المادة    
قال الشارح: '' قوله: وأن عيسى عبد الله ورسوله أي: خلافاً لما يعتقده النصارى, أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة؛ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، قال تعالى: ((مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ))[المؤمنون:91].
فلا بد أن يشهد أن عيسى عبد الله ورسوله, على علم ويقين بأنه مملوك لله, خلقه من أنثى بلا ذكر، كما قال تعالى: ((إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)) [آل عمران:59] فليس رباً ولا إلهاً, سبحان الله عما يشركون! قال تعالى: ((فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً))[مريم:29-30].
وقال تعالى: ((لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً))[النساء:172] ويشهد المؤمن أيضاً ببطلان قول أعدائه اليهود: أنه ولد بغي -لعنهم الله تعالى-.
فلا يصح إسلام أحد -علم ما كانوا يقولونه- حتى يبرأ من قول الطائفتين جميعاً في عيسى عليه السلام، ويعتقد ما قاله الله تعالى فيه: إنه عبد الله ورسوله ''.