ورث
العلاف و
النظام الاعتزال من
واصل ومن
عمرو بن عبيد وركبا فيه مبادئ فلسفية، أخذوها من الصابئة ومن فلاسفة الهنود ونحو ذلك، وكان من فلسفة
الهند أن البشر لا يحتاجون إِلَى الأنبياء، فـ
البرهمية ينكرون النبوات.
حتى أنهم يقولون: إن
بوذا الذي ينتسب إليه اليوم أكثر من خمسمائة مليون وهم عَلَى دينه
البوذية ليس بنبي، وكذلك
(تفنييوس) الذي يُنسب إليه أهل
الصين إلى اليوم يقول أتباعه: إنه ليس بنبي، وإنما هو رجل مصلح، ورجل حكيم فقط.
فهم ينتمون إِلَى دين ينكر النبوات ولا يثبتها. ويقولون: إن الحكمة العقلية يستغنى بها عن ذلك.
والنظام كَانَ في الأصل من هَؤُلاءِ القوم فجاء إِلَى دين الإسلام، وأراد أن يهدم النبوة ويهدم دلائل النبوة ولكن بطريقة خفية، فقَالَ: لا يمكن إثبات نبوة النبي إلا بالمعجزة.
وآية خارقة يفعلها، وهذه المعجزة أو هذه الآية لا تثبت إلا بالتواتر، ثُمَّ بعد ذلك اختلفوا في تحديد التواتر، فَقَالُوا: سبعين عن سبعين عن سبعين شخص، واختلف المعتزلة بعد ذلك، فَقَالَ بعضهم: ثلاثين، وقال بعضهم: عشرين.
ولو طبقنا هذا عَلَى ما جَاءَ في السنة من الآيات الحسية للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإننا قد لا نجد هذه الأعداد؛ لكنهم يريدون بهذا أن يتوصلوا إِلَى هدم الدين ولكن من بعيد، وبستار خفي.
ولقد تنبه علماء الإسلام إِلَى ذلك، وكفروا هَؤُلاءِ.
وقد اخترع النظام والعلاف أموراً كثيرة تدل عَلَى أن كلاً منهما لم يكن يؤمن حقاً بدين الإسلام، وإنما كَانَ غرضه الهدم، فحصروا معرفة النبوة وحصول اليقين في التواتر فقط، وإلا فما عند الحكماء وما عند الفلاسفة يغني عن النبوة.