المادة    
قال الطّّحاويّ رَحِمَهُ اللهُ:
[وإمام الأتقياء].
قَالَ المُصنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ:
[الإمام الذي يؤتم به، أي: يقتدون به.
والنبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما بعث للاقتداء به؛ لقوله تعالى: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)) [آل عمران:31] وكل من اتبعه واقتدى به، فهو من الأتقياء] إهـ.

الشرح:
نعم هو صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو إمام الأتقياء، فالأتقياء هم الذين يتبعونه ويؤمنون به ويتمسكون بسنته، والتقوى كما تعلمون جميعاً، هي: من الوقاية أي: أن تجعل بينك وبين الله عَزَّ وَجَلَّ وقاية، وفسرها بعض الصحابة رضوان الله تَعَالَى عليهم بأنها: العمل بالتنزيل والخوف من الجليل -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- والرضا بالقليل.
العمل بالتنزيل: أي العمل بالقرآن.
والخوف من الجليل: تخاف من الله عَزَّ وَجَلَّ في كل أمر تفعله.
والرضا بالقليل: وهو الزهد في هذا المتاع الفاني والحطام الزائل، متاع الحياة الدنيا، وكان أصحاب النبي صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هم القدوة في التقوى. والنموذج العالي هو رسولنا صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو إمام المتقين، وقوله تعالى: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)) [آل عمران:31] هذه سماها السلف آية المحنه أو الامتحان قالوا: ادعى قوم محبة الله فأنزل الله تَعَالَى عليهم آية المحنه أو الأمتحان.