المادة    
  1. تنبؤات بالمستقبل وحقيقة البروستيريكا

     المرفق    
    السؤال: هذا سؤال يقول: اسمحوا لي أن أسأل هذا السؤال: هل لديكم أي تنبؤ تحليلي للمستقبل خلال سنواته القادمة؟ وما هو موقف الإسلام؟ وماذا لنا أن نعمل ونحن نجابه بتخطيط قوي يهودي مسيحي إزاء الإسلام؟ وأيضاً يقول: كلمة البروستريكا إعادة البناء، والشخص الذي يقودها أشك كثيراً أن من خلفه اليهود يساندونه بقوة، أرجو إجلاء الأمرين؟
    الجواب: الحقيقة ورد في الكلام السابق ما يجيب على هذا، لكن أقول:
    أولاً: المستقبل في السنوات القادمة: ستكون الحالة فيه كالحالات التي تعتري الأمم عندما يحاط بها، أو تعتري الفريسة عندما تهاجمها السباع الضارية، وسيكون العالم الإسلامي في حالة اهتزاز.
    ونقول: نتوقع -إن شاء الله- أن هذا الاهتزاز سيوقظ همماً كثيرة، ونحن -في الحقيقة وبكل صراحة- لا نعلق الأمل في مستقبلنا القريب هذا على التكتلات الشكلية في العالم الإسلامي، أي: المنظمات والمؤتمرات الشكلية الرسمية، هذه قد تعين أحياناً في التنبيه إلى بعض القضايا أو تعطي الأمة شعوراً بأن الوحدة ممكنة أو شيء من هذا، لكن لا يعلق عليها الأمل في الحل، وإنما سوف تشهد السنوات القليلة القادمة نوعاً -والله تعالى أعلم- من الهزة العميقة التي توقظ شعور كثير من الشباب المسلم على اختلاف مستوياتهم الفكرية وباختلاف مواقعهم في المسئولية -إن شاء الله- سوف تهز حتى بعض المسئولين وحتى بعض القادة، وهكذا مما قد يتيح للأمة أن تعيد النظر في مواقفها، ويكون ذلك بداية للحل والمخرج -بإذن الله تعالى- وأرجو أن يوفقني الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لإصدار درس عن الحروب الصليبية وكيف استيقظت الأمة؟ وكيف قاومتها؟ لأن هذا يرتبط بنفس الموضوع.
    وكيف أنها بعد النوم الطويل بدأت اليقظة هنا وهناك، ثم تطورت حتى نجحت -بإذن الله- وليس كما يقولون: التاريخ يعيد نفسه، لا. بل نقول: سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً.
    فمن خلال استعراضنا للحرب الصليبية، وكيف انتصر المسلمون؟ وكيف قاوموا؟ سنجد بعض الحلول العملية الواقعية التي سوف نسلكها -إن شاء الله- فننتصر في الحرب الصليبية الساحقة الماحقة التي نعيشها هذه الأيام.
    أما بالنسبة للبروستريكا وكون اليهود وراءها فهذا صحيح، وهو كما سبق من أن اليهود أكبر من استفاد من عملية إعادة البناء، وعندما نقول اليهود لا نعني بهم اليهود في الاتحاد السوفييتي فقط، بل هم استفادوا الفائدة الكبرى، واليهود في الأرض المحتلة استفادوا فائدة كبرى -أيضاً- وكذلك اليهود في أمريكا وفي أوروبا كل أولئك استفادوا، كيف استفادوا؟
    اليهود في أمريكا الذين يملكون البنوك والمؤسسات الضخمة، وفي أوروبا الغربية أول من استفاد بنقل استثماراتهم في دول أوروبا الشرقية، فمن أي زاوية نظرت تجد أن اليهود أكبر المستفيدين من هذه العملية -عملية إعادة البناء كما تسمى- ولا غرابة فإن برجنيف نفسه كان يهودياً ومن قبله ماركس كان يهودياً، وكل زعماء الشيوعية مثل تروتسكي الذي كان عدواً لهم وانشق عنهم، والآن يعودون إلى بعض نظرياته، أيضاً هو يهودي معروف، ويعلم الروس كلهم أن هؤلاء يهود.
    فاليهود وراء كثير من الأحداث، وهم الذين يخططون وراءها بل إنهم أحياناً يتعمدون أن يأتوا بأشياء عجيبة، كما حصل منهم بعد مؤتمر مالطا.
    شيء آخر بعض الإخوة الذين اطلعوا ورصدوا هذه القضايا، وجدوا أن أكثر الزعماء في أوروبا الشرقية بعد البروستريكا هذه من اليهود، وكذلك وزراء الخارجيات ورؤساء الوزارات وبعض رؤساء الحكومات يهود في ظل الأوضاع الجديدة، ولا شك أن هذا يؤيد ما أشار إليه السائل أثابه الله.
  2. علاقة الجهاد الأفغاني بسقوط الشيوعية

     المرفق    
    السؤال: اعترف كثير من الشرقيين والغربيين بالعلاقة بين انهيار الشيوعية الحاقدة والجهاد الأفغاني؟
    الجواب: لا شك أن هذا أحد الأسباب، وقد قلت في كلمة سابقة: إن هذا مما عجل بالعملية، وإلا فإن العملية الحقيقية مبيتة، ولكن هذا السبب جاء من أحد الأسباب التي جعلت العملية تأخذ دورها وحجمها، وهو مثال لما نذكره في المرحلة القادمة، فهم سحبوا الجيوش ولكن المساعدات تتدفق والمؤامرات تحاك، ولم يتغير موقفها من القضية، وإنما الذي تغير هو التحرك أو الاستراتيجية بما يناسب المرحلة، أما العداوة والحقد والتخطيط فلم يتغير منه شيء.
  3. حتمية المواجهة والمستقبل في أفغانستان

     المرفق    
    السؤال: ما رأيكم في أن البث المباشر القادم وسيلة مساعدة للوفاق الأوروبي مع الكتل الشرقية؟ وهل الوفاق الدولي من جهة والصحوة الإسلامية من جهة تتوقع منها الحرب العسكرية بين المسلمين والكفار؟ وهل قيام دولة إسلامية في أفغانستان سوف يكون بداية تلك الحرب؟
    الجواب: أما أن يكون البث المباشر فكذلك فنعم، وأما أن الصحوة ستكون منها حرب بين المسلمين والكفار، أي: سوف تكون هناك مواجهة، نعم بلا شك، لأنه لن يحل الموقف إلا مواجهة دامية بين الصحوة الإسلامية وبين الكفار، فلا بد من ذلك مهما حاولنا لابد منه ولكن بعد كم؟ الله أعلم، هل سيكون ذلك بعد قرن أو قرنين أو عشرين سنة؟ المهم لابد من الدم، وهذا ما أخبر به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قتال اليهود والروم، فلا بد من ذلك في المستقبل القريب، كما تشهد الأحداث أيضاً وفي المستقبل البعيد كما نطقت بذلك الأحاديث الصحيحة.
    أما قيام دولة إسلامية في أفغانستان هل يكون بداية لتلك الحرب؟ نرجو من الله أن تقوم الدولة الإسلامية في أفغانستان، ونرجو من الله إن قامت أن تكون إسلامية حقة، لأنه في ظل هذا الواقع لن يسمح الشرق والغرب بقيام دولة إسلامية، وإن قامت فستكون خليطاً من أدعياء الإسلام والمنافقين مع المجاهدين الحقيقيين الصادقين، وهذه مرحلة أصعب من مرحلة المواجهة.
    الآن عندما قام وزير الدفاع بالانقلاب وادعى أنه مع المجاهدين فإن الغرب والشرق، قالوا: إنه انضم إلى المجاهدين، وبعض المجاهدين أعلن ذلك، وحصل شيء من التضارب، وكأن العملية أصبحت أن شيوعياً ينشق فيأتي فيشارك المجاهدين فتقوم دولة، فيكون هذا الشيوعي -مثلاً- وزيراً فيها، بالإضافة إلى العلمانيين والصوفيين الموجودين الذين لا يهمهم إلا الولاء لـأمريكا والغرب، فهذه كلها تجعل المستقبل في أفغانستان وفي غيره حالكاً، إلا إذا تمسكنا بالحل، كما ذكرنا وأشرنا إليه، فسوف ننتصر -بإذن الله- في أفغانستان وفي كل مكان، والعداوة في كل مكان لا تقل عن أفغانستان.
    لكن هذا لأنه الجرح الدامي، والجرح النازف اليوم أمامنا، وإلا ففي كل بلد المواجهة قائمة، والتخطيط لإفساد المسلمين ولإبعادهم عن دينهم ولمنعهم من الاحتكام لشريعة ربهم قائم في كل مكان.
    لكن أقول بصراحة: إنني أتوقع أن المرحلة القادمة في أفغانستان -ولا بد أن نقول الحقيقة- أتوقع انشقاقات وانقسامات، أي لن تكون أرض أفغانستان موحدة، لن تتوحد، ولا يمكن أن يسمحوا بأن تتوحد في ظل حكومة للمجاهدين، نحن ندعو الله أن يحقق ذلك للمجاهدين، وهو قدير سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لكن في ظل أوضاعهم وضعفهم وتخاذلنا نحن على المستوى العام -ولا نعني أفراداً قلائل- فإن ذلك لا يؤثر شيئاً.
    أقول: سوف يجعلون منها مناطق نفوذ موزعة، والله أعلم إلى متى تستمر هذه الحالة؟! وهي جزء من الأمة الإسلامية الموبوءة المريضة، وإن كانت فيها عوامل يقظة أكثر من غيرها لأسباب هيأها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
  4. طريق القوة

     المرفق    
    السؤال: يقول الأخ: ذكرتم أنه إذا اتحدت أوروبا الغربية والشرقية والدولتان الكبيرتان روسيا وأمريكا فسوف يصبحون أقوى منا فقط بالقوة العسكرية، أرجو الإيضاح بماذا سنصبح أقوى منهم، هل بفرقتنا أم بانقسامنا إلى فرق ومذاهب، أم بأدبنا المحدث، أم بسياستنا سياسة الوفاق؟
    الجواب: هذا جواب وليس سؤالاً.
    وطبعاً لن نكون بأي شيء من هذه أقوياء.
  5. دور العلماء في المواجهة

     المرفق    
    السؤال: الأخ يقول: نسأل الله أن يثبتنا وإياكم! بعد أن أدركنا خطر الوفاق الدولي على شعوبنا الإسلامية من جميع النواحي، فما هو دور المسلمين والعلماء منهم كأفراد، خاصة وأن معظم الأنظمة تسير بشعوبها نحو المجزرة وما يريده أعداؤها؟ الجواب: الله المستعان! هذه الأمة مضاعة، وخاسرة البضاعة بين حكام استخفوها وعلماء أضلوها إلا ما رحم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لكن حقيقة الأمر أن أكثر من ينفذ خطط هؤلاء الأعداء والمجرمين هم عملاؤها وأذنابهم الذين يحاربون الإسلام في ديار المسلمين، أكثر مما لو كان الخواجات يباشرون ذلك بأنفسهم إلا ما رحم الله، والعلماء أيضاً أو الدعاة أو ما يسمون العلماء الرسميين -إلا من رحم الله- هم من أسباب التخدير الذي تعيشه الشعوب الإسلامية؛ لأنهم مستعدون في ركاب الأوضاع القائمة لدنياهم ولمطامعهم ولمآربهم أن يؤيدوا أي وضع، وأي شيء يرتضيه القائمون على هذه الأوضاع. ونحن نتكلم الآن عن رقعة عريضة، مليار من الغثاء، ولذلك يجب على من فقه دين الله، وعرف كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إيضاح الحق للناس بما يستطيع، قل كلمة الحق ولا تخشَ في الله لومة لائم؛ لأن أخطر من هذا الوفاق ومن هذا الغزو أن تظل الأمة في غفلة عنه، مهما تعللنا بأي شيء نبقيها في غفلة عنه، ونحن نعلم خطره، وهذه جريمة سوف يسألنا الله تعالى يوم القيامة عنها، ولهذا قلت: هذا واجب كل فرد وكل إنسان منا في بيته، وإدارته، وفي كل مكان، أن يسعى إلى تحريك وإيقاظ الأمة لدينها وإيمانها بأن يوضح لهم خطر هذه المرحلة التي سوف نعيشها في ظل الوفاق الدولي.
  6. حال الدعوة في الاتحاد السوفيتي

     المرفق    
    السؤال: الأخ يقول: صرح مفتي مصر قبل أيام في الصحف أن سياسة إعادة البناء قد استفاد منها مسلمو الاتحاد السوفييتي، فإلى أي مدى تؤيدون هذا الرأي؟
    الجواب: أولاً: المفتون يتكلمون بصفتهم الرسمية السياسية، ولو تكلم بغير ذلك لأقيل من منصبه، وقد نعذره بأن هذا أقصى ما يستطيع أن يقوم به.
    ثانياً: نحن لا ننكر أننا يمكن أن نستفيد من أي وضع، حتى في أمريكا، حتى داخل الأرض المحتلة، يمكن أن نستفيد من أي وضع جديد أو قديم.
    لكن هل نحن أهل لأن نستفيد؟ هل المسلمون في الاتحاد السوفييتي في حالة تأهلهم للإفادة؟ أم أن الإسلام الذي يفرحون به هو أنهم أذنوا واجتمعوا لصلاة الجمعة؟ وقد تكون الخطبة نسخة مكتوبة للجميع، وقد تحيا بعض الطرق الصوفية، وقد تكون بعض الاحتفالات عيد المولد وعيد النصف من شعبان كما سمعنا، فهذا فهمهم.
    ونحن نقول: المسلمون خارج الاتحاد السوفييتي أما الذين هم مضطهدون كما في بعض الدول، فهذا لا يملك لنفسه حولاً ولا طولاً حتى ينفعهم، لكن في الدول التي يمكن أن تنفع -فهل خططنا لذلك؟ هل تهيأنا؟ هل استعددنا لذلك؟
    الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء، هي الجهة الوحيدة التي لا يحوم حولها شك ولا غبار في القيام بواجب الدعوة إلى الله في الخارج، كم عندها من الدعاة؟ كم تتوقعوا؟ هل هم آلاف؟ لا أبداً، يمكن (400) أو (500) أو اجعلوهم (2.000) فهل سيغيرون أمريكا وأوروبا وروسيا وغيرها؟!
    ماذا يمكن أن نعمل، نحن على مستوى بلدنا هذا، بلد الإسلام والخير والدعوة -والحمد لله- والعلم وكل شيء، بعض الأحياء وبعض المدن لا تجد فيها داعية، فكيف تتوقع أن يكون حال غيرها من بلاد الفساد.
    أقول: كيف إذاًَ، وبأي شيء سنمد المسلمين في الاتحاد السوفييتي وغيرها؟ فإلى الله المشتكى، والله المستعان.
  7. التعليق على قرار أن القدس عاصمة لليهود

     المرفق    
    السؤال: يقول الأخ: كلنا استمع قبل أيام إلى ما أعلنه مجلس الشيوخ الأمريكي عن إعلان القدس عاصمة يهودية، ما هو تعليقكم على هذا؟ سؤال من مسلم حائر؟
    الجواب: لا تقل: حائر، لا يوجد حيرة، وإن كانت الظلمات تحير! إن فلسطين بلد احتلوه وأخذوه بالقوة، وإنني أحياناً والله أضحك عندما أسمع في الأخبار الاعتراض على ضم القدس إلى إسرائيل، وأنا لا أفهم ما معنى هذا الشيء.
    نحن لو أخذنا شيئاً بالقوة هل سوف يعترض علينا أحد ويقول: لماذا تضمونها؟ إذاً لماذا قاتلنا؟ ولماذا جاهدنا؟ نحن لا نريد أن نرجع إلى شعار الزعماء الذين باعوا الأرض، ويقولون: ما يؤخذ بالقوة فلن يسترد إلا بالقوة، لكن الكلمة هي كلمة حق، وإن قالها الخونة، فعلاً ما أخذ بالقوة فلن يرجع إلا بالقوة، وإذا هجم عليك عدوك وأخذ منك أي شيء فلا تقل: كيف تعتبرها من أملاكك؟! وهل يعتبرها من أملاكك أنت؟! سبحان الله! هذا هو الشيء البديهي والطبيعي.
  8. هجرة اليهود

     المرفق    
    السؤال: يقول الأخ: نحن نعرف أن اليهود في الاتحاد السوفييتي (6.000.000) ستة ملايين، وأن الآن الهجرة مستمرة إلى تل أبيب وأكثرهم علماء؟
    الجواب: طبعاً علماء ومهندسون وأطباء، حتى العجائز فهن عجائز من نوع آخر، فها هي جولدا مائير تلك العجوز الروسية كيف فتكت بزعماء الثوريين العسكريين، كلهم قاومتهم هذه العجوز.
  9. حلم إسرائيل في السيطرة من النيل إلى الفرات

     المرفق    
    السؤال: هل ستحقق الصهيونية حلم إسرائيل الكبرى الموجود عندهم في التوراة من النيل إلى الفرات؟
    الجواب: بهذه المناسبة أقول: إن المشكلة الآن ليست مشكلة أرض، وهذه قضية مهمة جداً، شعار إسرائيل من الفرات إلى النيل الآن لم يعد له معنى بالمعنى الحرفي، فهي لا تريد أرضاً تحكمها، بل هي الآن مستعدة أن تتنازل حتى عن أجزاء من الضفة الغربية، فالقضية ليست قضية أرض، لأنه كما أشرنا في ظل الاتصالات العالمية القوية والتشابك الإعلامي الدولي، القضية ليست قضية أرض، بل القضية قضية من يملك المال والإعلام والتأثير.
    إسرائيل تملك القنبلة الذرية والأقمار الصناعية، وهي تنازلت لـمصر عن القناة وما حولها مقابل أن تدخل مصر معها ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، فطوت مصر كلها تحت لوائها مقابل هذه الرقعة البسيطة من الأرض، فليست الأرض مشكلة عندها، فهي مستعدة لو اطمأنت أن تترك حتى الضفة الغربية، وتعمل فيها دويلة فلسطينية علمانية مقابل أن تسيطر على المنطقة ثقافياً وتجارياً واجتماعياً بكل أشكال التأثير، والآن العالم كله لا يفكر في مسألة الأرض بقدر ما يفكر في مسألة القوة والانتشار والنفوذ، فهذا هو الذي تسعى إليه إسرائيل وسيتحقق بالهجرة الروسية وبغيرها.
    فهي ضربت تونس والمفاعل في بغداد، وهددت بضرب المفاعل النووي في باكستان، ماذا تريد أكبر من هذا؟ مهما صغرت أرضها فإنها تضرب في أي مكان على مسافة (5000) ميل شرقاً أو غرباً، ولا يهمها الأرض بل يكفيها ذلك، والقضية الآن أن العالم كله يفكر كيف يسيطر إعلامياً وثقافياً واقتصادياً.
  10. توجيه الصحوة

     المرفق    
    السؤال: يقول الأخ: نجد أن هناك صحوة إسلامية، فما هو العمل لتوجيه هذه الصحوة؟
    الجواب: أهم شيء هو العلم بكتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وانتهاج منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والتعاون الواعي بالواقع ودراسته دراسة عقلية دون العواطف، انهزمت الشيوعية، وأمريكا سوف تنهار، وليس على الله بعزيز أن تنهار في (24) ساعة، لكننا نخادع أنفسنا عندما نقول: إن أمريكا سوف تنهار بالإيدز أو بالجريمة، نعم هي عوامل مدمرة، لكن فيها من عوامل البقاء ما يجعل حربنا معها حرباً ضروساً.
    فلا نخادع أنفسنا بل ندرس الواقع دراسة عقلية بعيدة عن العواطف.
  11. أثر الوحدة اليمنية على جنوب اليمن

     المرفق    
    السؤال: ما هو أثر الوحدة اليمنية على الشيوعية في جنوب اليمن؟
    الجواب: هذه الوحدة لعبة من لعب الشيوعية، فـالشيوعية مدت يدها للوحدة مع أوروبا الغربية ، فكيف نستغرب أن أذناب الماركسيين في أي مكان يمدون أيديهم للوحدة مع أي دولة، فهذه لعبة ماركسية شيوعية يريدون بها بالذات في العالم الإسلامي القضاء على التوجهات الإسلامية التي بدأت تثمر في كل مكان.
    واليمن وهو ذخر وكنز للإسلام -بإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- كما جاء في الحديث، يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إن الله أوحى إلي أن أستقبل الشام وأستدبر اليمن} وقال: {قد جعلت لك ما أمامك غنيمة وما وراءك ذخراً} أو كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فالغنيمة هي بلاد الشام، بلاد المعارك، وستظل المعارك فيها مع الروم، والمنطقة التي تمد الإسلام بالرجال وبالعلم -إن شاء الله- هي هذه المنطقة وهي اليمن عموماً، ولا نعني بذلك اليمن السياسي بل اليمن الجغرافي، فالكثافة السكانية فيها موجودة، والفطرة أيضاً موجودة، فأكبر تجمع بشري في جزيرة العرب هو في هذه المنطقة، فهي -بإذن الله- كما أمدت المسلمين في الحروب مع الفرس والروم سوف تمدهم -أيضاً- في أي وقت، وقد انتشرت فيها الدعوة الإسلامية السُنية، لكن لأن ميزته أنه شعب قبلي أصيل انتشرت فيه بشكل أكثر -والحمد لله- ومن هنا يأتي الماركسيون وأذنابهم ليقضوا على هذه العودة، وعلى هذا التوجه، والله من ورائهم محيط، ونسأل الله أن ينصر إخواننا المسلمين هناك وفي كل مكان.
  12. الحداثة وتفجير اللغة

     المرفق    
    السؤال: أخ يسأل عن تفجير اللغة الذي يدور في النوادي الأدبية؟
    الجواب: هذه الأسماء أسماء براقة لتفجير الإسلام والقيم والمعايير الثابتة، واللغة هي وعاء الرسالة، والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ)) [إبراهيم:4] ونحن لا نعرف القرآن والسنة إلا باللغة، والقرآن ما هو إلا كلام رب العالمين، والسنة ما هي إلا كلام رسول رب العالمين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا فجروا اللغة تفجر كل شيء، ولم يعد لنا شيء، لكنهم عرفوا كيف يحتالون علينا، لما سموها حداثة تنكر لهم الناس بعد أن عرفوا خطر الحداثة فبدءوا يغيرون العناوين، فقالوا: تجديد وتفجير وتجريد وتطوير... أي اسم، وكلما فقهنا اسماً غيروه، واللعبة على ما هي عليه، والاسم فقط يتغير.
  13. هجرة المسلمين إلى فلسطين

     المرفق    
    السؤال: يقول الأخ: ماذا فعلنا نحن المسلمين ضد الهجرة اليهودية، ولماذا لا يكون لنا نحن المسلمين هجرة إلى فلسطين، وإلى متى ونحن صامتون، أم نحن نقول كلاماً؟
    الجواب: كيف نهاجر إلى فلسطين؟! ومن الذي سيعطينا جوازات للسفر؟!
    لكن نقول: نحن يجب أن نهاجر إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لكن المشكلة أننا حاربنا الله، وأننا قطعنا العلاقة والصلة معه، فقطع الله عنا حبل نصره، وأوكلنا إلى هؤلاء المجرمين، فلنهاجر إلى الله كما قال تعالى: ((فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)) [الذاريات:50] ولو فررنا إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهاجرنا إليه، وهجرنا معاصيه، وكل دواعي الشر والفساد والشهوات، وتجردنا له سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لحقق الله لنا كل خير.
    وبهذه المناسبة بعض الصحف مثل جريدة المحرر ذكرت نكتة عدة مرات، تقول: العرب عندهم هجرة، لكنها ليست كالتي إلى إسرائيل، فـإسرائيل تهاجر إليها العقول والطاقات من الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية، والمسلمون تهاجر إليهم البوذيات والنصرانيات، أي الخادمات والطباخات والمربيات والماشطات... إلى آخره، وفي بعض الإحصائيات وقد لا تصدقون -أظن ذلك في عام (1403هـ) إن لم تخني الذاكرة- كان عدد الخادمات اللاتي استقدمنَ للمملكة (300.000) خادمة، معنى ذلك أنهم الآن يقاربون الـ (1.000.000) وفي بعض البيوت فيها خمس أو ست، هذه خادمة، والأخرى خياطة، وتلك طباخة... إلى آخره، فماذا سيربون؟!
  14. الجهاد المنظم في فلسطين

     المرفق    
    السؤال: ألا يوجد أمل لجهاد منظم كالجهاد الأفغاني لاسترداد القدس الإسلامية من اليهود؟
    الجواب: يجب أن نعلم أن كل شيء يسبقه خطوات، أي أن الجهاد المنظم قبله أشياء، ومع ذلك فإن الجهاد المنظم موجود الآن في فلسطين، فالموجود في فلسطين الآن نوعان من الجهاد:
    الجهاد الذي يستخدم الرصاص والمقاومة، وقد تفجر أول ما تفجر في غزة، بل من الجامعة الإسلامية ومن دعاة على منهج السنة، أو من المنتمين إلى جماعة الجهاد في مصر، والمقصود أن أول ما تفجر هناك، وهذا هو القائم هناك.
    والنوع الآخر: هو جهاد الحجارة وهو الأكثر وجوداً في الضفة الغربية، وهم الذين لا يستخدمون الرصاص، وإنما يستخدمون الحجارة فقط.
    فهذا وهذا كلٌ له دوره، فنحن نقول: الجهاد موجود، من يمده؟ ومن يساعده؟ هذه مشكلة مليار مسلم! وما استطعنا أن نوجد قناة لإيصال المال، ونحن مطمئنون إلى إخواننا المجاهدين هناك، وأنا سألت: كيف نوصل لهم؟ بعض الناس أحرجونا يقول: عندي (1000) أو (2000) ريال على قدر الحال، فقلت: اسأل، فسألت فقالوا: إن دخل شيء أو وصل شيء فإنه يحول عن طريق أمريكا أو دول أوروبية، ألف مليون لا يوجد عندنا وسيلة لنعطيهم شيئاً، وكل يوم عندهم إضرابات واضطرابات وتدمير، من أين يأتيهم المال؟ ومن أين يأكلون؟ ومن أين يشربون؟ فضلاً عن أن نقول: من أين يجاهدون؟ فهم تفتك بهم الأمراض، فمن يعالجهم؟ والله المستعان، فقبل هذه الخطوة نحتاج إلى خطوات.
  15. الإعلام الإسلامي

     المرفق    
    السؤال: ما هو دور الإعلام الإسلامي تجاه هذا الغزو السوفيتي اليهودي؟ الجواب: أقول: أين الإعلام الإسلامي؟ ثم بعد ذلك نقول: ما دورهم؟
  16. عداوة منظمة الذكرى لليهود الروس

     المرفق    
    السؤال: لماذا تعادي منظمة الذكرى اليهود الروس، هل هو من أجل السيطرة على الحكم، أم أنه حرب بين يهود ونصارى؟
    الجواب: الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذكر أنهم مختلفون، والخلاف بين اليهود والنصارى قديم، وما جمعهم علينا إلا فرقتنا نحن وتفرقنا وذلنا، والعداوة قائمة بينهم فإن هؤلاء القوميين الروس لما فتح لهم المجال قليلاً بـالديمقراطية يريدون إعادة بلدهم، وأخذتهم الغيرة على أمتهم وعلى بلادهم أن يسيطر عليها اليهود الذين أكثرهم من أوروبا، بينما الروس كثير منهم وكثير من متكلميهم من الجزء الأسيوي، أي: من الاتحاد السوفييتي -كما يسمى- فلا غرابة أن تكون هناك دعوة كما في أمريكا، فإن فيها يهوداً يعدون بالملايين يمكن (3.000.000) تقريباً، يقفون ضد الأكثرية اليهودية الموالية لـإسرائيل، لكن ليس هناك من يستثمر هذا الخلاف أصلاً، ولهذا هم متفقون علينا مهما اختلفوا، لأنه ليس هناك من يستثمر هذا الخلاف.
  17. مذهب المجاهدين في روسيا

     المرفق    
    السؤال: يقول الأخ: قرأت في بعض المجلات أن المسلمين الثوار في الاتحاد السوفييتي من الشيعة، هل هذا صحيح؟
    الجواب: في بعض المناطق يوجد شيعة، وذلك في المناطق القريبة من إيران كـأذربيجان، وإن كانت في الأصل سنة، فـأذربيجان فتحت في زمن عثمان رضي الله تعالى عنه، ولكن في أيام الصفويين -الحكومة الشيعية التي كانت في إيران- أبيدوا إبادة تامة تقريباً، وأصبحت منطقة شيعية أو شبه شيعية، أما تركستان والمناطق الإسلامية الكبرى فكلهم -والحمد لله- من السنة.
  18. اللجوء إلى المنظمات الدولية

     المرفق    
    السؤال: الأخ ينتقد لماذا الأمة الإسلامية يركضون وراء الشرق والغرب، ويذهبون إلى الأمم المتحدة من أجل السلام؟ الجواب: هذا جزء من واقعنا الذي نسأل الله أن يغيره إلى خير منه، وإذا أوجدنا الأسرة المسلمة فهي النواة للمجتمع المسلم ثم للدولة المسلمة -بإذن الله- أما إذا فتحنا سيل الشهوات والشبهات، وظللنا نتلهف ونتحسر، والشباب يغرق في هذه الرذائل، ووسائل الإعلام تدفعه إليها، والإباحية الإعلامية تدفعه إليها، فلن نتقدم خطوة واحدة، ففي الحقيقة أن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة.
  19. سياسة الوفاق الدولي

     المرفق    
    السؤال: بعض الزعماء العرب حذروا من سياسة الوفاق؟
    الجواب: نعم! لمعرفتهم بخطرها، ولكن لعل هذا من حسنات هذا التغيير على ما فيه من مساوئ.
    فالوضع الدولي يقتضي تغيير بعض الواجهات في العالم الإسلامي، ولا أتوقع أن التغيير يكون إلى الأفضل، لكن مما ذاقت الأمة الإسلامية من بعض المجرمين الذين تسلطوا عليها بباطنيتهم وشيوعيتهم وإلحادهم أكثر من عشرين سنة، لعل في الخلاص منهم فرجاً -إن شاء الله- ولعله يكون قريباً، ولعل ذهابهم فرصة ألا تجتمع الأمة بعد ذلك على ضلالة -بإذن الله- بل سيكون فيها من يدعو إلى الخير ومن ينصره الله، ويكون فيها من سيتلاءم مع الوضع الجديد الذي يريده الوفاق الدولي.
    لكن فيما يبدو لي -والعلم عند الله- أن الوفاق الدولي غير راضٍ على بقاء هذه الأوضاع كما هي، ولا سيما بعض القيادات التي استهلكت واستنفدت كل الشعارات، وكان المؤمل أن تتراجع هي كما تراجعت أوروبا الشرقية، ولكنهم لا يريدون أن يتراجعوا عن شيء، بل ما يزالون يسكرون أحلام الناس بالإنجازات الثورية الضخمة الهائلة، وهي إنجازات معروفة للجميع لا تخفى على أحد...!
    هذا وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل أعمالنا جميعاً خالصة لوجهه الكريم، وأن ينفعنا جميعاً بما نسمع ونقول.
    وأسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يوفقنا لما يحب ويرضى، والحمد لله رب العالمين.