المادة    
  1. هل يدخل الجنة من لم يعمل خيراً قط؟

     المرفق    
    السؤال: إن الله يخرج من النار أقواماً لم يعملوا خيراً قط؟
    فكيف تردون على هذه الشبهة؟
    الجواب: الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كتب أنه لن يُدخل الجنة إلا نفساً مؤمنة, كما أخبر بذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, ومن نقض الإيمان لن يدخل الجنة أبداً, ومن ذلك مثلاً: ترك الصلاة, من ترك الصلاة عامداً متعمداًَ فإنه كافر, حرم الله تعالى عليه الجنة, كما أجمع على ذلك الصحابة رضوان الله عليهم, لكن هذه الرواية: {إن الله يخرج أقواماً لم يعملوا خيراً قط} جاءت ضمن حديث طويل, هو حديث الشفاعة, وقد رواه البخاري, ومسلم, حيث يجمع الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الخلائق يوم القيامة, ثم يأمر من كان يعبد شيئاً أن يتبعه, فيتبع الذين كانوا يعبدون الطواغيت الطواغيت, ويتبع عبدة الكواكب الكواكب, وكل قوم يتبعون ما يعبدون فلا يبقى إلا المؤمنون الذين يعرفون ربهم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, بالعلامة: ((يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ))[القلم:42] إلى آخر الحديث الطويل, والمهم أنه بعد أن يستقر أهل الجنة في الجنة, وأهل النار في النار, يتحنن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ويرحم خلقه, وهناك أناس لم يكتب لهم الخلود في النار, فهؤلاء يخرجون من النار, فيأمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الملائكة والنبيين والصديقين والشهداء أن يخرجوهم من النار, وفي نفس هذا الحديث يقول: فيعرفونهم بعلامة السجود, كيف يعرف النبيون والصالحون والملائكة من الشفعاء أن هذا الإنسان يستحق أن يخرج من النار, ويدخل الجنة؟
    بعلامة السجود, يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {تأكل النار من ابن آدم إلا أعضاء السجود} إلا آثار السجود, لا تأكلها النار, ولذلك يعرفونهم بها.
    إذاً، نفهم من هذا أن تارك الصلاة ليس من هؤلاء, وأن قوله: "لم يعملوا خيراً قط" لا يعني أنهم لم يكونوا مصلين, ولا مزكين, لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يوماً جالساً مع أصحابه, فقال لهم: {أتدرون من المفلس؟
    قالوا: المفلس يا رسول الله، من لا درهم له ولا متاع، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لكن المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة -يعني أنواع من العبادات- فيأتي وقد ظلم هذا, وشتم هذا, وأخذ مال هذا, فيؤخذ من حسناته فيعطى لهم, حتى إذا نفدت، أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه, ثم يلقى في النار
    } فهذا لم يعمل خيراً, وإن كان يصلي وكان عنده عبادة، لكن ما كان عنده خير, لماذا لم يعمل خيراً؟
    لأن الخير ذهب بذهاب الحسنات، وبقي فيه أثر السجود.
    وأيضاً الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفساً، ثم ذهب إلى العابد، فسأله فقال: لا توبة لك, فأكمل به المائة, وبعد موته جاءت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب واختصمت فيه, قالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط, كيف لم يعمل خيراً قط؟
    ألم يتب؟
    أليست التوبة عملاً؟
    بل هي من أفضل الأعمال، ومع ذلك قيل فيه: لم يعمل خيراً قط.
    وأيضاً حديث الرجل الذي قال لأهله: إذا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذروا نصفي في البحر, ونصفي في البر, فوالله لئن قدر الله عليّ، ليعذبني عذاباً لم يعذبه أحداً من العالمين, قال فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {كان رجل ممن قبلكم لم يعمل خيراً قط} كيف لم يعمل خيراً قط؟
    الرواية الأخرى وضحت ذلك, أنه {أسرف على نفسه بالمعاصي } -بالزنا والخمر والفواحش- فما بقي للصلاة أي أثر على نفسه, حتى قيل عنه: { لم يعمل خيراً قط } ثم أمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى البر والبحر, فجمع كلٌ ما فيه، فيبعثه وهو القدير على كل شيء, ويقول: {عبدي لم فعلت ذلك؟ يقول: خوفك يا رب! }
    فليس هو الكفر ولا إنكار البعث؛ لكن خوفك يا رب، فيغفر الله له لخوفه من الله, وإلا فإن الاعتقاد بإن الله لا يقدر أن يجمعه إذا كان رماداً -كما يفهم من كلام الرجل وفعله- لا يصح أبداً ولا يجوز أن يعتقده.
    وليس هناك حالة فيها أنهم لم يعملوا خيراً قط، لا صلاة ولا صيام ولا أي عمل إلا حالة واحدة، يخرجون من النار ولم يكونوا من أهل الصلاة والإيمان، يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, كما روى ذلك حذيفة رضي الله تعالى عنه: {يدرس الإسلام -أي يضمحل- كما يدرس الثوب الخلق, حتى لا يدرى ما صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا صدقة, فيبقى الرجل الهرم والمرأة العجوز, يقولون: أدركنا آباءنا يقولون: لا إله إلا الله, فنحن نقول هذه الكلمة, فقال أحد التابعين لحذيفة رضي الله عنه: فما تغنيهم لا إله إلا الله؟! فقال حذيفة رضي الله عنه: تنجيهم من النار} فشرار الخلق عند الله هم الذين يأتون في آخر الزمان, وهم هؤلاء, بعد أن رفع القرآن ورفع العلم, ولا يدرون عن أي شيء, ويرتكبون الموبقات والمعاصي, أهم شيء عندهم هو تكرير كلمة لا إله إلا الله, أدركنا آباءنا يقولونها، فهؤلاء تنجيهم من النار , لأنهم ما أدركوا شيئاً من الدين, لكن من يعلم أن الصلاة واجبة وكذلك الزكاة والحج وترك الخمر وترك الزنا وترك الفواحش, ثم يقول: أنا أشهد أن لا إله إلا الله, ولا يؤثر عليّ ترك الأعمال ,فنقول له: هؤلاء لم يعلموا بالواجبات حتى يعملوا بها، أما أنت فقد علمت بها فلا يشملك حكمهم، فكيف تقارن نفسك بهؤلاء وهم في حالة الجهل, وأنت في ديار العلم!!
    والناس فيما يتعلق بالإيمان والعقيدة يعتمدون على أن المسلم من يشهد أن لا إله إلا الله فقط، كما هو مذهب المرجئة، أما المذهب الحق وهو ما عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحابته، فلا بد من العمل، وقد أجمع الصحابة على أن تارك الصلاة كافر.
  2. توبة القاتل وأحاديث الوعيد

     المرفق    
    السؤال: {أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة} حديث صحيح, كيف نوفق بين هذا, وبين قبول الله توبة الكافر, أو العاصي, لقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر
    الجواب:هذا من أحاديث الوعيد, وأحاديث الوعيد نؤمن بها, ونبقيها على عمومها في الوعيد {إن الله حجب التوبة عن صاحب البدعة} فقد يتوب أصحاب البدع, لكن نبقي لهم أحاديث الوعيد, ونبقيها على ظاهرها, ومما يخرج من الجدال أن القاتل يتوب فيما بينه وبين ربه عز وجل, ولكنه لما قتل نفساً, فلا بد من القصاص منه لأن هذا حق أولياء المقتول إلا أن يعفوا، وبقي حق المقتول لأنه تتعلق ذمته بثلاثة حقوق: حق الله، وحق المقتول، وحق أولياء المقتول مثلاً: إذا أخذت على إنسان مالاً حراماً, فإنك تؤاخذ من جهتين: من جهة أنك عصيت أمر الله عز وجل, ومن جهة أنه حق للمخلوق, فلا بد للإنسان أن يستغفر الله, وأن يرجع حق المخلوق.
    وهكذا القاتل إن أراد المخرج من ذلك, فإن عليه أولاً أن يتوب إلى الله مهما كان -والتوبة تقبل بإذن الله- ويقبل الله توبة العبد بأن يتوب ويقلع عن هذا الذنب, ومن أعظم ما يكفر ذلك -كما جاء في الحديث- أن يُقتل في سبيل الله عز وجل, وإذا لم يتح له ذلك فإنه يتوب ويتصدق ويجاهد بالأعمال الصالحة, لعل الله أن يكفر عنه, والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يوم القيامة إذا بعث هذا وذاك في موقف الحساب، فإنه يحكم بينهما، ويقتص للمظلوم، حتى إنه {يقتص من الشاة القرناء للشاة الجلحاء} أي: الشاة التي لها قرون والشاة التي ليس لها قرون إذا نطحتها، وإذا رأى الله صدق توبته وكانت له أعمال صالحة، فإنه يرضي خصمه برفع منـزلته ويعفو عنه برحمته.
  3. حقيقة قضية تحرير المرأة

     المرفق    
    السؤال: أشرتم فضيلتكم بأن الدين يأمر نساء المسلمين بالقرار في بيوتهن, فهل يتفضل فضيلتكم بالإشارة إلى المخططات التي يخططها أعداء الإسلام للعمل على تحرير المرأة في المجتمع من دينها, وجعلها مثل المرأة الغربية؟
    الجواب: أولاً: كلمة (تحرير المرأة) لم تعرفها الأمة الإسلامية في كل عقودها إلا من أعداء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, وأول من ابتدع هذه الفكرة وهذه الكلمة هو رجل نصراني قبطي من مصر, بإيعاز من المستعمرين الإنجليز, وأخذوا يخططون في إخراج المرأة المسلمة من بيتها, ويسمون ذلك تحريراً لها, وكما قال أحد زعماء فرنسا: إن الذي هزم فرنسا في الجزائر هي المرأة المسلمة المحجبة فلا بد أن يعملوا على إخراجها من الحجاب, لأنها ترضع الطفل، وترضعه مع اللبن كراهية المستعمر من أعداء الله, فإذا تبرجت وخرجت، وتولت تربية الطفل المحاضن, أو تكون التي تولته كافرة, قضوا على هذه الأمة.
    فأول من بدأ هذه الدعوة هم هؤلاء, واستمروا على ذلك, وعقد في شهر محرم من هذه السنة مؤتمراً سموه المؤتمر الثاني للمرأة العربية, عقد في القاهرة, ونشرت جريدة عكاظ خبر تفاصيل ما دار في ذلك المؤتمر, لأن مندوبة الجريدة حضرت المؤتمر, فذكرت ما دار في المؤتمر إلى أن قالت: وبعد أن تهجموا على الإسلام, وشنعوا عليه, قامت إحدى المؤتمرات فسألت رئيسة المؤتمر، وقالت: من أين يمول هذا المؤتمر؟
    فقالت: من مؤسسة سبأ و.. وذكرت شركات يهودية صهيونية معروفة، فانفض الاجتماع، وخرجت أكثر المؤتمرات, وهن متبرجات أصلاً, وجئن من بلادهن ليطالبن بتحرير المرأة, وليس عندهن تمسك بالدين, لكن لما علمن أن الصهيونية العالمية هي التي تمول هذا المؤتمر, انسحبن وخرج أكثرهن, وفشل المؤتمر.
    حتى هذه المجلات النسائية, وعروض الأزياء, وأمثالها، وكل هذه الأعمال -في الغالب- وراءها اليهود, وقد ذكروا ذلك في البروتوكولات والمخططات, التي كتبها حكماء صهيون، فهم يريدون أن يفسدوا الإنسانية، ويفسدوا المرأة عن طريق الفن, وعن طريق التمثيل, وعن طريق الألعاب, وعن طريق الرياضة, وغير ذلك، ليضمنوا إخراج الأميين -أي غير اليهود- من بيوتهم وأوطانهم ولذلك قالوا: ((لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ))[آل عمران:75] أي: غير اليهود قالوا: حتى نخرجهم من دينهم، ويصبحوا عبيداً لنا, ولن تقوم مملكة داود كما يسمونها لتحكم العالم إلا على أنقاض الأديان والأخلاق الموجودة عند العالم, فلا بد أن ينتشر الفساد في العالم.
    فلذلك اليهود وراء دور السينما الضخمة, وهم وراء كل المصائب المكشوفة في الأفلام والصحف والكتب وغير ذلك, وهم وراء تجارة المخدرات, فكل هذه الأمور الخبيثة وراءها اليهود, ومن أعظم ما يريدونه من مجتمعاتنا المسلمة هو إخراج المرأة من بيتها، وأن تتبرج تبرج الجاهلية الأولى.
  4. حكم تارك الصلاة

     المرفق    
    السؤال: هل تارك الصلاة كسلاً كافر مخلد في النار؟
    أم أنه يعذب على قدر ذنوبه وبعد ذلك يدخل الجنة؟
    الجواب: الذي يترك الصلاة جحوداً هذا لا إشكال في كفره, لأنه لو جحد غير ذلك من الواجبات وحتى المستحبات كفر, وأما الذي يترك الصلاة مع إقراره أنها واجبة, ولكنه لا يصلي فيتركها باستمرار وانقطاع، فلا حظ له في الإسلام, قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر} وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {بين العبد وبين الكفر -أو قال: الشرك- ترك الصلاة} والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كاد أن يحرق بيوت الذين يصلون في بيوتهم, أي الذي يتخلفون عن صلاة الجماعة, فما بالكم بالذي لا يصلي, ويقول: أنا متكاسل، فهل هذا العذر مقبول حتى عند أدنى إنسان؟!
    فكيف يتكاسل عن هذا الواجب بعد توحيد الله عز وجل والشهادتين؟!
    فمن تركها تركاً كلياًَ وإن كان تكاسلاً أو إهمالاً فإنه يكفر, أما إذا صلى فرضاً وترك فرضاً, فإنه يدخل في الإيمان متى صلى, ويخرج منه متى ترك, فهو منافق متردد بين الحالين، إما أن يستمر في أداء الصلاة ويثبت على الإسلام, وإما أن ينقطع عنها بالكلية ويثبت على الكفر.
  5. خطر الشيعة

     المرفق    
    السؤال: نحن هذه الأيام نعمل مع الجماعة الذين يسمون الشيعة في بعض مناطق المسلمين، وعندهم كثير من المبتدعات، فما حكم الإسلام فيهم؟
    الجواب: لقد بعث الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نبيه محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآمن به الناس، وكان له أصحاب ملازمون له، أخذوا عنه هديه وسنته، ونقلوا لنا هذا الدين كاملاً، ثم جاء هؤلاء الشيعة فقالوا: إن أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم كفار إلا أربعة: علي والمقداد وسلمان وعمار وهذا عجيب! فمن أين جاءنا القرآن؟!
    ومن أين جاءتنا السنة؟!
    أليس ذلك عن طريق هؤلاء، فإذا كانوا كلهم مرتدين، فمن المسلم إذن؟!
    ومن أين أتى هذا الدين؟!
    قالوا: ما أتى هذا العلم إلا عن طريق علي وأهل بيته، ثم بعد ذلك العلم الذي لدى علي وأهل بيته, ولا يعرفه إلا الخواص الذين كانوا يعيشون معهم, وليس العلم الظاهر الذي عند الناس من معاني الصلاة والزكاة، بل معانيها وسائر الدين من قرآن وسنة عند علي ثم من كان إماماً بعده إلى أن انتهت إلى الإمام الثاني عشر وكانت معه، ثم دخل بها السرداب وأخذ الكتب كلها معه، وغاب ولن يخرج إلا في آخر الزمان، فعند ذلك إذا خرج يخرج بالعلم والشريعة، إذاً أين الإسلام؟
    إذا كان الإسلام الذي نعرفه منافياً لما عند علي، وما عند علي دخل في السرداب، فعلى هذا الزعم الباطل ليس هناك إسلام، فعطلوا الأحكام، ولهذا -مثلاً- صلاة الجمعة عندهم مجرد سنة، هل يريد اليهود أعظم من ترك صلاة الجمعة؟!
    وليس عندهم -أيضاً- جهاد، ويقولون: لا نجاهد إلا إذا خرج الإمام من السرداب.
    فهم قد خالفوا المسلمين في أصول الدين وفروعه، ومن أعظم المخالفات قولهم: إن القرآن ناقص ومحرف، وإن القرآن الكامل موجود مع الإمام الثاني عشر في السرداب، وهؤلاء القوم من خبثهم على الإسلام يجرّون أعظم الضرر على المسلمين، وقد ذكر ذلك شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله في كتاب منهاج السنة النبوية , ذكر أصلهم, ومنشأهم, وكلامهم بالتفصيل, ونقض كلامهم بالتفصيل, وذكر حقيقة مهمة جداً, وهي أن هؤلاء القوم دائماً مع أعداء الله, يوالون اليهود والنصارى والمغول والتتار, وكل من يهاجم بلاد المسلمين فإنهم يكونون معه ضد المسلمين، وهم يلتمسون محاربة أهل السنة، ولو بالوقوف مع الكافرين.
  6. معنى رب العزة

     المرفق    
    السؤال: قال تعالى: ((سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ))[الصافات:180] والعزة صفة للرب تبارك وتعالى, فكيف تكون مربوبة, وكيف يكون التوفيق؟
    الجواب: لقد انفرد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالعزة، كما قال تعالى: ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً)) [فاطر:10] وهي من صفاته، ورب العزة بمعنى كافلها, كما يقال: فلان رب الدار, أي: فلان صاحب الدار, فهو صاحب العزة, , فليس هناك إشكال والحمد لله.
  7. أول الخلق

     المرفق    
    السؤال: يقول الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { أول ما خلق الله القلم } الحديث, ويقال: إن العرش أول ما خلق فما الصحيح؟
    وإذا كان العرش هو المخلوق أولاً فكيف يكون التوفيق؟
    الجواب: الصحيح أن أول المخلوقات بالنسبة للعالم الذي نعرفه نحن هو العرش, أما قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب فكتب مقادير كل شيء, قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة} فليس معنى الحديث أن القلم هو أول المخلوقات, بل معناه أنه في بداية خلق الله للقلم, قال له: اكتب، فليس هناك تعارض.
  8. التسخط عند المصائب

     المرفق    
    السؤال: بعض الناس يقول: أنا مؤمن أن الله قدر لي الخير والشر ولكل الناس، ولكن لماذا يقدر الشر لي دون سواي؟
    فكيف نرد على مثل هؤلاء؟
    الجواب: الذي يقول: لماذا خصني الله عز وجل بالشر, وقدر الخير لغيري ينبغي له بل يجب أن يخاف الله وأن يتوب, من هذا القول وليقل: قدّر الله وما شاء فعل, وأن يحمد الله عز وجل على كل ما أصابه, فقد قال جل شأنه: ((وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ))[الشورى:30] فلو أن هذا الإنسان تذكر أن هناك الكثير قد عفا الله عنه, وهو إن وقع في هذه المصيبة فقد عوقب بها بسبب ذنب واحد أو اثنين، ثم إنها خير للمؤمن, حتى الشوكة يشاكها المؤمن خير له, إذا صبر واحتسب.
  9. المشغولون بالأعمال العسكرية وطلب العلم

     المرفق    
    السؤال: بحكم ما نحن فيه من عمل عسكري فليس في وسعنا تعلم العلوم الشرعية, فهل يجب علينا تعلم كل العلوم الشرعية أم ماذا وجزاكم الله خيراً؟ الجواب: لا يجب على العاملين في السلك العسكري أن يتعلموا العلوم الشرعية, كما أنه لا يجب عليّ أن أكون ضابطاً أو قائداً؛ لأن الله تعالى قد هيأ كل إنسان لثغرة من ثغور الإسلام, فالجنود على ثغرة عظيمة، وهي ثغرة الجهاد لإعلاء كلمة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, والدفاع عن المقدسات، وعن الدين، وعن هذه الأمة المسلمة, إذا أخلصوا لله بعملهم، وليس هناك عمل يعادل الرباط في سبيل الله. ولكن مع ذلك, يجب على كل مسلم بقدر ما يستطيع أن يزود نفسه بالعلم الذي يعينه على أن يعبد الله تعالى عبادة صحيحة, كأن يحضر حلقات العلم, وأن يقرأ, فكلما ازداد علماً ازداد من الخير, ولذلك توزع الكتب, وتفتح المكتبات, والشئون الدينية تقوم بالواجب, وتستدعي المحاضرين وأمثال ذلك من الجهود التي لو قوبلت بالرغبة والمبادرة لحصل الخير العظيم. أما الوجوب فلا يجب عليهم أن يكونوا علماء في الشريعة ليسوا مقصرين في ذلك, وإنما كل إنسان بحسب اختصاصه, وبحسب مجاله, نسأل الله تعالى أن يعين كل مسلم فيما اختص به, وأن يوفقه إلى أن يحقق النجاح للإسلام من الثغرة التي هو فيها, وألا يؤتى الإسلام من قبله.
  10. التداوي بالمحظورات

     المرفق    
    السؤال: يوجد لدي ولد مريض بالتخلف العقلي, وقرر الدكتور إعطاءه مخدراً بقدر (75%)، وإلا مات فما الحكم جزاكم الله خيراً؟ الجواب: بلا شك أن الضرورات تبيح المحظورات, هذه قاعدة شرعية معروفة، ولكن لا نتساهل في هذا الأمر, بل الأحوط للإنسان أن ينظر إلى حال هذا الطبيب, فإن كان مسلماً ديناً فالحمد لله، وإن كان غير ذلك، فليتأكد من حذق الطبيب, وليتأكد أنه من الناحية العلمية لا يوجد إلا هذا المخدر, فعلى الإنسان أن يحتاط ويبذل الوسائل والأسباب, فإن لم يكن من وسيلة إلا ما حرم الله عز وجل, فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لا يؤاخذه في هذه الحالة.
  11. توضيح لقاعدة: الضرورات تبيح المحظورات

     المرفق    
    السؤال: يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ما جعل الله دواءً أمتي فيما حرم عليها} فهل هناك تعارض مع القاعدة التي أشرتم إليها؟
    الجواب: بلا شك أن لكل داء دواء, علمه من علمه, وجهله من جهله, فإذا كان مما أحلّ الله, فليس في ذلك شيء، ولكن إذا كان الدواء محرماً الآن فيجب أن نعمل بالاحتياط, ويبحث ويتأكد، فإذا لم يجد غيره، فإنه يستخدمه، فإذا وجد بعد ذلك دواء غير محرم ولو بعد سنة كأن يصنع عندنا أو في أمريكا أو غيرها، فإنه يحرم عند ذلك استعمال الدواء المحرم، فلا تعارض بين هذا وهذا, لأنه على مستوى الأمة ككل, لم يجعل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى شفاءها ولا دواءها فيما حرم عليها ولله الحمد, لكن في الحالة الخاصة هذه, فإذا كنا لا نجد فلم يحرج الله علينا.
  12. الدعوة والعلم

     المرفق    
    السؤال: فضيلة الشيخ: هل يجوز الدعوة لهذا الدين العظيم بعلم قاصر بأمور الإسلام، وجزاكم الله خيراً؟
    الجواب: الناس في هذا الأمر على طرفين:
    الأول: طرف يدعو إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على زعمه, فيقف ويتكلم ويحاضر ويدعو، ولكن على جهل في التوحيد الذي هو الأساس، ثم في بقية الأحكام!! وهذا لا يجوز؛ لعدة أمور منها: القول على الله بدون علم, وهذا من أكبر الفواحش, يقول الله تبارك وتعالى: ((قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)) [الأعراف:33], فجعل القول على الله بغير علم بعد الشرك, لأنه أعظم خطورة من الشرك, ومنها: أنه يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وهو لم يقله, فينطبق عليه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار}, وفي رواية: {من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار}.
    الثاني: الطرف الآخر يقول: أنا لا أدعو إلى الله -وقد يكون عالماً- لأني لا أستطيع أن أجيب على أسئلة الحاضرين في الصلاة أو في الزكاة أو في المعاملات أو في الربا أو غيرها، فالأحسن لي ألا أدعو!!
    فنقول له: يا أخي! قم ادعُ الناس إلى التوحيد الذي تعرفه, وإذا سألوك عن الربا, قل لهم: اسألوا العلماء, لكن أنت إذا كنت تعرف أن الزنا حرام, فبين لهم أحكام الزنا, وحرمته والوعيد فيه.
    فالمقصود أن كل ما تعلم أنه من دين الله عز وجل, فيجب أن تدعو إلى الله به, وما لا تعلم فقل: لا أعلم, ولو أننا لم ندع إلى الله إلا إذا كنا مثل العلماء الكبار, لما وقف خطيب جمعة ولا واعظ ولا ناصح ولا محاضر, لأننا طلاب علم, لكن نقول: الذي نعلمه ندعو إليه، ومع ذلك نحرص على طلب العلم, ونحرص أن نتعلم, وندعو الناس إلى ما نتعلم، ونتأكد من صحته, وهذا هو طريق الدعوة إلى الله، كما كان أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فإذا تعلمت التوحيد فادع إليه, وإذا تعلمت الأحكام فعلِّمها, وإذا حفظت القرآن فحفِّظه, وهكذا , هذا هو الطريق الوسط الذي يجب أن نكون عليه.
  13. حكم العقيقة عن الطفل المتوفى وعن السقط

     المرفق    
    السؤال: ما حكم العقيقة؟ وهل أعق عن مولود توُفي بعد الولادة؟ ثانياً: إذا نزل المولود ميتاً أيلزم عنه عقيقة؟ الجواب: العقيقة سنة مؤكدة، وإذا عققت عن الميت فلا بأس، وفي ذلك أجر إن شاء الله، ولكنها ليست واجبة, وأما الأجر فيثبت، بل هي من أعظم الصدقات, وهذا المولود وإن كان ميتاً, إذا احتسبت وصبرت فإنه ينفعك خيراً من الحي, وسيكون فرطاً شفيعاً لك عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بإذن الله.
  14. وسائل تقوية الإيمان

     المرفق    
    السؤال: أنا شاب أرجو الله أن أكون متمسكاً بدين الله, وأريد أن أقوي ديني, فبماذا تنصحونني أن أفعل لكي أقوي ديني وإيماني؟
    الجواب: أنصح نفسي وأخي بتقوى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في السر والعلن, وقراءة القرآن, والمحافظة على صلوات الجماعة, والمحافظة على ذكر الله, والمحافظة على حلقات الذكر, حيث ما يذكر الله عز وجل, وقراءة القرآن وسماعه وتدبره ومعرفة تفسيره هي الأساس, ويستطيع الإنسان أن يقرأ كتب التفسير, أو يسمعها من الأشرطة؛ فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هيأ لنا الآن من وسائل تقوية الإيمان الشيء الكثير, ومن ذلك أيضاً التفكر في مخلوقات الله في السماوات والأرض, والتفكر في حالك أيها الإنسان وفي نفسك, في ضعفها, وفقرها, وذلها, وحاجتها إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ومن ذلك زيارة القبور, وزيارة المرضى, وكل ما يقربك ويذكرك بالآخرة, ويذكرك بمصيرك ولقاء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, وذكر الموت, كل ذلك مما يُقوي الإيمان, وكما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيان الإحسان: {الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك} هذه هي الدرجة العليا التي ينبغي للمسلم أن يطمح بالعمل أن يصل إليها, وأن يجاهد نفسه ليحقق منها ما استطاع.
  15. تعليق شيء من القرآن

     المرفق    
    السؤال: ما حكم من كتب شيئاً من آيات الله ثم ربطه في معصمه، جزاكم الله خيراً؟ الجواب: تعليق شيء من القرآن بدعة, فإنه يؤدي إلى امتهان القرآن وإلى الدخول به إلى الخلاء، وإلى ما أشبه ذلك, وإن كان المعلَّق شيئاً مما يكتبه الدجالون والمشعوذون, فإن هذا من الشرك, فلا يجوز أن يعلق ما يسمونه (الحجاب) ولو قالوا فيه آيات, وكثير من الناس لما فكوا الورق ما وجدوا آيات, وإنما وجدوا فيها طلاسم السحرة, التي هي رموز لا يفهمها إلا هم, فلا يعلق شيئاً من ذلك. وقد بين لنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الطريقة وهي الرقية, فيرقي الإنسان نفسه, وإن رقاه أحد الصالحين من المؤمنين فهذه فيها شفاء وفيها خير, وتطرد الشياطين بذكر الله عز وجل, وكل هذه وسائل للعلاج الصحيح السليم. ويجب علينا جميعاً أن ننبذ البدع؛ لأن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، كما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وأعظم ذنب هو الشرك, وتعليق أي شيء من التمائم, أو الأمور المجهولة أو الكتابات التي يكتبها هؤلاء الدجالون, هذه من ذرائع الشرك، وإذا اعتقد الإنسان فيها أنها تضر وتنفع, فقد أشرك بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, ومن يشرك بالله فقد حرم عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار.
  16. واجبنا نحو الصوفية

     المرفق    
    السؤال: ما هو واجبنا نحو الصوفية الذين يعيشون بيننا ونعلم عنهم ذلك؟
    الجواب: الضلالات كثيرة, وواجبنا هو أن نسعى إلى حماية أنفسنا من البدع والضلال, ثم أن ننصح هؤلاء الناس وندعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة, ما دامت تنفع معهم, فإن لم تنفع معهم, فلا بأس بمجادلتهم, وقد يكون واجباً, ولكن بالتي هي أحسن, لإقامة الحجة عليهم, وإظهار الحق.
    فالسكوت عن المنكر لا يجوز, وأعظم منكر هو الشرك ثم الابتداع في الدين, لكن المقاومة تكون بالحكمة وبالمنهج السليم الذي يكون أصلح وأنفع لشفاء هذا المريض, وليس لاستئصاله.
  17. حكم صلاة الجماعة

     المرفق    
    السؤال: صديقي يتخلف عن صلاة الجماعة, وكثيراً ما أنصحه, أرجو منكم أن تذكروا حكم من يتخلف عن صلاة الجماعة؟
    الجواب: قد أوردنا قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار}, ويقول: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رواية: {لولا ما فيها من النساء والذرية} أي: ما منع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذلك إلا الأطفال والنساء الذين لا تجب عليهم صلاة الجماعة.
    وهذا الإنسان ينصح بذلك لما نعلمه جميعاً من حكم صلاة الجماعة, وهو الوجوب، فقد قال بعض العلماء: إن الصلاة في البيت مع استطاعته أن يذهب إلى المسجد غير مقبولة, أما الحديث المعروف أنها في البيت بدرجة وفي المسجد بسبع وعشرين درجة, قال بعض العلماء: هو من صلى في البيت ومنعه مانع من غير الأعذار الشرعية, كأن لم يستطع الذهاب للمسجد للإرهاق, أو تكاسل قليلاً ولم يهتم, لكنه يريد أن يصلي صلاة الجماعة ففاتته، فله درجة, لكن إذا كان عازماً ألا يذهب إلى المسجد أصلاً, قال بعض العلماء: إنه ليس له صلاة, بمعنى أنه أدى الصلاة في البيت فقط وليس له أجرها، فلماذا يلجئ الإنسان نفسه إلى ذلك؟!
  18. العلمانية فكر إلحادي

     المرفق    
    السؤال: نرجو من فضيلتكم أن تبين لنا ما هي العلمانية، ومن أسسها، وما هي أهدافها باختصار؟
    الجواب: العلمانية فكرة إلحادي أوروبي نشأ في أوروبا, معناه: أن تفصل الحياة عن الدين, وأن يكون الدين في دائرة معينة, وهو أن تعبد الله في الكنيسة فقط, وجعلوا رجال الدين متخصصين وهمهم وغايتهم أنهم يعرفون الناس بما في الإنجيل, ولا يتصرفون في الحياة العامة على الإطلاق, لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في الشئون الاجتماعية, ولا في جميع أمور الحياة, قالوا: هذه تخرج عن الدين، ويشرعون شريعتهم من عند أنفسهم, بالبرلمانات وفي اللجان وفي رجال القانون وأمثال ذلك, وأُبقي للدين أي: الكنيسة فقط, فلما جاءوا إلينا قالوا المسجد فقط, فلا تقام أحكام الإسلام, ولا حدوده, من الولاء والبراء, ومعاداة المشركين, وموالاة المؤمنين, فلا يريدون إقامة الحدود, ولا يريدون أن تكون مناهج التعليم إسلامية, ولا يريدون أن يكون الإعلام إسلامياً, ولا يريدون أن يكون الاقتصاد إسلامياً, ويقولون: الدين ليس له دخل في السياسة، والدين فقط أن تصلي إذا أحببت, هذا هو مجمل مفهوم العلمانية.
    وأول دولة علمانية قامت في العصر الحديث هي فرنسا بعد الثورة الفرنسية, وأول دولة علمانية في العالم الإسلامي هي تركيا, ثم أصاب الداء وانتشر في بعض الدول, وبعضها أقل من بعض, وبعض المجتمعات تتفاوت في تطبيق العلمانية, وكثير من المسلمين, تسرب إليهم هذا المبدأ عن جهل أو عن تقليد للغرب, فيقول: هذا الدين ليس له دخل في شئون الحياة -والعياذ بالله- وهذا من الكفر؛ لأنه إنكار لما أنزله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من الأحكام الشاملة الكاملة الخالدة إلى قيام الساعة, ولأنه شرك في عبادة الله وطاعة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, لأن الله عز وجل أخبر عن اليهود النصارى فقال: ((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ))[التوبة:31] قال عدي بن حاتم لما قرأ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه هذه الآية: يا رسول الله! ما عبدناهم -وكان قبل ذلك نصرانياً- قال: {ألم يكونوا يحلون لكم الحرام، ويحرمون عليكم الحلال, فتتبعوهم, قال: بلى, قال: فتلك عبادتكم إياهم} أي: أصبحوا أرباباً لكم نتيجة ذلك؛ والتحليل والتحريم في السياسة والاقتصاد والاجتماع وفي الشئون المدنية وفي الشئون العسكرية، وفي أي مجال هو لله وحده: ((وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ))[الشورى:10] ومن قال غير ذلك؛ فإنه معترض على كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
  19. حكم من لم تبلغه دعوة الإسلام

     المرفق    
    السؤال: أنت تقول: إن الإنسان الكافر يوم القيامة يتمنى أن يصبح تراباً مثل الحيوانات الأخرى، فهل المسلمون مكلفون بدعوة هذا الشخص الكافر؟
    وهل هؤلاء يعذرون بجهلهم في هذه الأمور, أمور التوحيد والإيمان -أي: الأشخاص البعيدون عن أهل التوحيد والإيمان؟
    الجواب: الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)) [آل عمران:110] ويقول: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) [يوسف:108] فواجب علينا أن ندعو الكفار إلى الإسلام, وأوجب من ذلك أن ندعو أنفسنا، وأن نقيم الدين في أنفسنا نحن وقد أقام أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, الدين في أنفسهم, وفي نفس الوقت دعوا غيرهم، فنشروا الإيمان والدين والخير في العالم، ومع ذلك فإنه مهما دعونا فلا بد أن يبقى كفار, وهؤلاء الكفار لا يهمنا حكمهم عند الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, أي: نحن نجزم ونعتقد أنهم لن يدخلوا الجنة, وأنهم كفار وهم مخلدون في النار, لكن فلاناً منهم في جزيرة بعيدة نائية لم يعلم ما هو الإيمان، وما سمع بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فهذا علمه وحكمه عند الله.
    والله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أرحم منا, وهو أحكم الحاكمين سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, وهو الحكم العدل الذي لا يجور ولا يظلم؛ ولهذا يمتحن الله سبحانه في يوم القيامة هؤلاء الكفار الذين يعتذرون ويقولون: ما بلَغَنا الدين وما سمعنا به, وكذلك الرجل الهرم ممن لم يسمع بالدين, أو المجنون أو الصغير, ممن مات قبل أن يبلغه الدين -هذا غير أطفال المسلمين- فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يمتحنهم في عرصات القيامة، فمن عصى منهم وكفر دخل النار, ومن أطاع دخل الجنة, والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي ثم يموت, إلا كان من أهل النار} أي: من سمع به أنه نبي؛ أما من لم يبلغه ومن لم يسمع شيئاً، فهذا في الدنيا على كفره؛ أما يوم القيامة فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يتولى أمره، فيختبره في عرصات القيامة، أو يعذره بما شاء، فهذا أمر بينه وبين ربه جل وعلا.