المادة    
  1. مدى تأثير روسيا على الجمهوريات الإسلامية المجاورة

     المرفق    
    السؤال: ما هو تأثير هذه التطورات على الجمهوريات الإسلامية في روسيا، وهل للشيعة تدخل في روسيا وما موقف روسيا منه؟
    الجواب: طبعاً التأثير العام حاصل، فكما حصل انتعاش في دول أوروبا الشرقية، حصل أيضاً انتعاش للمسلمين، والأمل كبير في رفع هذا الكابوس الرهيب.
    وبدأنا نسمع عن إنشاء مساجد، وإرسال مصاحف، وأمور طيبة، وأتوقع أن يكون لها شيء من الحقيقة؛ لكن أقول: لا ننسى تجربة استالين ولينين أول ما أعطوا المسلمين المصحف - مصحف عثماني أي من أيام عثمان رضي الله عنه- الذي يقولون إن القيصر يحتفظ به، وأهدوه للمسلمين وأعلنوا الأخّوة والمحبة، وأعلنوا زيادة المساجد، وأعلنوا.. وأعلنوا.. أكثر من خمس سنوات، وكانت بعد ذلك الإبادة التي تحدثنا عنها.
    العدو اللدود لن ينسى أبداً أننا أعداؤه، حتى لو تناسينا نحن عداوته، فالآن الشعوب حتى الأفراد الذين غرقوا في الغرب إعجاباً به وانبهاراً بما عنده، ليس لهم قيمة عند الغربيين بل ويعتبرونهم أعداء.
    الآن الاتحاد السوفييتي لا يثق في الأحزاب الشيوعية العربية، ولا في الأحزاب الشيوعية الإسلامية، وهنا طرفة قالها السادات، قال: هو في الدنيا كلها يوجد قسم ديني في حزب شيوعي في مصر يوجد قسم ديني، ومحاضرات إسلامية، في ضمن الحزب.
    المقصود يا إخوان اللعبة لا ينبغي أن تتكرر، ولا ينبغي أن نخدع، الغرب ينظر إلينا ويعتبر أن هذا وإن كان شيوعياً ماركسياً فاسمه محمد وعبد الله وفلان، فإذن لن يعطيه الولاء كما يعطيه للإنسان الأوروبي.
    أذكر قصة ذكرها جورباتشوف في كتابه (إعادة البناء) يقول: ''عمل فلم مشترك بين الروس والأمريكان يبحرون خلال نهر الفولجا، يقول وكنت أقول للرئيس الأمريكي انظر، هل تستطيع أن تميز الأمريكيين من الروس؟ قال: لا، لا يمكن'' ما معنى ذلك: معناه أنا شعب واحد، أمة واحدة، دين واحد، حضارة واحدة، لا يكاد يوجد بيننا أي فرق، العدو اللدود هو المسلم.
    حتى الآن لم يؤخذ رأي الأحزاب الشيوعية، إلا ما كان منها عميلاً صرفاً، فهو ينفذ المخطط في منطقته بطريقته -مثلاً- وليست الثقة الكاملة في أية حال، فكيف يوثق بالمسلمين أن يرجعوا إلى الإسلام.
    قلت -وقد أشرت إليه سابقاً-: سيسمح بلون من التدين -أو قد يسمى إسلاماً- ولكن ليس الإسلام الذي أنزله الله، ولا الإسلام الذي طبقه وآمن به السلف الصالح هذا يجب أن نؤمن به وأن نضعه في الاعتبار.
    أما بالنسبة للشيعة لا نملك معلومات وافية، عما يحدث في أذربيجان باعتبارها مواليه لـإيران وفيها شيعة، وإن كانت أذربيجان فتحت في عهد الخلفاء الراشدين وهي على سنّة، حتى إيران كانت على السُنّة إلى أيام الصفويين وهناك أبيدت السنة إبادة تامة أو شبه شاملة، في معظم مناطق إيران ما عدا المناطق التي كان يسيطر عليها العثمانيون الأتراك.
    أقول: لا نستطيع لأن المصادر غربية، وأنا أتحفظ كثيراً أن أتكلم عن أي شيء من خلال المصادر الغربية وحدها، ولذلك لما تكلمت عن جورباتشوف، اعتمدت على نفس كتابه وبالتحليل العام لا ندخل في تفاصيل أخرى، حتى نتمكن من معلومات أكثر.
  2. موقف العالم الثالث من النقلة الشيوعية وما حقيقته

     المرفق    
    السؤال: بما أن الشيخ تطرق للأحزاب الاشتراكية التابعة للحزب الشيوعي في روسيا، ما هو موقف دول العالم الثالث التي تتبع وتوالي النظام الشيوعي بعد التطور الجديد؟
    سؤال ثان: في إحدى المؤتمرات الإسلامية قال أحد المفكرين: إن تلك النقلة التغييرية في فكر الشيوعية هي حيلة ووسيلة للدخول إلى أوروبا والغرب عن طريق تلك النقلة فما تعليقكم على ذلك؟
    سؤال آخر: يقول أحد أعضاء الأحزاب الشيوعية العربية: إن انهيار الشيوعية في تلك البلاد، ناتج عن عدم التطبيق الصحيح لتلك المبادئ، أما الأحزاب العربية فلا زالت في مرحلة التطبيق فما رد فضيلتكم على ذلك؟
    الجواب: بالنسبة للعالم الثالث، فإنه لم يكن له رأي، بل تقرر القرارات ثم تطبق، وأفضل حال للعالم الثالث، أن يتعامل مع أقل الظروف سوءً، أو يتصرف مع القرار الذي لا يملك له دفعاً.
    وبالنسبة للعالم الثالث، فإنه ينضم كله تقريباً ضمن ما يسمى بدول عدم الانحياز، وهي دول في الغالب الأغلب عليها الاتجاه الاشتراكي نفسه، ثم هذا العالم وأمام الديون المتراكمة، أمام الضغوط الكبرى عليه لا يستطيع إلا أن يستسلم للأمل الخادع، ولهذا نجد العالم الثالث صحافته متفائلة بالانفراج الدولي بالأوضاع الحالية، بالتحسن الذي سيطرأ على الحضارة الإنسانية، إلى آخره، وستظل الأحلام تدغدغه.
    على أية حال تهمنا قضية أساسية فيما يسمى بالعالم الثالث، فما كان منه صليبياً لم ينسه السخاء الغربي، وعلى الأقل من العمالة، بالمساعدات والقروض وغيرها، وما كان منه إسلامياً فسوف يتعرض لعقوبات أقسى، ولأوضاع أشد بلا ريب، إلا في حدود ما يمكن أن يسمح بإبقائه ليكون منطقة استهلاك للإنتاج الغربي.. هذا هو المتوقع في الجملة.
    بالنسبة للذي قال إنه وسيلة، أقول: نعم، هذه وجهة نظر وهي تطرح في الساحة وأستطيع أن أقول: إنها وجهة نظر جورباتشوف الحقيقية، التي يريدها ونستشفها من أعماله: التغلغل داخل المجتمعات الغربية عن طريق الأحزاب الشيوعية، وعن طريق نشر الفكر الشيوعي، وعن طريق تحديث الفكر العالمي كما يسمى.
    أما قول الشيوعي العربي: إن انهيار الشيوعية بسبب أنها لم تطبق تطبيقاً نهائياً، وأن الأحزاب العربية الشيوعية في مرحلة التطبيق، فنقول كما قال الشاعر:
    ويقضى الأمر حين تغيب تيم             ولا يستأمرون وهم شهود
    لم يؤخذ قول الأحزاب العربية، ولن يؤخذ إن حضروا وإن غابوا، لا أحد يهمه كلامهم، وكما عبر أحدهم يقول: أنا أخشى أن تستمر هذه الموجة من إعادة البناء، حتى تصل إلى حد أن ينتقد ماركس ولينين نفسه، أخاف أن يصل إلى حد الردة الكبرى.
    فالآن هذه القضايا عنده هي ارتكاب كبائر، وانحراف، وبدع، ويخاف أن يصل الأمر إلى الردة الكبرى، إنهم متخوفون على سمعة لينين أكثر من جورباتشوف نفسه.
    هؤلاء ما قيمتهم ما وزنهم، حتى يقولو: إنا نطبق أو لا نطبق؟ لقد فشلت الشيوعية، وانهارت كمبدأ وكفكرة، متى طبقت الشيوعية تطبيقاً صحيحاً، حتى نقول إنها تراجعت؟
    فهي لم تطبق أصلاً تطبيقاً كاملاً؛ لأنها لا يمكن أن تطبق في الواقع تطبيقاً كاملاً، وكما أشرنا إلى تلكم التجارب الشيوعية تجربة لينينية، تجربة إستالينية، تجربة خوروتشوفيه، ثم تجربة برجنيف وجورباتشوف، فهذا الكلام هراء أو هو من الدغدغة العاطفية الذي تعيشها الأمة الإسلامية أحياناً، أو تحصل لدى الأحزاب الشيوعية.
  3. أثر الجهاد الأفغاني على روسيا

     المرفق    
    السؤال: ما أثر الجهاد الأفغاني على روسيا؟
    وهل انسحاب الروس الحاصل هو عن عجز أم خطة جديدة لـروسيا؟
    الجواب: أما أثر الجهاد الأفغاني على روسيا، فبالطبع كانت تجربة مُرة، لم يكن يتوقع الاتحاد السوفييتي، حتى أعداء إعادة البناء المحافظين أشد المحافظة، لم يكونوا يتوقعون تلك النتيجة التي حصلت ولله الحمد على يد هذا الشعب المسلم، ولذلك لجأوا إلى المناورات السياسية كما رأينا.
    الآن أعلن الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية معاً الاتفاق على إعادة الملك، وأن يتولى الأمور في أفغانستان ولو لفترة وجيزة، بديلاً عن المجاهدين وعن نجيب الله معاً، وهذا من نتائج الوفاق الدولي الذي نقول في ظل الوفاق سنجد أنفسنا في مواقف صعبة للغاية.
    المقصود أن الجهاد الأفغاني كان له أثر كبير جداً، وجورباتشوف استطاع أن يوظف هذا لمصلحة إعادة البناء، ويعتبرها من الأخطاء، ويقول: لو أن إعادة البناء كانت مطبقة من قبل أو كان لها رأي أو دور بارز لما كان هذا التدخل.
    فقد قال في كتابه - ولا بد أن يتطرق هذا الكلام إلى الأذهان - نعم هذا البلد اضطررنا أن نتدخل فيه لمّا أن رأيناه يكاد أن يقع في قبضة الإمبريالية الأمريكية، وبيننا وبين أفغانستان اتفاقية دفاع مشترك، وقد طلبت منا أكثر من عشر مرات الحكومة الأفغانية التدخل لتخليصها من يد الإمبريالية.
    فاضطررنا حماية للإنسان الأفغاني -كالعادة في الشعارات - ويقول: كنا نأمل أن نصل إلى حل عاجل في القضية، ولكن تزويد أمريكا للثوار بصواريخ (ستنجر) وأمثالها مما يؤجل في عملية الحل والحسم في أفغانستان، وبالطبع في المنظور القريب إن لم يجمع الناس على عودة الملك -وطبعاً لن يجمعوا- سوف تقسم أفغانستان.. هذا هو المتوقع! ونسأل الله أن يعين إخواننا المجاهدين هناك على أية حال، ولكن هناك بوادر لتقسيم البلد إلى منطقة شيوعية وإلى منطقة أخرى للمجاهدين، أو شكل من الأشكال والله أعلم ماذا يكون بعد ذلك.
    أما الجواب عن الطرف الثاني من السؤال وهو: انسحاب الروس عن عجز أم فيه خطة.
    أقول: الاثنان معاً.
    أولاً: فيه خسائر فادحة.
    ثانياً: الخطة واضحة انسحب الروس، ولم ينسحبوا جميعاً بل بقي المستشارون والعقول المدبرة.
    ثالثاً: أرطال المساعدات تتدفق إلى أفغانستان إلى الحكومة الشيوعية.
    رابعاً: المليارات تتدفق أيضاً عليهم.
    خامساً: في المحافل الدولية ما زال الاتحاد السوفييتي مصراً على رأيه في أن أمريكا مع المجاهدين، فهو لا بد أن يكون مع الشيوعيين.
    فاللعبة ستطول، وكسب جورباتشوف من جهة نوعاً من حفظ ماء الوجه بالانسحاب، ومن جهة أخرى يريد أن يكسب الموقف في النهاية وهو فرض حكومة قريبة من الشيوعية أو شيوعية في منطقة ما -على الأقل- وإن تم التقسيم، لن يفرط هؤلاء المجرمون بسهولة، ولا نقول هذا تثبيطاً، فالمستقبل للإسلام، والأمل موجود، لكن يجب أن نضع الحقائق ونترك الأحلام العاطفية الهائجة.
  4. هل يستطيع العالم الإسلامي أن يواجه الدول العظمى وما تأثير ذلك عليه

     المرفق    
    السؤال: بعد الأحداث الأخيرة، ما هو توقعك لأثر اتحاد الألمانيتين على وجود قوتين عظميين في العالم، وما هو أثر ذلك على العالم الإسلامي؟
    وسؤال أيضاً عن العالم الإسلامي وقدرته على مقابلة ما فعله جورباتشوف، وهل يستطيعون الدخول في مثل هذا المجال أم لا؟
    الجواب: بالنسبة لتوحيد الألمانيتين أمر عادي جداً أن يتوحدا، وسيتوحدا في ظل اتفاقيات صارمة للسيطرة على ألمانيا لكيلا تعود إلى قوتها السابقة فتهدد المعسكرين، وسوف تتدفق رءوس الأموال.
    وطبعاً ألمانيا الغربية من أقوى دول العالم اقتصادياً، وسوف تتدفق ملياراتها وشركاتها على أوروبا الشرقية، ويرتاح الاتحاد السوفييتي من النفقات الباهضة التي ينفقها على قرابة سبعمائة ألف جندي في أوروبا الشرقية، وبطبيعة الحال سيحرج الولايات المتحدة الأمريكية التي إن أبقت سلاحها وقواتها فهي تظهر أمام العالم أنها تريد الاحتلال ولا ترغب في السلام، وإن سحبتها فسوف تتراجع إلى وراء البحار كما أشرنا، بينما الاتحاد السوفييتي وجوده حاضر، ووجوده الفعلي قريب، ولا سيما مع وجود عابرات القارات في حالة الاضطرار إلى ذلك.
    فقضية ألمانيا جزء من القضية الكبرى، وتأثيرها علينا نحن المسلمين لا يشكل أي أهمية بقدر ما يشكل على أوروبا الشرقية.
    وأثر ذلك على العالم الإسلامي أننا في ظل الخلاف بين الشرق والغرب، وضعنا هذا المتردي المحزن المؤلم الذي عبر عنه الشاعر:
    أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد            تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
    كيف تظنونه في ظل الوفاق، وفي ظل التكتل القوي الدولي الذي كما قال جورباتشوف نراعي مصالحنا المشتركة نحن، وننسق ونتفق ونتحاور، ثم الاتجاه إلى الآخرين "الأعداء" بموقف موحد وقوي.
  5. هل يمكن أن تكون الديمقراطية بديلاً عن الشيوعية

     المرفق    
    السؤال: أغلب المحللين يتوقعون أن يكون الحل الغربي الديمقراطي بديلاً للشيوعية، فهل يمكن أن يكون ذلك؟
    الجواب:هذه طبعاً سذاجة من جهة.
    يجب أن نعلم أن الغرب مفخرته في التاريخ كله الديمقراطية، الغرب ماذا حقق للإنسانية؟
    الإنسان الغربي يعيش أسوأ أنواع الاضطهاد إلى أن جاءت الثورة الفرنسية ثم ظهرت الديمقراطية.
    ليس للغرب أي ميزة فكرية، عدا هذه التي تسمى الديمقراطية أو حرية الإنسان، ولهذه الإعلانات المتكررة عن حقوق الإنسان وانتهاكاتها في دول العالم الثالث، وكذا وكذا، لإيهام الناس أكثر بأن الغرب والديمقراطية هي الحل.
    لكن هل الديمقراطية سوف تسيطر على العالم لتصبح عقيدة المستقبل -كما يقول الناعقون في الغرب وأتباعهم هنا- في الشرق؟
    لا، الأحزاب الشيوعية نفسها تدعي أنها ديمقراطية، هل قام في العالم الإسلامي دولة اشتراكية ما سمت نفسها الديمقراطية؟ كل واحد يدعيها، ويرفع لواءها، ويُسمى بها، فالقضية ليست بهذه البساطة، فمبدأ مرن ومنهج مرن واسع، كل إنسان يمكن أن يدعيه.
    على النمط الغربي الكامل (100%).
    نقول: يكفي أن من إفرازاته أن الأحزاب الشيوعية والاشتراكية تحكم كثيراً من البلاد، فما بالكم بالدولة التي هي الشيوعية الأم.
    افرض أنه سمح لغير الحزب الشيوعي بالحكم كما قد يحدث في روسيا كما في تشيكوسلوفاكيا وغيرها فالحكام سيكونون شيوعيين أو اشتراكيين لكن ليسوا من الحزب الشيوعي.
    ما الفرق؟ لا شيء! هذه الخسارة المحدودة هنا يعوضها احتواء والتفاف حول العالم الأوروبي الغربي بأكمله ليوضع في حوزة أنظمة أو عقول مدبرة، تسعى إلى مستقبل أوسع للاشتراكية كما يقول جورباتشوف.
  6. استغلال اليهود لحدث التطور الروسي

     المرفق    
    السؤال: هل استغل اليهود حدث التطور الروسي الجديد، وما هي علاقة الهجرة الروسية الجديدة بالتطور؟
    الجواب: طبعاً من أول لحظة، وتعجبون كيف أنه عندما التقى بوش وجورباتشوف وأعلن عن الهجرة اشتراطاً وبدأت شركات الطيران تتطوع، أو حتى تنذر نفسها لحمل المهاجرين.
    إذاً هو اتفاق واضح.
    ما قيمة مائة ألف هاجروا إلى دولة ما؟
    ما قيمة الهجرة بالنسبة لمسائل السباق النووي، حرب النجوم، التسلح، تراكم الديون، الشمال الغني والجنوب الفقير -كما يسمى- قضايا خطيرة جداً، ومع ذلك قضية اليهود في الصدارة وفي القمة في كل لقاء وعلى كل لسان، والآن اقرأ أي صحيفة تجد الأحاديث والأخبار عن هذه الهجرة بما يدل على عمق المسألة، والجدية في تطبيقها.
  7. كتب سياسية عن أحداث إعادة البناء

     المرفق    
    السؤال: يسأل عن كتب تفيد في مثل هذا الموضوع وتحليلات سياسية؟
    الجواب: الكتب طبعاً لا أدري، لأننا نحن المسلمين لا نستيقظ إلا بعد فوات الأوان، ولهذا قلت: اعتبروا هذا الكلام من أخيكم نصيحة ولفت انتباه. وأن تبدءوا بالبحث والتحليل، فيجب على الأمة أن يكون لديها هؤلاء المفكرون.
    أما التحليلات.. التحليلات التي في الساحة الآن سطحية، وحقيقة أنا قرأت تحليلات لكنها سطحية للغاية، وأنا لا أدعي العمق، لكن أقول بالنسبة لما نراه في ظاهر الأمر أمامنا في الساحة الغربية، وفي الصحافة الغربية وفي كلام جوربا تشوف نفسه، ليس ما ذكر قريباً من الواقع أبداً، ولذلك نحتاج إلى جهدنا نحن المسلمين وإلى أن أقول هناك واجب يقع على الصحافة الإسلامية بالذات، أنها ترسل المراسلين، وتستكتب المحللين وتكتب بعمق وبتتبع دقيق وإن طال الزمن؛ لأنا لا نملك الأقلام ولا الأجهزة، لكن مهما طال الزمن يجب أن يكتب تحليل علمي موضوعي مجرد.
  8. دور الصين الشيوعية

     المرفق    
    السؤال: عن الصين الشيوعية، وما دورها الحالي والمتوقع في نظركم مستقبلاً؟
    الجواب: طبعاً أريد للصين الشيوعية أن تكون فيها إعادة بناء وعلى أيدي الطلبة، سحقت ثورة الطلبة بشكل رهيب جداً والأصابع الغربية واضحة، حتى إننا سمعنا وقرأنا : أن الولايات المتحدة أعطت حق اللجوء السياسي لأربعين ألف طالب صيني يدرسون في الولايات المتحدة دفعة واحدة، بينما لو ذهب داعية مسلم قد يضل سنة أو سنتين لا يحصل على إقامة في هذه الدول التي تدعي الحرية والإنسانية، فالغرب وراء الحدث، لكن الحكومة والسلطة العسكرية تواجهه بعنف، ولها وجهة نظر تختلف عن نظرة جورباتشوف، وفي نفس اليوم الذي أعلن فيه جورباتشوف أن الحزب الشيوعي لن يحتكر السلطة بعد اليوم أعلنت الصين رفض هذه الفكرة، وأن الحزب الشيوعي سيظل محتكراً للسلطة.
  9. موجز عن جهاد فلسطين

     المرفق    
    السؤال: هل بالإمكان أن تعطينا موجز عن جهاد فلسطين من نظرة إسلامية صافية والآمال المتعلقة على ذلك؟
    الجواب: الجهاد الفلسطيني أول ما بدء قام على أيدي الدعاة الإسلاميين، وقبل أن تعلم به الجبهات العلمانية، فلم تسمع به إلا بعد شهرين تقريباً، وقام في قطاع غزة، وعلى يد دعاة معروفين، واتجاهه أيضاً اتجاه إسلامي معروف وواضح، وأذكر لكم أن أحد المصادر في هذا: بعثة أمريكية لتقصي الحقائق ذهبت ونشرت هذا في مجلة الجيل، وكتابها فلسطينيون وليست إسلامية؛ لكنها ذكرت ترجمة للتحليل، تقول البعثة:
    الذين يذهبون إلى الضفة الغربية لا يرون الأمور على حقيقتها؛ لأن الضفة الغربية منطبعة بطابع غربي واضح، أما الطابع المتدين الواضح فهو في قطاع غزة، حيث بدأت حركة الانتفاضة، وإلى الآن قطاع كبير والحمد لله من هذه الحركة بيد الشباب المسلم.
    -طبعاً- مؤامرات دولية وأشياء كثيرة ومستقبل مؤلم، لكنها موجودة كحقيقة.
    الغرب يركز على الأحداث، وعلى المظاهرات، وعلى الإضرابات التي تنظمها القيادات العلمانية، والفتيات عاريات الصدور والشعور، لكنه إلا ما غلبه أحياناً الصور، ولكنه يطمس ما يكون في المساجد وما يكون من تكبير، وما يقوم به الدعاة والعلماء المسلمون إلا ما غلبه أحياناً.
    وما يدور على مستوى الساحة العامة يدور بالنسبة لقضية فلسطين، إما الترويض وإظهار نوع من الإسلام المرن المطور، وإما المقاومة، وفي النهاية سنجد اليهود والمنظمات العلمانية جبهة واحدة لاستئصال الإسلاميين فيما لو كان لهم وجود فعلي.
    وهذه حقائق لا شك فيها، ولا نقولها اعتباطاً بل تجارب مريرة مرت بها حركات الجهاد الإسلامية في معظم البلاد التي كانت مستعمرة تقريباً.
  10. الفرق بين بعض المصطلحات الشيوعية

     المرفق    
    السؤال: ما هو الفرق بين الاشتراكية واشتراكية الإسلام، والماركسية والشيوعية ويقول: وهل المصطلحات مترادفة وهل في الإسلام شيوعية؟
    الجواب: بالنسبة للاشتراكية أو الشيوعية فالمصطلحان مترادفان تقريباً لكن لماذا أفرد كلمة الاشتراكية وبدأت تروج.
    الاشتركية تعبر عن وجهة نظر أو تصور اقتصادي تقريباً، ولذلك وجد غربيون قبل ماركس، مثل سانس سيمون الفرنسي - على سبيل المثال - نادى بالاشتراكية وقامت حكومة تقريباً اشتراكية وهي حكومة الكوميون كما تسمى سنة سبعين في القرن التاسع عشر في فرنسا اشتراكية كأنها ترمز إلى مبدأ اقتصادي بينما الشيوعية معناها كأنه يعطي دلالة العقيدة الأشمل، هذا تقريباً الفرق، ولكن المصطلحان يكادان يكونان شيئاً واحداً وهو في الواقع كذلك.
    مصطلح الاشتركية الإسلامية، أو الشيوعية الإسلامية، أو ماركسي إسلامي، هذه نغمة غريبة، أو نشاز، ذكرت أو تعمد ذكرها منذ أيام خورتشوف.
    لما وجد أن الشيوعية لم تنجح، فأول حزبين شيوعيين في العالم الإسلامي هم الحزب الشيوعي الفلسطيني، والحزب الشيوعي المصري ومعها تقريباً الحزب الشيوعي العراقي، وفي روسيا يعلقون الآمال بمتى تثور الشيوعية في مصر؟
    ومتى تثور في العراق؟
    فلما جاء الروس أيام جمال عبد الناصر إلى مصر، وجدوا أن الشيوعية لا وجود لها ولا يمكن أن تنتشر.
    فاتخذوا مبدأ الاشتراكية الذي -كما قلنا- لا يضفي طابعاً عاماً بل كأنه مجرد اقتصاد، وأما فصل الدين عن الحياة، فالمسجد موجود وتطبيق الاشتراكية موجود.
    واتخذوا أيضاً مبدأ استكتاب بعض الناس من صنفين:
    الصنف الأول: شيوعيون مثل الشرقاوي وحسن حنفي ومحمد عمارة، وبدءوا يكتبون عن الإسلام، الإسلام الشيوعي، الإسلام الاشتراكي، اشتراكية أبي ذر.. إلى آخره.
    والصنف الآخر: وهو الذي عرضت له في المحاضرة الذي يوصف بأنه المعتدل والمرن، انخدع أو بحسن نية المهم أنهم كتبوا عن اشتراكية الإسلام، كما كتب الداعية الإسلامي المعروف مصطفى السباعي رحمة الله عليه، وكما كتب الشيخ محمد الغزالي وغيره، فوجدت الكلمة من الطرفين ولكن أولئك لهم هدف بعيد، وهؤلاء مجرد مخدوعون مع الأسف.
    والحمد لله أن كثيراً من الإسلاميين عدلوا رأيهم لكن الآن الإسلاميين مخدوعون بـالديمقراطية، واقرءوا الصحف تجدون أنهم أكثر من يستكتبون -كما في الشرق الأوسط وغيرها- عن الديمقراطية وحرية المرأة، الحرية عموماً.
  11. تأثير الأحداث الجديدة على الحداثة

     المرفق    
    السؤال: ما تأثير الأحداث الجديدة على الحداثة وهل لها علاقة بـالشيوعية، وما موقف روادها من التغيرات الجارية على الساحة؟
    الجواب: الحداثة هي أحد وسائل التعمق الفكري لنشر الشيوعية لا عن طريق الثورة، ولكن عن طريق البروستريكا إعادة البناء، وهناك شيوعي فرنسي معروف وهو زعيم بارز من أكبر زعماء الشيوعية كان نظيراً لـرجاء جارودي الذي قد يكون له دورٌ آخر، ولكن يهمنا الآن هنري لوفيفر، وهنري هذا شيوعي معروف بارز جداً في فرنسا كتب كتاباً اسمه الحداثة، يقول:
    إن الحداثة هي ظل الثورة الغائبة هنا، وغير المكتملة هناك، الحداثة هي ظل الثورة الشيوعية الغائبة في فرنسا، وغير المكتملة في موسكو. لأنه يريد أن تطبق الشيوعية وأن تعم العالم، وذكر أنه بواسطة الحداثة يمكن أن يعاد العالم المقلوب ليقف على قدميه وليعرف الحقائق، ويقول:
    نستفيد من الحداثة في هدم رموز الماضي: الأديان، والعادات، والتقاليد.. وكل شيء تمهيداً لإقامة الشيوعية النهائية الأخيرة، التي لا أخلاق فيها ولا قيم ولا مبادئ، ولذلك عندما تتعمد الحداثة ضرب اللغة وهدمها، يُقال: قضية أدبية، قضية لغوية لا علاقة لها بالدين.
    والحقيقة أن ضرب اللغة "ضرب النص" أكبر عملية ضرب يمكن أن توجه إلى أي دين، فلو أن أحداً أراد أن يهدم القرآن مثلاً، فهل تتوقع أنه يحرق نفس المصاحف؟
    لو هدم النص القرآني وقال: النص القرآني ليست دلالته كذا، كما فعلت الباطنية، ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً)) [البقرة:67] قالوا: البقرة عائشة إلى آخر التأويلات الباطنية التي أفقدت القرآن معناه تماماً، وأفقدت الحديث معناه تماماً وجردته، فإذا جردت اللغة من مدلولاتها، فالنص الشرعي "القرآن والسنة" لم يعد لهما مدلول، إذن الأمة لم يعد لها قرآن، وإن كان موجوداً مكتوباً، فقد جرد من معناه ومن دلالته، وهذه أحد أهداف الحداثة.
    والعلاقة بين الواقعية الاشتراكية، أو كما تسمى "المذهب الواقعي الاشتراكي" وبين الشيوعية أنها نسخة طبق الأصل، واستالين هو الذي استطاع أن يأتي ويجعل جاكوسن المجرم الملحد وأمثاله يمثلون المدرسة الروسية الشكلية وهي أساس الحداثة، فالمدرسة الشكلية الروسية هي أساس فكرة الحداثة والبنائية في عالم الغرب ثم في العالم الذي صدرت إليه.
    عموماً: الاتجاه الواقعي في الحداثة هو نسخة عن الفكر الشيوعي.
    وإذا أردت مراجعة أية مقالة حداثية واقعية ستجدها تتكلم عن الحوارات الجدلية، الديليكتيك، الصراع، الطبقية.. إلى آخره، وتجده مليء بالمصطلحات الشيوعية، وبعد ذلك له ما بعده، لماذا؟!
    لأن الأحزاب الشيوعية أخفقت كتنظيم، فاستعيض عن ذلك بفكرة ثقافية تتغلغل في الصحافة، وفي الأندية الأدبية، وفي كل مكان دون أن يشعر أن وراءها هدف آخر، ومن الثقافة ينشأ التنظيم، هذه هي عملية إعادة البناء، يقول جورباتشوف: من الثقافة ينشأ التنظيم، فأول شيء ثقافة شيوعية ثم بعد ذلك ننظم الناس، لكن يبدءون ينظمون الناس في الشيوعية ثم يثقفون المجتمعات بها أو عن طريق الثورة فلا تنجح.
  12. النظر إلى المناهج لا إلى الأشخاص

     المرفق    
    السؤال: يقول الشيخ رحمه الله إن محمد عمارة من الشيوعيين، وللتنبيه هو على طريق الحق الآن؟
    الجواب: أنا ما كنت أريد التعرض للأسماء؛ لأن الأسماء تسبب إشكالاً، ولكن أقول: استكتبوا وهم شيوعيون في الأصل، هل الآن كتاباتهم من الكتابات الإسلامية، أسأل الله أن يكون رأيي خطأ، ولكن ستثبت الأيام على أية حال، ولا أستطيع أن أفصل الآن، ولو كان في وقت آخر للحديث المفصل عن هذه النوعية المستكتبة هذا وأمثاله لهم مدرسة فكرية معينة، ولهم اتجاه واضح، تتبناهم اتجاهات أو دول واضح ولاؤها.
    أقول: هذا الرجل وفهمي هويدي وكمال أبو المجد وحسن حنفي وعبد الرحمن الشرقاوي لهم اتجاه معروف.
    وأقول: ما كنت أريد أن أذكر الأسماء لما تثيره من حرج وحساسية، وأقول بصراحة: بهذه المناسبة نحن أمة لم نرتق إلى أن ننظر إلى المناهج بغض النظر عن الأشخاص، أمة لا تزال ترتبط أمورها بالأشخاص، أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي وقف في أشد اللحظات حرجاً في تأريخ الأمة الإسلامية على الإطلاق يقول: [[من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت]] يقول في هذا الموقف وفي حق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لحكمة واضحة.
    نحن لدينا منهج، فعادة إذا ذكر الأشخاص بعض الناس لعاطفة ما، أو نظرة ما، أو حب لشخص ما ينعكس هذا الأثر على إخفاء المنهج، أو تشويه المنهج، أو الغض من قيمة المنهج مقابل الشخص، بينما المفروض أن كل الأشخاص هم يخدمون هذا المنهج، وكلنا يجب أن نسعى من أجل هذا المنهج، ومن أجل إقامة هذا الدين بغض النظر عن الأشخاص دون أن نظلمهم، ودون أن نتجنى على أحد، وقد نخطئ في حقهم طبعاً ونتراجع، ولكن يبقى أن المنهج فوق جميع الأشخاص، فأقول هذا كقضية عامة، وإن كان هذا الرجل في ذاته لا يستحق هذا الشيء.
    والحمد لله رب العالمين.