المادة    
أمَّا المغترين والمخدوعين بـالصوفية فإليهم نوجِّه هذا الكلام، وأرجو منكم أن توجهوه إليهم.
أيها الإخوة: اعرفوا عقيدة هؤلاء القوم واعلموها، ثم بعد ذلك فكِّروا! هل تنفعكم هذه العقيدة عند الله؟ هل تتفق هذه العقيدة مع كتاب الله وسنَّة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم لا؟
هذا هو موضع الخلاف الذي يجب أن نعلمه جميعاً.
أمَّا دعواهم أنَّهم يكرهون الخلاف، وما يكتبه هؤلاء مِن قولهم: إنَّنا لو نترك هذه الخلافات ونتفق على الأمور المجمع عليها ونتعاون عليها مثل محاربة الشيوعية أو اليهودية وما إلى ذلك، فنقول لهم: مَن الذي بعث الخلاف، ومَن الذي أثار المشكلة؟ ومَن الذي فرَّق الجماعة إلا هذا الدين المحدث الذي جئتم به؟ وهذه الضلالات التي أتيتم بها؟
مَن الذي فرَّق جماعة المسلمين إلا البدع والضلالات؟ مَن الذي يقيم الموالد بين الحين والحين ويدعو إلى البدعة علانية، ويثير أحقاد العوام والجهلة على العلماء الذين ينكرون هذا المولد من هم؟ هذه القاعدة: نحن نطالبكم بها، نقول لكم: إنَّنا مختلفون معكم في الموالد، ومختلفون معكم في كل البدع المخالفة للكتاب والسنَّة، فلماذا لا تتركونَها وتأتون إلى مواضع الاتفاق التي نتفق نحن وإياكم عليها، فنتعاون على حربِها، ونتعاون على حرب الربا والتبرج والعلمانية التي بدأت تأكل الأخضر والهشيم في مجتمعنا؟ وكذلك الانحلال الخلقى الذي بدأ يتفشى؟ والأفكار الغربية الوافدة التي تظهر في الصحف والكتب وفي كل مكان؟ لماذا لا تتعاونون معنا على هذه الأمور التي نحن متفقون عليها، وتتركون البدع التي نختلف فيها نحن وإياكم؟ هذه القاعدة نحن نقولها لكم، ونطالبكم بها، ولا تطالبوننا أنتم بها.
ولكنَّه الباطل، هكذا الباطل دائماً يتخفى، فالذي لديه ذهب مغشوش لا يمكن أن يبيعه في سوق الذهب، وإنَّما يذهب به إلى البوادي، وإلى أطراف البلاد ليبيعه على الجهلة.
وهكذا هؤلاء القوم لو أنَّهم على الحقِّ، فلماذا يتخفون به عن العلماء، وعن النَّاس؟!
فهذا المدعو محمد علوي مالكي الذي يقيم في مصر محتجباً عن البشر جميعاً، لماذا يحتجب إذا كان على الحق؟! ولماذا لا يقيم في القاهرة، ويعلن دعوته ما دامت هي الحق؟ والمالكي لماذا لا يُظهر دعوتَه في مكة؟ ولماذا لا يناظر عليها العلماء حتى لو أوذي؟ فأصحاب الدعوات الحق يتحمَّلون الأذى مِن أجلها ما دامت حقّاً.
لكن لأنَّ هؤلاء هم أول مَن يعلم بطلان دعوتِهم وكذبِها، وهم أول مَن يعلم ضلالها، لذلك لا يريدون أن يُظهروها أمام الملأ إلاَّ في الأقطار النائية مِن العالم الإسلامي، ويُؤثرون المجد والشهرة، ويُؤثرون أكل السُّحت على الحق كمَا فعل أحبار اليهود، وكما يفعل علماء الرافضة وآياتهم، فهم يؤثرون ذلك على الحق، وإلا فهم يعلمون الأدلة، ويعلمون أنَّ أدلتهم باطلة، ويعلمون ما في المولد مِن الشرك، وإن طنطنوا وجعجعوا، وقالوا: ليس فيه شرك.
فكلمة أخيرة أقولها لكم، وقولوها لكل واحدٍ مِن أتباع المالكي أو غيره، ولكلِّ محبِّ للحقٍّ مِن المخدوع بهذا الدِّين أعني، دين التصوف: لا تنظروا إلى أتباع هذا الرجل وأمثاله، لا تنظروا إلى عقيدة التوحيد على أنَّها عقيدة أهل نجد، أو أهل الشام، اتركوا النَّعرة الجاهلية، وعودوا إلى الكتاب والسنَّة، وانظروا إلى مَن يتبع الدليل، ومَن يتَّبع الكتاب والسنَّة، ومَن يتَّبع الحق، فكونوا معه، والحمد لله رب العالمين.