نحن نقول: المجاهدون هم أولى الناس بأن يعتذر لهم، وأولى الناس أن يحبوا في الله وأن ينصروا وينصاحوا، إنما نحن نعرف أنه ليس هناك أحد معصوم، وأعود وأقول: إن المشكلة هي أن الشخص يقصي الآخر تماماً، ويعتبر أن هذا المجاهد وهذا مخذل أو مخذول، أما من قام بهذا الأمر العظيم وهو ذروة سنام الإسلام، فوالله إنا نحبهم ونشكرهم، ونقول: هم أولى بالإعذار، ومن حقهم علينا ومن محبتنا لهم يجب أن ننصحهم، وأن نبين لهم إذا أخطئوا في شيء، والمجاهدون الذين هم فعلاً على ثغرة يقاتلون أعداء الله، سواء في فلسطين أو في أفغانستان، أو في الفلبين أو الشيشان، أو في كشمير، أو في إريتريا أو في أي موقع، هؤلاء هم خلاصة الأمة وصفوتها ولله الحمد.
    لكن لا يُنكر أيضاً دور العالم ودور الداعية ودور المجاهد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو المجاهد بقلمه، أو من يجاهد في مجال الاقتصاد أو مجال السياسة، أو حتى بنشر الدعوة عن طريق الإنترنت، أو في أي مجال، كدعوة الجاليات، ويصبر على الأذى وينشر السنة، وكل هذه أقول: كلها تمشي سوياً، والكل إخوة في الله، والكل كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر.
    وكما قلت لكم: هم لا يريدون منا الرجال وإنما يريدون منا الدعاء، والمال، والإعلام، والدعم، ومن أولويات ذلك أن نعذرهم وننصحهم إذا أخطئوا، ونسأل الله تعالى أن يتجاوز عن سيئاتهم، وندلهم على أبواب النصر التي يمكن أن يخفى بعضها عليهم، فهذا من واجب الأخوة.
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.