الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد الأمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.
أما بعــد:
فنحمد الله تبارك وتعالى ونشكره على نعمه العظيمة، وعلى هذا التوفيق الذي وفق الله تبارك وتعالى الدعاة إليه، فكان هذا الخير والبركة التي نسأله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يزيدها نماءً وقوةً وزكاءً، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، إنه على كل شيء قدير.
الحقيقة أن الله تبارك وتعالى فتح علينا بفتح عظيم، وهذا من فضل الله تعالى وكرمه، ثم بجهود وبدعاء وبإخلاص الإخوة القائمين على هذه الأعمال، التي طرأ عليها تحول كبير جداً عما كانت عليه في الأعوام السابقة، وهذه الدعوة في بدايتها، ونسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن تكون النهاية خيراً، وأن تستمر، وتتطور، وتتقدم أكثر فأكثر إلى ما فيه الخير والنفع العام، حيث كان هذا ثمرة إخوة اجتهدوا في تأسيس المكتب التعاوني، الذي من خلاله تم التنسيق للعمل الدعوي على مدار العام كاملاً، وذلك بالتنسيق مع الدعاة بأن يشارك كل منهم بقدر ما يستطيع؛ لتستمر الدعوة حية مغتنمة كل حسن، واستغلال كل فرصة مواتية؛ لأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جعل الأيام دولاً: ((وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)) [آل عمران:140].
فقد تأتي فترة من زمان أو سنة أو أكثر تكون الدعوة مبتلاة وضعيفة، أو تكون خطواتها ثقيلة أو متباطئة، ولكن يعقب ذلك انطلاقة جديدة، ويعقب ذلك قيام ونهضة، وإحياء للإيمان في القلوب، وحركة تجدد ما ضعف أو ما اندرس في المرحلة التي قبلها.
فنحن الآن على باب مرحلة جديدة من النشاط والنهضة الدعوية، وانتشار الوعي والخير والبركة، والحجة قد قامت علينا الآن، فمن كان يريد الإسهام في هذا الخير والبذل والعمل والمشاركة فلا عذر له، وإن كان لأحد عذر فيما مضى فلا عذر لأحد فيما بقي، فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد هَّيأ وسائل الخير للدعوة التي هي الآن على باب من أبواب العزة والفتوحات والانتصارات، وأصبح القاصي والداني والصغير والكبير على ثقة ويقين أنها على ثبات، وأنها منتصرة بإذن الله سبحانه تعالى، وهذه النعمة ما كنا نتوقعها أن تكون بهذه السرعة، ولذلك نريد التأسيس لنهضة قوية وعامة وكاملة بإذن الله.