وإن مصير ذلك هو الخسران؛ لأنه لا سعادة ولا طمأنينة لكل تلك المجتمعات، فهم ينتحرون، والأسرة الواحدة متفككة، وهناك حربان أعلنتهما
أمريكا وهي أرقى دول العالم وأقواها في التكنولوجيا والمادة :
الأولى: حرب النجوم مع بقية الدول العظمى.
والحرب الأخرى هي: الحرب على المخدرات!
فهل تتوقعون أن نتيجة الحرب على المخدرات تختلف عن نتيجة الحرب على الخمر؟!
لا نقول هذا من أجل أن نعرِّض أو نشمت بالمجتمعات الأخرى غيرنا، لا، لكننا نقول ذلك لأننا في حاجة إلى أن نعرف حقيقة ديننا، ولأن أكثر ما جعلنا نعرض عن ديننا أننا بُهِرْنا وخُدِعْنا بهذه الدول، وأعمانا ما وصلت إليه من التطور عن الإيمان الذي تفتقده، ولهذا تجد المسلم يعمل مع الكافر في عمل واحد أو يعاشره أو يخالطه أو يراه، ولا يخطر بباله أنني أنا مسلم وأنا مؤمن، وأن لديّ من الخير ومن السعادة ما لا يمكن أن يملكه هذا الفرد ولا دولته ولا أمته، فأصبح الإنسان المسلم ينظر إليه، ويقول: هؤلاء الناس عندهم المناصب، والمراتب، وعندهم الدنيا، والحضارة، والرقي، ولو أنه يعلم قيمة الإيمان بالله عز وجل لعلم أن ما أنعم الله عليه به من الإيمان أعظم من كل نعيم الدنيا ولو كان أعظم رجل من الكفار في ذلك، فإن العجوز المسلمة أو راعي الغنم المسلم الساذج المريض العليل هو أكرم وأفضل، ولديه نعمة أعظم مما عند عظيم العظماء من أهل الكفر والضلال؛ لأن الأساس في ذلك هو الإيمان!!
وإذا أردنا أن نتأكد من ذلك، فلننظر إلى النتيجة، لأن العبرة بالنتيجة والعبرة بالعاقبة، فماذا يقول الكفار يوم القيامة؟!
نحن الذين نملك كل شيء! ونسيطر على العالم! ونخضع البشرية! لا، بل يقول الكافر كما في الآية: ((
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً)) [النبأ:40]؛ لأنهم يرون البهائم والحشرات يقال لها: كوني تراباً، فيتمنى أنه خلق بهيمةً عجماء؛ لأنه لم يكن مؤمناً بالله عز وجل، فيتمنى أن يكون تراباً كالبهائم فقط!!
إذاً: ما قيمة هذا العمر المحدود؟!
خمسون أو سبعون أو عشرون سنة، ما قيمته بالنسبة لموقف يوم القيامة؟!
وهو خمسون ألف سنة!! هذا اليوم الذي هو: ((
عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ))[المدثر:10] هذا اليوم العظيم الرهيب عليهم، هل نغبطهم أنهم في هذا الدنيا تمتعوا بهذا المتاع الفاني؟!
هذا المتاع الذي نملك منه ونملك مثله ولله الحمد، ومع ذلك لدينا -أيضاً- النعمة الكبرى التي يجب أن نستشعرها، فهل قدرنا هذه النعمة؟!
وهل عرفنا أن هذا الإيمان هو النعمة العظمى؟!
ومن أعظم شكر هذه النعمة أن نستقيم على الإيمان، وأن نستمر عليه، وأن نثبت أنفسنا وأمتنا ومجتمعاتنا عليه، فلا يوجد طمأنينة ولا سكينة إلا بالإيمان بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.