ونضطر للوقوف عن إكمال باب: فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب، ولنشرع في باب آخر مهم، وهو باب: الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله؛ لأهميته في حياتنا، وفي واقعنا، وكل الأبواب مهمة بلا ريب.
قال الشيخ
محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: '' باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وقول الله تعالى: ((
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) [يوسف:108].
عن
ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما بعث
معاذاً إلى
اليمن قال له: {
إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلا الله -وفي رواية: {
إلى أن يوحدوا الله}-
فإن هم أطاعوك لذلك؛ فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك؛فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك؛ فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب} أخرجاه ".
أقول: جعل الشيخ الإمام المجدد
محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه لهذا الباب عنواناً وهو: "الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله" ضمن
كتاب التوحيد، ولا شك أن المناسبة والعلاقة بين الباب وبين
كتاب التوحيد واضحة، إذ أن الكتاب عن التوحيد، وهذا الباب هو الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وهو الدعاء إلى توحيد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولهذا تجدون أن الشيخ لما ذكر حديث
معاذ، أتى بالرواية التي فيها: {
إلى شهادة أن لا إله إلا الله } والرواية الأخرى التي فيها: {
إلى أن يوحدوا الله } فشهادة أن لا إله إلا الله هي التوحيد، والكتاب
كتاب التوحيد،فهو يريد رحمه الله أن يبين لنا أهمية وضرورة الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله.
وقد ذكر في صدر هذا الباب قول الله تبارك وتعالى من آخر سورة يوسف: ((
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ))[يوسف:108] وهذه الآية تستحق وقفة طويلة جداً.