المادة    
وهناك اتصال من الدكتور عوض القرني، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المتصل عوض القرني : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته! ومساكم الله بكل خير، شكر الله لكم في قناة اقرأ، وللشيخ عبد الله الحارثي، وهنيئاً لكم استضافتكم للشيخ الدكتور سفر الحوالي،
المذيع: ويسرنا أيضاً أنكم من مشاهدينا يا دكتور عوض .. حياكم الله.
المتصل عوض : حفظكم الله، قد لا أضيف جديداً على ما قلتموه في هاتين الحلقتين المباركتين، لكني ربما ألخص بعض النقاط المهمة، وأحاول أن أجمع شتات الحديث فيها في لحظات، إن أذنتم لي بذلك.
أقول أولاً: أيها الإخوة! من الأمور المسلّمة التي لا يختلف عليها عاقل أن أمتنا تُستهدف بعدوان في جميع جوانب الحياة المختلفة، فالعدوان العسكري يستبيح أرضها في بقاع شتى، والعدوان الاقتصادي يستبيحها في بقاع شتى، والعدوان الاجتماعي يمسخ هويتها ويدمر أجيالها، وأخطر من ذلك الغزو الفكري والثقافي والعقائدي الذي تتعرض له الأمة، في ظل العولمة (الأمركة) في زمننا هذا، والواجب على كل غيور من هذه الأمة أن ينبري للمناضلة عن ثغورها كلٌ بحسب موقعه.
الحقيقة الثانية التي لا يختلف عليها أحد: أن مواجهة هذه الغزوة الحضارية الشاملة الكبيرة بحركات اندفاعية عاطفية هوجاء قد تكون مضارها أكثر من منافعها، لا يقرها شرع ولا يسلّم بها عقل، ولذلك ينبغي أن نكون على قدر المسئولية فيما يواجهنا، هناك أولويات تختلف من مكان إلى مكان ومن موقع إلى موقع، ومن ثغر إلى ثغر، والمفترض ألا تختلط هذه الأولويات، فنبادر في موقع من مواقع الأمة أو في جانب من جوانب حياتها إلى تقديم ما حقه التأخير، بينما في بلد آخر قد يكون الأمر مختلفاً.
الأمر الثالث الذي أحب أن أشير إليه: أن الجهاد بمعناه الشامل الواسع هو أوسع من كلمة القتال، وبالتالي فحصر الجهاد في القتال الذي قد يكون في بعض اللحظات أو في بعض الأمكنة غير متكافئ مع العدو، حصر الجهاد في هذا فقط هو مخالفة لمسلّمات الشرع ولتاريخ الأمة.
المذيع: دكتور عوض شكر الله لك وأنا مضطر لمقاطعتك؛ لأنه لم يبق إلا دقيقة واحدة، سندعها لفضيلة الشيخ سفر.
المذيع: فضيلة الشيخ سفر أنا أعرف بأنك اعتذرت عن الحلقة القادمة وعلى أساس أن يكون وجهنا أبيض أمام المشاهدين؛ لأنك مرتبط بجدول سابق...
ماذا تقول للمسلمين في هذه المرحلة وبالأخص الذين ينوون أن يقوموا بتفجيرات، أو لديهم تفجيرات، أو آذوا المسلمين بالتفجيرات والتكفير؟
الشيخ: أنا أريد أن أخاطب الجميع بتقوى الله تبارك وتعالى، وبالعدل مع أنفسهم ومع الآخرين، وأذكّر الجميع بأن الأمن أمن بلادنا، أمن الحاج والمعتمر، والمقيم، وأمن الأمة الإسلامية كلها هو أمانة في أعناقنا جميعاً، وألا نفتح للعدو ذرائع يتوصل بها ويجري وراءه المنافقون والناعقون والنائبون في الإعلام وفي غيره؛ فيمسخوا أو يطالبوا بمسخ العقيدة أو مسخ الدين وإعلان الحرب الشاملة علينا في كل مكان مقابل أوهام أو مصالح قد لا تتحقق، أو ضآلتها واضحة بالنسبة للمفاسد الكبيرة التي تترتب عليها.
إذا نحن أعددنا أنفسنا كأمة إعداداً جهادياً -وكما تفضل الشيخ- هناك فرق، يعني هذا أهم من مجرد القتال، الإعداد الجهادي الشامل في هذه الأمة، إذا أعددنا أنفسنا نستطيع أن نقاوم العدو مقاومة مشروعة تضره ولا تضرنا.
المذيع: شكر الله لك يا فضيلة الشيخ وأود في الحقيقة أن أشعرك وأشعر جميع المشاهدين أنه وصلنا من الحلقة السابقة وتمت في هذه الحلقة أكثر من ألف رسالة وإيميل، فشكر الله لكم يا فضيلة الشيخ متمنين لكم الصحة والسلامة، ونسأل الله أن نلتقي بكم في حلقة قادمة.