المادة    
وكانت إحدى نتائج البروتستانتية المعاصرة أن ظهرت في أمريكا صحوة دينية هائلة -نعم هي صحوة ويسمونها صحوة، ويصفونها بـالأصولية، وهي كذلك أصولية إنجيلية- ويجب الانتباه للحديث عن هذه الصحوة لندرك مدى الغفلة التي تَلُفُّنَا نحن المسلمين؛ ولا سيما من قبل وسائل إعلامنا التي لا تقدم لنا هذا الوجه الآخر الذي يزداد كل يوم في أمريكا بلاد الإباحية والعلمانية والإلحاد.
وهذه الصحوة أو الأصولية التي تتبنى الوعد المفترى، وتؤثر في توجيه السياسة الأمريكية والرأي العام الأمريكي، وتؤيد الدولة اليهودية تأييداً مطلقاً لابد من تفصيل الحديث عنها ومعرفة رجالها وأعمالها.
يؤكد الكتاب التعريفي -الذي توزعه المراكز الثقافية الأمريكية ومنها مركز جدة - بعنوان: " أمريكا اليوم " إن الأمريكان ليسوا شعباً غير متدين كما نظن وهذا صحيح، ولكن الدين عندهم فضفاض ومرن، يكفي أن تؤمن بما تقوله الكنيسة وما توجه به من تعاليم، وتكون عضواً فيها بشكل ما، ولا يعني تدينهم السلوك الجاد، وهناك إحصاءات أجريت تقول: إن أكثر الشعوب النصرانية تديناً من حيث النسبة العددية هي إيرلندا في المقام الأول، ثم أمريكا.
ويذكر معهد جالوب المتخصص في الإحصاءات أن أكثر من (94%) من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يؤمنون باللّه -بالطبع على عقيدتهم- وأن (71%) من سكانها يؤمنون بالبعث بعد الموت على العقيدة الإنجيلية.
وتقول أيضاً بعض الإحصاءات: أن عدد أعضاء الجسم الكنسي في الولايات المتحدة سنة (1970م) كان (131) مليوناً من الأمريكان وجميعهم ينتمون إلى الكنائس، وارتفع عام (1980م) إلى حوالي (135) مليوناً؛ ولكنه قفز خلال السنتين التاليتين إلى (139) مليوناً وستمائة ألف.
أما بكم يتبرع هؤلاء الأمريكان للكنائس؟ يقول الإحصاء: في عام (1982م) - وهو يعتبر قديماً -: أنهم يتبرعون بحوالي ستين ألف مليون دولار، في حين أن النشرات الحكومية مثل: أمريكا اليوم تقدره بنصف هذا الرقم وهو كثير، وقد نشرت المجلة الدولية لأبحاث التنصير سنة (1989م) أن مجموع التبرعات الكنسية لأغراض التنصير هو: (151) ألف مليون دولار -أي: في أمريكا وغيرها- وقد ارتفع الرقم سنة (1990م) إلى كثر من (180) مليار، وقد رصدوا لتنصير الصومال وحدها (196) ملياراً.
ثم نأتي للمدارس الدينية والجامعات والشبكات التلفازية في أمريكا.
إن الصحوة النصرانية في أمريكا ليست كالصحوة الإسلامية هنا حيث لا يوجد للصحوة الإسلامية مجلة أو صحيفة أو إذاعة فضلاً عن أية قناة تلفازية عبر الأقمار الصناعية!!
أما الكنائس فتمتلك وتدير عدة مئات من المدارس والجامعات والمعاهد في الولايات المتحدة الأمريكية، ففي عامي (81 -1982م) بلغ عدد معاهد التعليم العالي (1948) معهداً، فكم تكون الآن؟!
أما المدارس فقد كان عددها عام (1954م) لا يزيد عن (123) مدرسة، ثم قفز عددها عام (1980م) إلى ما يزيد على (18) ألف مدرسة.
وليس جديداً أن يقال: إن الجامعات الشهيرة في أمريكا إنما أسست على أساس ديني بروتستانتي ومنها: هارفارد وييل وجورج تاون وديتون وبيلور ودنفر وبوسطن.. الخ.
وإجمالا تستطيع أن تقول: إن للأصولية النصرانية في أمريكا أكثر من (20) ألف مدرسة ومعهد وكلية، والملايين من الطلاب والدارسين للتوراة؛ وكلهم يؤمنون بهذه العقائد التوراتية التي تحدثنا عنها.
ومن الأدلة التي يستدل بها الباحثون على تدين أمريكا وعودتها إلى المحافظة أنها اختارت آخر رئيسين قبل بوش من المتدينين المحافظين وهما كارتر وريجن؛ فكارتر كان ملتزماً التزاماً صارماً بالكنيسة الإنجيلية، ولا يزال كارتر إلى هذا اليوم مبشراً، ويتنقل من أفغانستان إلى الحبشة والسودان وغير تلك البلدان مدافعَا عن التنصير ومبشراً بـالنصرانية، وهذا معروف عند كل من تتبع أخباره؛ فهو رجل منصر وقسيس، والرئيس الذي جاء بعده ريجن، قلنا: إن أحد الإعلانات الانتخابية ذكرت أنه أكد أكثر من إحدى عشرة مرة أنه يؤمن بنبوءات التوراة، ومنها معركة هرمجدون.
ودليل آخر عن انتشار الصحوة الدينية في أمريكا يقول: إن إحصاءات صناعة الكتب الأمريكية سجلت أكبر ظاهرة في شراء الكتب الدينية..؛ ففي عام (1984م) كان بيع أكثر من ثلث السوق كتباً دينية، وتقدر أثمان هذه الكتب بحوالي مليار دولار دفع ثمنها حوالي (37) مليون مشترٍ.
  1. الإعلام الديني

    بل تأتي الدلائل أغرب من هذا كله وهي أثر الدين في الإعلام الأمريكي، فمحطات الإذاعة والتلفاز مشغولة بالحديث عن التوراة ورجالها، ويقولون: إن صور نجوم البرامج الدينية المسموعة والمرئية من أمثال جرين جراهام وجيري فولويل احتلت صفحات أبرز المجلات الأسبوعية، وأصبحت تسيطر على عقول الأمريكان؛ حتى إن هؤلاء النجوم - نجوم الأصولية ومنهم سويجارت صاحب برنامج الحملة الصليبية الذي انهزم في مناظرة مع الشيخ أحمد ديدات - أصبحوا ينافسون نجوم السينما والفن والرياضة في اجتذاب اهتمام الجماهير وتتبع أخبارهم وأحاديثهم باستمرار..، وقدرت بعض الإحصاءات نسبة الأمريكيين المستمعين والمتابعين لبرامج الأصولية الدينية في عام (1980م) بحوالي (47%) من السكان، ويقولون: إنهم يفتتحون محطة إذاعية كل أسبوع ومحطة تلفاز كل شهر..؛ ذلك إحصاء منذ أكثر من عشر سنوات فكم وصل العدد الآن..؟!
    وهناك رابطة مشهورة على مستوى أمريكا اسمها: الرابطة الوطنية للمذيعين الدينيين - أي: المذيعين العاملين في الإذاعات الدينية في جميع أنحاء أمريكا - وقد أنشئت هذه الرابطة عام (1944م) يوم كان عدد المحطات الإذاعية (49) محطة، أما في عام (1980م) فقد أصبحت (800) محطة، وارتفعت عام (1982م) لتبلغ (1000) محطة تنتج وتدير برامج دينية.
    ومما يجدر ذكره أن هذه الرابطة أخذت منذ عام (1980م) بعد هذا التوسع الهائل في تنظيم مؤتمر سنوي لأعضائها، وفي هذا المؤتمر تقام صالة إفطار لمصلحة إسرائيل، وتسيطر الحركة الأصولية النصرانية الغربية على جميع شبكات الكنيسة المرئية والمسموعة، ويتلقى نجمان من نجومها وهما جيري فولويل، وبات روبرتسون يتلقيان أموالاً أكثر مما يتلقاه الحزبان الرئيسان في أمريكا الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري.
    كل هذه حقائق من الصحافة الأمريكية، وقد اعتبرت الحركة الأصولية الأمريكية من الظواهر السياسية في القرن العشرين، وانكب علماء الاجتماع والنفس على دراسة هذه الظاهرة، وهناك قضية لابد من النظر إليها إذ يجب أن نربط بين ظهور الإيدز والهيربز وانتشار الصحوة الدينية في أمريكا؛ فالناس قد شعروا بأهمية الدين للحياة، وقد كانت هناك كنائس أقليات نصرانية ترفض الزنا وتحاربه وتحافظ على أبنائها وبناتها منه , ولما انتشرت هذه الأمراض الخبيثة ازداد عدد هذه الكنائس وانتشرت، وازداد عدد تابعيها، وكذلك إدمان المخدرات والضياع والفراغ؛ كل هذه العوامل أدت إلى تنامي الأصولية النصرانية ، وقد تنامت هذه الأصولية ليصبح عددها الآن ما يقارب ثمانين مليونًا؛ ولذلك تعتبر من أهم الحركات في القرن العشرين، ويتوقع لها أحد المحللين أن تستمر خمسمائة عام على الأقل -هكذا يقدرون-
    التلفاز الديني في أمريكا أمره عجب؛ إذ تنتشر البرامج التلفازية في أمريكا بشكل يصعب معه حصرها على وجه الدقة , ولكن رابطة الإذاعيين الدينيين تقول: إن لديها ألف محطة تلفازية وإذاعية مشتركة في نشاطها، كما تقدر أن عدد المستمعين إلى المحطات الإذاعية المشتركة فيها يصل إلى (115) مليون نسمة أسبوعيًا، وحوالي (14) مليون شخص من أعضائها يشاهدون الكنائس المرئيهّ.
    وتقول بعض الدراسات: إن أهم عشر كنائس مرئية في الولايات المتحدة يشاهدها (40%) من مشاهدي التلفاز الأميركي.
    وبالطبع هنا تجد الفرق بين يسر الإسلام وعسر غيره؛ فنحن جعلت لنا الأرض مسجدًا وطهورًا - كما قال رسول اللّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولكن النصارى لا يستطيعون الصلاة إلا في الكنيسة، فتفتقت أذهان موجهيهم عن فكرة هي أنهم قالوا: نحن نأتيكم بالكنيسة المرئية يوم الأحد..؛ ففي أي لحظة افتح التلفاز وستجد الكنيسة أمامك، فأصبحت الأسر الأمريكية تجلس وتفتح التلفاز فيجدون الكنيسة أمامهم، ويسمونها: الكنيسة المرئية.
    ويقدر معهد جالوب المتخصص في الإحصاء أنه في عام (1982م) كان الذين يشاهدون برنامج الكنيسة المرئية شهرياً (52) مليون أمريكي، وفي عام (1983م) حين ظهر الإيدز ارتفع العدد إلى (60) مليون شخص. وفي الدراسة الاستطلاعية - التي أعدتها منظمة إذاعات الدول الإسلامية بـجدة عن إذاعات التنصير -أن في أمريكا وحدها (38) محطة تلفزيونية، و(66) شبكة كابل، و(1400) محطة راديو، ومن بينها أربع خدمات تلفزيونية تتجاوز ميزانية البرامج لكل منها (50) مليون دولار سنويًا، ولك أن تقارن هذا بواقع الإعلام الإسلامي!!
    وقد استفاد هذا الجهد الإعلامي من الأقمار الصناعية، ويقدر أن نصف هذه المحطات تستخدم الأقمار الصناعية، هذا كان في عام (1985م)، أما الآن فإنه من المحتمل أن تكون كل المحطات تستخدم الأقمار الصناعية، وهذا يدل على أنها تبث عبر العالم.
    والجدول المرفق يوضح أهم هذه البرامج ومقدميها ومستمعيها.
    وفي مجال السينما تذكر الدراسة نفسها أنه تم تخصيص ما يزيد على (100) مليون دولار لإنتاج سينمائي تعده في هوليود للتلفزيون مؤسسة إنتاجية اختارت له اسم genesis ويشمل إنتاج (15) فيلمًا أعدت مادتها في سفر التكوين و(18) فيلمًا من إنجيل لوقا.
    جدول رقم (4-1) قائمة بأسماء أهم عشرة برامج في الكنائس المرئية تبعاً لأكثرها شعبية، واجتذابًا للمشاهدين في الولايات المتحدة الأمريكية.

    المشاهدون شهرياً: 16.300.000
    المشاهدون أسبوعياً: 4.420.000
    البث: يومي.
    صاحب البرنامج: pat robertson بات روبرتسون
    اسم البرنامج:             the 700 club السبعمائة ناد

    المشاهدون شهرياً: 9.254.100
    المشاهدون أسبوعياً: 3.640.000
    البث: أسبوعي.
    صاحب البرنامج: jimmy swaggert جيمي سواجيرت
    اسم البرنامج:             weekly crusade الحملة الصليبية الأسبوعية            
    المشاهدون شهرياً: 7.641.000
    المشاهدون أسبوعياً: 2.720.000
    البث: أسبوعي.
    صاحب البرنامج: robert shuller روبرت شلر
    اسم البرنامج:             hour of power ساعة من القوة
    المشاهدون شهرياً: 5.773.200
    المشاهدون أسبوعياً: 2.462.100
    البث: يومي.
    صاحب البرنامج: jim bakker جيم باكر
    اسم البرنامج: praise the (ptl) مجّدوا الرب
    المشاهدون شهرياً: 57.732.00
    المشاهدون أسبوعياً: 3.037.600
    البث: أسبوعي.
    صاحب البرنامج: oral roberts أورال روبرتس
    اسم البرنامج:             expect a miracle توقّع معجزة
    المشاهدون شهرياً: 5.603.400
    المشاهدون أسبوعياً: 1.870.000
    البث: يومي.
    صاحب البرنامج: jerry fal well جيري فولويل
    اسم البرنامج: old - time gospel hour ساعة من إنجيل زمان
    المشاهدون شهرياً: 4.924.200             
    المشاهدون أسبوعياً: 1.782.900
    البث: أسبوعي.            
    صاحب البرنامج: kenneth copland كينيث كوبلاند
    اسم البرنامج: برنامج واستعراض كينيث كوبلاند

    المشاهدون شهرياً: 4.584.600
    المشاهدون أسبوعياً: 1.867.800
    البث: يومي.
    صاحب البرنامج: jimmy swaggert جيمي سواجيرت
    اسم البرنامج: a study in the word دراسة في الكلمة.

    المشاهدون شهرياً: 4.075.200
    المشاهدون أسبوعياً: 1.443.300
    البث: أسبوعي.
    صاحب البرنامج: paul v. gorder بول فان غوردر
    اسم البرنامج:             day of discovery يوم الاكتشاف.

    المشاهدون شهرياً: 3.735.660
    المشاهدون أسبوعياً: 1.613.100
    البث: أسبوعي.
    صاحب البرنامج: rex humbard ركس هامبرد
    اسم البرنامج: برنامج واستعراض
    وفيما يمكن أن نعده نموذجًا لما تبثه هذه البرامج يقول جيمي سواجارت: أشعر أن الولايات المتحدة الأمريكية مرتبطة بحبل ولادة سري مع إسرائيل، وتعود هذه الروابط في اعتقادي إلى ما قبل ظهور الولايات المتحدة الأمريكية بزمن طويل؛ كما ترجع الفكرة اليهودية النصرانية إلى إسرائيل ووعد الرب له، وهو وعد أعتقد أنه يشمل الولايات المتحدة الأمريكية - أيضاً -؛ لأن اللّه ما زال يقول: إني أبارك الذين يباركون إسرائيل وألعن من يلعنونها، ومن فضل الله على الولايات المتحدة الأمريكية أنها ما زالت قوية إلى اليوم، وأنا واثق أن هذا يعود إلى كونها تقف وراء إسرائيل وأدعو اللّه أن تظل دومًا سندًا لإسرائيل.
    أي: أن بركةأمريكا تأتيها من وقوفها إلى جانب إسرائيل ومعنى ذلك أن قوة أمريكا من قوة إسرائيل.
  2. نجوم أصولية

    وإذا تجاوزنا ذلك إلى قيادات التيار الأصولي الأمريكي، فمن هم؟ وماذا يعملون؟ وعليكم أن تجروا مقابلة بين أصوليتهم المدعومة والمسنودة، وبين ما يواجه من يدعو إلى اللّه في بلداننا العربية ويوصم بـالأصولية ويحارب من الجميع.
  3. جيري فولويل

    أشهر هذه القيادات وأعظمها أثراً هو المدعو جيري فولويل، وله منظمة يسمونها منظمة الأغلبية الأخلاقية أو الأغلبية المعنوية، ومن كلماته: " إن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ليس من أجل مصلحة إسرائيل ولكن من أجل مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ".
    هذا رجل غريب جداً فقد قاد دعوة في الولايات المتحدة تقول: إن الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تكون أمة نصرانية، وبعد أن اجتذب الناس وظهرت شعبيته، فإذا به ينقلب ويقلب هذا الشعار ويقول: إن الولايات المتحدة الأمريكية جمهورية نصرانية يهودية، ويقول فولويل: إن الوقوف ضد إسرائيل هو وقوف ضد اللّه، ويشير في برامجه إلى ما يسميه: وعد اللّه لإبراهيم منذ أربعة آلاف عام، وقول الرب: سأبارك من يبارك إسرائيل، وألعن من يلعنها -كما في التوراة- ويضيف:
    وبناءً على هذا فإن على الولايات المتحدة ألا تتردد في تقديم كل الدعم المالي والعسكري إلى إسرائيل.
    وعندما قامت دولة إسرائيل عام 1948م لم يعتبر ذلك مفتاحاً للنبوءات التوراتية فحسب؛ بل قال: إن هذا علامة على مباركة اللّه، ووفاءً لشعب اللّه ويقول فولويل- وهذه عبارة مهمة بالنسبة لمشروع السلام-: إنه لا مجال للنقاش بكون يهوذا والسامره جزءاً من إسرائيل، وكذلك الجولان، وإن القدس عاصمة أبدية موحدة لإسرائيل، وقد أنشأ جيري فولويل جامعة سماها: " جامعة الحرية" ويقول: إن عدد طلابها سيصل عام (2000م) إلى خمسين ألف طالب، ويتعلم فيها الطلاب علم اللاهوت من وجهة النظر اليهودية، وهذه الجامعة ينتمي طلابها إلى دول كثيرة.
    وهو يؤكد باستمرار أن إعادة تأسيس إسرائيل عند المسيحيين الأصوليين هو إيفاء بالنبوءات أي: وعود التوراة المحرفة.
    وهو لا يكتفي بالحدود الجغرافية الحالية لإسرائيل بما فيها الضفة الغربية وغزة والجولان؛ بل يطالب بامتداد أراضيها من الفرات إلى النيل.
    ويقول في برنامجه: " ساعة من إنجيل زمان" - حينما غزا اليهود لبنان واحتلوا بيروت عام (1982م) - يقول: ''يذكر سفر التكوين من التوراة أن حدود إسرائيل ستمتد من الفرات إلى النيل، وستكون الأرض الموعودة -والأرض الموعودة كما يقول: هي العراق وسورية وتركيا والسعودية ومصر والسودان وجميع لبنان والأردن والكويت'' فـالأصولية الإنجيلية ترى أن كل هذه الأرض هي أرض كنعان الموعودة.
    ويهاجم هذا الرجل العرب، ويقول: لا مكان للعرب بيننا، ولا علاقات حسنة معهم؛ لأنهم ينكرون قيم الولايات المتحدة الأمريكية وطريقة معيشتها، ويرفضون الاعتراف بإسرائيل، وهذا اتباع لما جاء في التوراة من أن هناك سبعة شعوب ملعونة أهمها الشعب العربي.
    بقي أن نقول إن جيري فولويل هذا صديق حميم للرئيس الأمريكي بوش، وقد أعلن بوش أكثر من مرة صداقته له كما سبق.
  4. بات روبرتسن

    والرجل الثاني بات روبرتسون، وهذا معروف في أنحاء أمريكا كلها بأنه نجم تلفازي ديني، وقد أنشأ هذا الرجل محطة تلفازية تغطي أكثر من ستين دولة أجنبية، وتستخدم الأقمار الصناعية في البث، ويقول الرجل أنه يتلقى أكثر من أربعة ملايين مكالمة عن طريق الخط المجاني رقم (800) وهذه المكالمات تحتوي على الفتاوى والأسئلة والاسترشادات الكنسية، ويجيب عليها هو وزمرته، وقد أعلن عام (1988م) أنه رشح نفسه لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه ينوي أن ينافس الرئيس بوش في الانتخابات؛ ولكنه انسحب بعد ذلك.
    إن هذا الرجل يتمتع بنفوذ يمكن أن يصل به إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو من القادة الأصوليين المتطرفين في أمريكا.
    إن السياسة محرمة على الأصوليين الإسلاميين فقط!!
    وهناك محطة مشهورة هي: (c.b.n) هذه المحطة يملكها: بات روبرتسون وجماعته الأصولية الإنجيلية .
    وهي تذيع باستمرار على مدار (24) ساعة، وتركيزها الأساسي على برامج الوعظ.
    وكذلك نادي السبعمائة -كما في الجدول- ويملك - أيضاً - جامعة تسمى جامعة: (c.b.n).
    وتقول عنه نيويورك تايمز: لا يوجد في عقل بات روبرتسون سوى الأيام الأخيرة من الزمن، والمجيء الثاني للمسيح، ونشوب معركة هرمجدون أي: أنه يتوقع نزول المسيح - عليه السلام - بنهاية هذا الألف الثاني للميلاد، ويعلل ذلك بأن إعادة مولد إسرائيل هي الإشارة الوحيدة إلى أن العد التنازلي لنهاية الكون قد بدأ، كما أنه مع مولد إسرائيل فإن النبوءات أخذت تتحقق بسرعة، أي أن كل ما أخبر به الكتاب المقدس سيأتي اعتباراً من وجود دولة إسرائيل.
    وفي برامجه يؤكد -دائماً- على عداوته للعرب ويسميهم أعداء الله، ويعتقد أنه لا مجال للعدل مع الفلسطينيين طالما أن رغبة اللّه هي تأسيس إسرائيل وفي تعيين حدودها.
    فالقضية في نظره ليست رأي بشر؛ بل هي إرادة اللّه ومنطوق التوراة.
    ومن غرائب سلوك هذا الرجل أنه حينما احتلت إسرائيل جنوب لبنان أسس محطة تلفازية أسماها: نجمة الأمل، وهذه تبث برامجها من المنطقة التي سيطر عليها المنشق اللبناني والعميل الإسرائيلي الرائد حداد، وبافتتاح هذه المحطة التي تغطي سورية والعراق وتركيا ومصر وشمال الجزيرة العربية.
    يقول بات روبرتسون: ''لا يسد القرآن والتعاليم الإسلامية أعمق حاجات الروح الإنسانية، وها هي أيام عصيبة حيث يستند الإسلام إلى عقيدة منقسمة على نفسها'' أي: فهو متوقع سقوطه وانهياره.
    ويضيف قائلاً: ''ومع وجود مشاعر سلبية عميقة لدى المسلمين فهناك انفتاح جديد عندهم لتقبل رسالة الإنجيل إذا ما قدمت إليهم بواسطة التلفاز''
    ويقول في إحدى نشراته: أن احتلال إسرائيل للقدس في حرب حزيران (67م) هو أهم حدث تَنبُؤي في حياتنا، وأن زمان غير اليهود قد قارب على النهاية، وأن شبكته الإذاعية ستكون جزءاً حيوياً من حركة الإله نحو دعم إسرائيل.
    وقد كان هذا الرجل -بات روبرتسون - ضمن الوفد الرسمي الذي رافق بوش في زيارته للسودان عام (1985م) والتي وقع على أثرها اتفاق أمريكي سوداني بترحيل يهود الفلاشا إلى إسرائيل، وهذا يدل على قوة العلاقة التي تربط هذا الرجل بالرئيس بوش.
    كما بعث بطائرات حملت يهود الفلاشا إلى إسرائيل من أمريكا ومن جنوب لبنان، ومع كل هذا فلا تنس أن الرجل زعيم أصولي إنجيلي وليس يهودياً.
    وقد نشرت جريدة الشرق الأوسط بتاريخ - 12/11/1412هـ - خبراً عنوانه: داعية ديني يشتري أكبر وكالة أنباء أمريكية، وذكرت قصة شراء شركة روبرتسن المسماة شركة الإعلام الأمريكية لوكالة يونايتد انترناشيونال الشهيرة وقالت: ''وتنتمي شركة الإعلام الأمريكية إلى شبكة الإذاعة المسيحية التي يمتلكها روبرتسن وهي سلسلة من محطات التلفزيون والراديو، وتنتشر في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وتصل هذه القناة العائلية الخاصة المقصورة على المشتركين إلى 54 مليون أسرة أمريكية''.
  5. جورج أوتس

    أما الرجل الثالث المشهور في إطار الأصولية الإنجيلية فيدعى جورج أوتس، وله منظمة كبيرة تسمى: رعوية المغامرة الكبرى، وهذه المنظمة تؤمن بحرفية التوراة؛ وأنها كتاب من عند الله، وبالتالي فهي تؤمن بأن إسرائيل مقدمة لعودة المسيح - عليه السلام - ثانية، وتلتزم التزاماً كاملاً بدعم اليهود، وتقول في إحدى إعلاناتها: ''نحن ملتزمون بأمن إسرائيل كما نؤمن بأن كل الأرض المقدسة هي ميراث للشعب اليهودي، غير قابل للنقل أو التصرف، وهو الوعد الذي أعطي لإبراهيم وإسحق ويعقوب، ولم يلغ قط.. وتضيف: كما أن إنشاء إسرائيل الحديثة هو إيفاء لا ينازع للنبوءة التوراتية، ونذير بمقدم المسيح، ونعتقد أن اليهود في أي مكان ما زالوا هم شعب الله المختار، وأنه يبارك من يباركهم ويلعن من يلعنهم''.
    وهناك شخصية أخرى من شخصيات الأصولية النصرانية وهو: مايك إيفانز، وهو - أيضاً - رجل له علاقة حميمة بالرئيس بوش .
    هو من أكثر الأصوليين النصارى تطرفاً, ورأيه يتلخص في أن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تسعى سعياً حثيثاً من أجل إقامة إسرائيل، ويرى أن مثل هذا العمل لوجه الله وتأييداً لكلمة الله، ويملك برنامجاً اسمه إسرائيل مفتاح أمريكا للبقاء، وهذا البرنامج يبث لمدة ساعة يومياً في أكثر من خمسين محطة، تغطي أكثر من 25 ولاية أمريكية.
    ويقول إيفانز: إن تخلي إسرائيل عن الضفة الغربية سوف يجر الدمار على إسرائيل وعلى الولايات المتحدة الأمريكية من بعدها، ولو تخلت إسرائيل عن الضفة الغربية وأعادتها للفلسطينيين فإن هذا يعني تكذيباً بوعد الله في التوراة، وهذا سيؤدي إلى هلاك إسرائيل، وهلاك أمريكا من بعدها إذا رأتها تخالف كتاب الله وتقرها على ذلك، ويناشد إيفانز الشعب الأمريكي التقدم لتأييد أفضل صديق للولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك بتوقيع إعلان البركة الإسرائيلي، لأن الرب أمره -بوضوح- بإنتاج هذا البرنامج الخاص بإسرائيل.
    أي: أن برنامجه الذي تذيعه خمسون محطة وحي من الله إليه بإنتاجه، وتبشير الناس بعودة شعبه إلى أرضه، وهذا البرنامج يشاهده عشرات الملايين من الأمريكيين والأوروبيين، ومن شعوب أمريكا اللاتينية -أيضاً-، ومما جاء في هذا البرنامج عبارات تقول: ''إن النصارى في هذه الأيام لن يخلدوا إلى النوم مثلما نام العالم عندما قررت النازية الألمانية تحطيم شعب اللّه المختار قبل خمسة وأربعين عاماً ''.
    وإيفانز - كسائر المتخصصين في ميدان الإعلام الديني - يجيد فن الدعاية ويدرسها، ويتقن فنون الإثارة، ومن إثاراته الغريبة والذكية التي تهدف لجذب الشعور الأمريكي نحو إسرائيل فكرة أورشليم دي سي؛ فالمعروف أن الأمريكيين يسمون عاصمتهم واشنطن دي سي تمييزاً لها عن واشنطن الولاية، فقام هذا الرجل بتسمية عاصمة إسرائيل في نظره أورشليم دي سي أي: القدس دي سي، ويقصد بـأورشليم عاصمة داود، وقد استطاع تعبئة الشعور الأمريكي بهذه الأفكار.
    ويقول في بيان القدس دي سي موجهاً الكلام إلى الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي: '' نحن نؤمن بأن القدس تخص اللّه القدير'' وهذا يعتبر توجيهاً وضغطا على الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء إسرائيل على عدم التنازل عن القدس باعتبارها للّه، وليس لأحد حق التنازل عنها، ويضيف: ''إن كلمة اللّه غير قابلة للتفاوض، ونحن نؤمن علاوة على ذلك بأن الكتب المقدسة تعترف بـالقدس عاصمة روحية لإسرائيل، وأن المسيح اليهودي سيعود إليها كذلك''.
    ويقصد بالمسيح اليهودي المسيح الدجال.
    ويضيف: ''ومن أجل هذا تعاهدنا على الصلاة من أجل شعب إسرائيل، والوقوف معه في كفاحه من أجل الحرية والسلام... -ويضيف: نحن نؤمن بكلمة الله حينما تقول: سوف أبارك من يباركهم وألعن من يلعنهم، نحن نؤمن أن من واجب أمريكا الوقوف بجانب إسرائيل، وكلمة اللّه تعترف بالقدس، وعلينا واجب الاعتراف بكلمة الله''.
    وقد وزع إيفانز بيان القدس دي سي على عدد من الأمريكان، ووصل عدد الذين وقعوا عليه إلى مليون أمريكي، وأرسلوا هذه التوقيعات إلى رئيس أمريكا وإلى رئيس وزراء إسرائيل.
  6. السفارة النصرانية الدولية

    وهناك جماعة أخرى أصولية إنجيلية تؤمن بحرفية التوراة والإنجيل، وتعطي اليهود الوعد الذي يفترونه على الله، هذه الجماعة تسمى السفارة المسيحية الدولية، وتعتقد هذا الجماعة أن اللّه وحده هو الذي أنشأ هذه السفارة ومقرها في القدس، وتنتشر فروعها في جميع أنحاء العالم، ويقول مؤسس هذه الطائفة: ''إننا صهاينة أكثر من الإسرائيليين أنفسهم؛ وإن القدس هي المدينة الوحيدة التي تحظى باهتمام اللّه، وإن اللّه قد أعطى هذه الأرض لإسرائيل إلى الأبد''.
    وتؤمن هذه المنظمة بأنه إذا لم تبق إسرائيل فإنه لا مكان للمسيح عند مجيئه الثاني.
    ولا تكتفي هذه المنظمة بدعم إسرائيل؛ بل تدعم سياستها التوسعية، وتعتبر أن الضفة الغربية والقطاع حقوق أعطاها الرب للشعب اليهودي.
    وهذه المنظمة التي تعتبر من أخطر المنظمات في أمريكا والعالم كله كانت لها سبعة أهداف، والهدف الأخير منها هو تنصير اليهود في أرض فلسطين أي: أن يؤمنوا بعودة المسيح ويتنصروا توطئة لمجيئه، ولكن اليهود استطاعوا إلغاء هذه النقطة فبقيت النقاط الست الأولى في هذا البرنامج؛ ولنقرأ هذه النقاط:
    أولاً: إبداء الاهتمام البالغ بالشعب اليهودي وبدولة إسرائيل.
    ثانياً: تذكير وتشجيع المسيحيين للصلاة من أجل القدس وأرض إسرائيل.
    ثالثاً: تعليم المسيحيين في أنحاء العالم، وتثقيفهم في كل ما يجري بإسرائيل.
    رابعاً: حث القيادات المسيحية والكنائس والمنظمات الدينية على ممارسة النفوذ المؤثر في بلادها لمصلحة إسرائيل والشعب اليهودي.
    خامساً: إنشاء أو مساعدة مشروعات في إسرائيل لتحقيق رفاهية اليهود.
    سادساً: ممارسة نفوذ وفاقي بين العرب واليهود، وحذفوا السابعة!!
  7. مؤتمر بال الثاني

    نضرب مثلاً واحداً من أعمال هذه المنظمة الأخطبوطية المنتشرة في جميع أنحاء العالم؛ ففي مدينة بال بـسويسرا انعقد المؤتمر الصهيوني الأول الذي حضره هرتزل عام 1897م، وأرادت هذه المنظمة عن عمد وإصرار أن تقيم مؤتمراً لها في المدينة نفسها ولكنه للأصولية الإنجيلية الأصولية وليست اليهودية، وقد أقاموه بالفعل في هذه المدينة عام 1985م، وقالوا في إعلان هذا المؤتمر: '' نحن الوفود المجتمعين هنا من دول مختلفة وممثلي كنائس متنوعة بهذه القاعة الصغيرة نفسها التي اجتمع بها منذ ثمانية وثمانين عاماً مضت الدكتور تيودور هرتزل ومعه وفود المؤتمر الصهيوني الأول الذي وضع اللبنة الأولى لإعادة ميلاد دولة إسرائيل جئنا معاً للصلاة ولإرضاء الرب، ولكي نعبر عن ديننا الكبير وشرفنا العظيم بإسرائيل الشعب والأرض والعقيدة، ولكي نعبر عن التضامن معها، وإننا ندرك اليوم بعد المعاناة المريرة التي تعرض لها اليهود، أنهم ما زالوا يواجهون قوى حاقدة ومدمرة مثل تلك التي تعرضوا لها في الماضي، وإننا كمسيحيين ندرك أن الكنيسة - أيضاً - لم تنصف اليهود طوال تاريخ معاناتهم واضطهادهم، إننا نتوحد اليوم في أوروبا بعد مرور أربعين عاماً على اضطهاد اليهود، لكي نعبر عن تأييدنا لإسرائيل، ونتحدث عن الدولة التي تم إعداد ميلادها هنا في بال.
    إننا نقول ذلك أبداً ولا رجعة للقوى التي يمكن أن تتقدم لاسترجاع أو تكرار اضطهادات جديدة ضد الشعب اليهودي.. وقالوا -أيضاً-: إننا نهنئ دولة إسرائيل ومواطنيها على الإنجازات العديدة التي تحققت في فترة وجيزة تقل عن أربعة عقود، إننا نحضكم على أن تكونوا أقوياء في الله وعلى أن تستلهموا فطرته في مواجهة ما يعترضكم من عقبات، وإننا نناشدكم بحب أن تحاولوا تحقيق العديد مما تصبون إليه، وعليكم أن تدركوا أن يد الله وحدها هي التي ساعدتكم على استعادة الأرض؛ وجمعتكم من منفاكم طبقاً للنبوءات التي وردت في النصوص المقدسة.
    وأخيراً فإننا ندعو كافة اليهود في جميع أنحاء المعمورة بالهجرة إلى إسرائيل، كما ندعو كل مسيحي أن يشجع ويدعم أصدقاءه اليهود في كل خطواتهم الحرة التي يستلهمونها من الله'' .
    نرجو أن تتذكر أن هذا المؤتمر كله نصارى، فلا توهمنا هذه النصوص فنظن أن المؤتمر للأصولية الصهيونية،
    ولننظر ماذا قرر هذا المؤتمر، هل كانت قراراته متعلقة بالنصارى وشئونهم الدينية؟ لنقرأ أهم القرارات:
    أولاً: عدم تقديم تنازلات من الغرب إلى الاتحاد السوفييتي، طالما أنه لا يسمح بهجرة اليهود منه إلى دولة إسرائيل (وهذا طُبِّقَ تماماً).
    ثانياً: تشجيع إسرائيل ومواطنيها على المشاركة الكاملة في كل الهيئات والمؤسسات الدولية، والمطالبة بانسحاب جميع الدول الأوروبية والأمريكية من أي اجتماع يعقد ولا تمثل فيه إسرائيل (وهذا القرار وضع لأن العرب يهددون أحياناً بالانسحاب فتضطر الدول لمجاراة العرب لأنهم أكثرية).
    ثالثاً: على كل الأمم الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها ونخص بالذكر حكومة الفاتيكان، وخصت الفاتيكان؛ لأنها هي عاصمة الكاثوليك، والكاثوليك لا يؤمنون هذا الإيمان العميق للبروتستانت بإسرائيل وهذا يعني أن المسلمين لو تحركوا يستطيعون استخدام عنصرين مهمين استخداماً جيداً، العنصر الأول هم: الكاثوليك، والعنصر الثاني هم اليهود المنشقون غير المؤيدين لإسرائيل؛ ولا سيما في أمريكا حيث يوجد ثلاثة ملايين يهودي غير مؤمنين بدولة إسرائيل، ومنهم كتاب وأدباء ومفكرون يهاجمون دولة إسرائيل، ولكن لا أحد يجيد استخدامهم أو الإفادة منهم.
    رابعاً: يعلن المؤتمر أن يهوذا والسامرة بحق التوراة والقانون الدولي وبحكم الواقع جزء من إسرائيل.
    خامساً: نطالب كل الأمم بالاعتراف بـالقدس عاصمة أبدية موحدة لإسرائيل وتنقل سفاراتها من تل أبيب إليها.
    سادساً: مطالبة الدول الصديقة لإسرائيل بالتوقف عن تزويد أية دولة في حالة حرب مع إسرائيل بالأسلحة بما في ذلك مصر التي وقعت معها اتفاقية كامب ديفيد.
    سابعاً: مطالبة كل الحكومات بنبذ منظمة التحرير الفلسطينية واعتبارها منظمة إرهابية، وتأتي هذه المطالبة تنفيذاً لما ورد في التوراة حول أن الله يبارك من يبارك اليهود، ويلعن من يلعنهم.
    ثامناً: إدانة كل أشكال معاداة السامية، وهي عداء إسرائيل واليهود.
    تاسعاً: الدعوة لتذكر كل الفظائع التي ارتكبتها ما تسمى: بالحضارة المسيحية ومن يسمون المسيحيين، ولا سيما المذابح التي قامت في الحرب العالمية الثانية.
    (أي: أنهم يرون أن كل من وقف في وجه اليهود من النصارى ليسوا نصارى حقيقيين).
    عاشراً: العمل نحو توطين اللاجئين العرب الذين تركوا إسرائيل عام (1948م) في البلدان التي رحلوا إليها.
    الحادي عشر: مساعدة إسرائيل اقتصادياً وذلك بإنشاء صندوق دولي برأسمال قدره مائة مليون دولار للاستعمار في تطويرها.
    (وبالفعل ما انتهى المؤتمر إلا وجمع مائة مليون دولار إضافة إلى المساعدات التي تجمع باستمرار لمساعدة إسرائيل، وضمن ذلك يقومون بتشجيع الاستعمار الخاص في إسرائيل).
    الثثاني عشر: مطالبة كل المسيحيين وكل الأمم بعدم الخضوع لأنظمة المقاطعة العربية لإسرائيل.
    ( وبالطبع ستتوقف المقاطعة وتنتهي بعد مدريد لأنها أصلاً لم تكن إلا شكلية في أغلب الأحيان).
    الثالث عشر: دعوة مجلس الكنائس العالمي في جنيف إلى الاعتراف بالصلة التوراتية التي تربط بين الشعب اليهودي وبين أرضه الموعودة، وكذلك بالبعد التوراتي والنبوئي لدولة إسرائيل.
    (وهذا يدل على أن العقيدة التي قامت عليها دولة إسرائيل عقيدة إيمانية يجب على مجلس الكنائس أن يعترف بها).
    الرابع عشر: يصلي أعضاء المؤتمر وينظرون بشوق إلى اليوم الذي تصبح فيه القدس مركزاً لاهتمام الإنسانية؛ حينما تصير مملكة الرب حقيقة وواقعاً عن السفارة النصرانية وهذا المؤتمر.
    وقد أحضرت المؤلفة المؤتمر، وشرحت ما دار فيه عن مشاهدة.
    ومملكة الرب يفهمها النصارى على أنها مملكة المسيح بن مريم بناء على ما عندهم، أما اليهود فيفهمونها على أنها مملكة المسيح الدجال كما تقدم..
    وهنا لا بد أن أؤكد أن الذين يؤمنون بهذا الوعد التوراتي هم المؤمنون بالمسيح الدجال، وبالتالي فكل من يعتقد أو يوافق على مشروع قيام دولة إسرائيل آمنة مطمئنة فإنه شاء أم أبى علم أو لم يعلم يعمل لإنشاء مملكة المسيح الدجال، ويسعى لتحقيق النبوءة التوراتية التي يدعيها هؤلاء، ويخدم راضياً أم غير راض، علم أم لم يعلم، هذه الأهداف الصهيونية التي يؤمن بها هؤلاء الأصوليون مع أولئك اليهود.