ولهذا من أعظم ما يجب علينا -وهو ما نختتم به الحديث- أن نكون:
أولاً: على إيمان قوي بالله عز وجل، فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد توعدهم ووعدنا، فقال: ((
وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً))[آل عمران:120] فلا نعصي الله عز وجل فيسلط الله تبارك وتعالى علينا بمعاصينا وبذنوبنا أولئك الفجار الأشرار من يهود أو نصارى أو مجوس وما أشبههم.
وأعظم شيء يجب أن نتحلى به هو أن نتمسك بديننا علماً، فلا تكفينا العواطف، بل نريد العلم، والعمل، والجهاد بالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقضاء على كل فساد في العقائد أو في العبادات أو الأعمال التي تسربت إلى بلادنا وإلى أمتنا، لأن تحصين الجبهة الداخلية هذا هو الأساس.
وكما تعلمون أن الأعداء لا يغزون من الخارج إلا إذا ضعفنا من داخلنا، فإذا ضعفت الأمة من داخل قلوبها غزاها أعداؤها من خارجها، وهم لم يدخلوا من الناس في
الباطنية إلا من كان مريضاً بالتشيع أو مريضاً بالتصوف أو ما أشبه ذلك من الضلالات، فيجب علينا أن نحمي شبابنا من هذه الضلالات هذا هو الشق الأول باختصار شديد.
ثانياً: يجب أن نكون على وعي، وبصيرة، وعلى إدراك ومعرفة بما يخطط لنا هؤلاء الأعداء، فنحن -في الحقيقة- مثل من هو مخدر أو نائم فإذا ضرب أفاق ويضل مستفيقاً ما دامت الضربة حامية، فإذا برد أثَّر الضرب عاد إلى النوم، هذا مع الأسف هو حال وواقع هذه الأمة، بينما يجب علينا أن نكون متيقظين أشد اليقظة في كل وقت، فإن الإسلام مستهدف ولم يستهدف في زمن ما مثل ما هو مستهدف في هذا الزمن.
فيجب علينا أن نتعلم من الأحداث حولنا مما يدور ومما يجري، وأن نعرف حقيقة هؤلاء الأقوام والعقائد التي تحفزهم وتدفعهم، فليس الأمر وليست القضية قضايا وقتية، ولا قضايا زعامات مؤقتة محدودة أبداً، إنما الأمر أمر عقائد موروثة من قديم الزمان يريدون أن يعيدوها، والأمر أمر حقد موروث متداول على هذا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما دامت ترتفع المآذن، ويقال فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فلن يرضيهم والله أبداً هذا الأمر.
أي زعيم مهما تغير ومهما جاء الذي بعده الكل متفقون على هذا، لأنها عقيدة ثابتة وليست مواقف سياسية متغيرة، فيجب أن يكون هذا معلوماً لدينا جميعاً وأن نكون واعين وأن نكون على مستوى المسئولية في هذا الأمر.
ونحن طلبة علم -ولله الحمد- نقرأ ونأخذ العلم النافع، ونأخذ الحقائق عن هذه الفرق وغيرها من مصادرها الصحيحة.