المادة    
  1. فرقة الآغاخانية

    وبالنسبة للباطنية في العصر الحديث فقد استمرت سلسلة الباطنية وأئمتها وانقسمت إلى فرقتين: فرقة تسمى البهرة والآغاخانية وهؤلاء موجودون في الهند في منطقة من مناطق اليمن تُسمى جبل حراز وما حوله، وأيضاً في جنوب الجزيرة العربية في بعض القبائل، وهؤلاء يسمون بـالإسماعيلية أو الآغاخانية، على أساس أن الآغاخانية هذه أو البهرة هؤلاء مختلفون هم وبقية الإسماعيلية فيمن هو الإمام؟
    فطائفة تقول: إن الإمام هو نزار وتسمى النزارية، وطائفة تقول الإمام: هو المستعلي وتسمى المستعلية، وهذا الآغاخان الذي حدثتكم عنه زعيمهم الذي في باريس، وزعيمهم هذا من تلك الطائفة، وهو لا يزال موجوداًَ إلى اليوم، وطائفته لها وجود كبير في كينيا كما يوجدون في الهند وبعض الدول الأفريقية، وأيضاً أخذوا ينشرون بدعهم وعقائدهم في الدول الأوروبية والأمريكية.
    و ظهرت أيضاً فرق باطنية حديثة منها البهائية وأصل البهائية من تأثير رجل يُسمى أحمد الأحسائي حيث أنه أولاً أسس فرقة تُسمى الشيخية؛ لأن الرافضة كانوا يسمونه الشيخ أحمد فأسس فرقة اسمها الشيخية، ومن الشيخية وجدت البهائية والبابية، وهي منتشرة في كثير من بلاد العالم، وتقرءون عنها في هذه الأيام كثيراً، ومقرها في عكا في أرض فلسطين المحتلة، فتحت رعاية اليهود ينتشرون ويعيشون.
    ومن الطوائف -أيضاً- التي لا تزال موجودة وهي معروفة لكم جميعاً طائفة الدروز، والدروز يتفقون مع الباطنية في الباطن وفي التأويل، ويزيدون عنهم القول بالتناسخ وهو في العقيدة البوذية القديمة، وهو القول بأن الأرواح تتناسخ، وإنكار البعث، وينفردون عنهم بالقول بأن الحاكم بأمر الله الخليفة -كما يُسمى- العبيدي هو إلههم، وهذا مما يميزهم، ولهم كتبهم الخاصة بهم ودينهم ومعابدهم الخاصة بهم.
    وأيضاً من الفرق الباطنية المعروفة: الفرقة المسماة: بـالعلوية، وهي في الحقيقة اسمها الحقيقي النصيرية، وإنما سمتهم الدولة العثمانية العلي إلاهية، حيث كانوا يسمونهم العلي إلاهية أي الذين يقولون: إن علياًً إلههم، ثم حرفت إلى العلوية وهم طائفة كبيرة ومشهورة ومعروفة في بلاد الشام وأيضاً يوجدون في تركيا فهذه هي لمحة عن واقع الفرق الباطنية اليوم، وهم -كما أسلفت- يقولون: إننا في دور خمول الآن -هم بدور تقية- لأن الأمر لا يستطيعون أن يظهروه ولا أن يكشفوه.
  2. علاقة الصوفية والرافضة بالباطنية المعاصرة

    وأما علاقتهم بـالصوفية وعلاقتهم بـالرافضة فلا أظن أنها تخفى عليكم من خلال ما سبق، فالهدف واحد وهو تدمير الإسلام وهدمه وتحطيمه، والمستقى واحد وهو المصادر الخرافية والمصادر المجهولة، إما إمام في السرداب وإما إمام مستور وإما الخضر، فالأهداف كلها تجتمع في مصادر خرافية مجهولة موهومة تريد أن تفسد على المسلمين عقيدتهم ويتوقون بذلك؛ لأنه لو تجرأ أحد، وقال: هذا القرآن باطل لقتله أي مسلم حتى ولو كان غير ملتزم بدينه، لكن لو قال: إن هذا القرآن له تفسير باطني، وله معانٍ غيبية وله كذا وكذا، أو إذا جاء وقال: نحن نحب آل البيت، ونعظم بيت الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنهم يدخلون من هذا الباب كنوع من أنواع التقية، وصلتهم بالمستعمرين وباليهود والنصارى وبالفرنسيين والإنجليز واضحة مثل الشمس في رابعة النهار، فالدعاة الإسماعيليون وأئمة الإسماعيلية في الهند والقاديانية أيضاً وهم من الفرقة التي تنحى هذا المنحى، كانوا يعلنون في كتبهم ولا تزال مكتوبة أنهم مع الحكومة الإنجليزية، وأنه لا يجوز لأي إنسان أن يخرج على الحكومة الإنجليزية في الهند، وأن يثور عليها، في البلاد العربية وهم قد انقسموا إلى فرقتين: الدروز وهم على مدى تاريخهم مواليين للإنجليز.
    والنصيرية: وهم على مدى تاريخهم المعاصر مواليين إلى أن كونوا دولة وهم موالون للفرنسيين، أي أن هناك نوع من الضغط والتجاذب في العلاقات الدولية، فاقتسمت الدول العظمى آنذاك أو اتفقت على أن هذه تأخذ فرقة وهذه تأخذ فرقة، ولهذا فإن هذه الدول النصرانية واليهودية هي التي تدعم وجود هذه الفرقة على مستوى البحث العلمي، وانظروا إلى إنتاج المستشرقين.
    والمستشرقون لهم معاجم وكتب عن هذه الفرق، وهناك مؤتمرات عقدت عنهم، وأعظم ما يهتم به المستشرقون هو هذه الفرق، وهذا الاهتمام موجود، كدائرة المعارف التي تسمى دائرة المعارف الإسلامية التي هي في الحقيقة دائرة المعارف الاستشراقية، انظروا إلى التركيز الشديد فيها على الباطنية والصوفية والروافض وعلى هذه الفرق الضالة، وكيف لا يتكلمون عن السنة وعن الحق إلا بمنتهى الكذب والطعن والإسفاف، فهؤلاء عملوا وجهدوا في نشر الكتب مع الباطنيين المعاصرين.
    ومن الباطنيين المعاصرين الذين ينشرون الكتب مصطفى غالب وله عدة كتب عن أصحاب هؤلاء، وعارف تامر أيضاً له عدة كتب عن هؤلاء، وأيضاً عدة منهم من الذين هم باطنية أو إسماعيلية صرحاء، أما الرافضي منهم فحدث ولا حرج، تعلمونهم جميعاً ونهايتهم واحدة ومصيرهم واحد.
    فعلى المستوى الفكري الآن يريدون أن يبينوا للناس أو يطرحوا للناس هذا الفكر وينشروه ويعمموه، فيخدعوا الشباب، هذا الشباب الغض الذي بدأ يعود إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وبدأ يعود إلى الكتاب والسنة، ليقولوا له: المسلمون أمة واحدة، وهذا صحيح أن المسلمين أمة واحدة، لكن هؤلاء ليسوا من فرق المسلمين، يقولون: لا تفرقوا بيننا ودعونا نتعاون جميعاً لمحاربة إسرائيل ولمقاومة الاستعمار الغربي والشرقي لكذا وكذا، ولا تفرقوا فيما بيننا ولا تثيروا الخلافات، ولا تقولوا: هذا سني، وهذا شيعي، وهذا صوفي، وهذا بدعي وهذا كذا، لا تثيروه ودعونا هكذا، وإذا نحن سكتنا ومشت وانطلت علينا هذه الخدعة، فمعنى ذلك: أنهم سيدخلون إلى بلادنا وإلى عقول شبابنا، وسوف يضللون هذه الأمة، فلا تفيق إذا جاءتهم فترة انتهاء التقية وابتداء فترة ظهور إلا ونحن لا وجود لنا ولا كيان، وإذا بهم قد غزونا من كل ناحية، وقد ظهروا علينا من كل جانب.