المادة    
  1. حكم أخذ أموال من العمال مقابل كفالتهم

     المرفق    
    السؤال: أنا عندي عشرة عمال مكفولين، آخذ من كل واحد شهرياً خمسمائة ريال، هل هذا جائز؟ الجواب: أفهم أن الأخ بارك الله فيه أتى بالعمال وتركهم يعملون، وفي آخر الشهر يعطونه خمسمائة ريال فقط، هذه في الحقيقة مهنة أو حرفة لا تجوز بهذه الصفة. وأنصح الأخ الكريم بارك الله فيه وأرى أن يبادر إلى ذلك: أنه إن كانوا يعملون عنده فالحمد لله، وإن كان غير محتاج إليهم، فليردهم إلى بلادهم، أو لينقل كفالتهم إلى آخر ويتخلص منهم. وقد أتتني كثير من الشكاوى، منها: أن بعض العمال حالتهم سيئة، وبعضهم يقسم بالله أن ما يدفعه للكفيل -خمسمائة أو أربعمائة أو أكثر أحياناً شهرياً- أنه يقترضها وأنه بغير عمل، ويقول: الكفيل تركني، وقال ابحث لك عن عمل، لكني لم أجد. نحن نعلم الآن البطالة، والعطالة، فلماذا يريد الإنسان أن يؤثم نفسه. وهؤلاء ربما يكونون أكرم على الله منا، وفيهم من هو أتقى منا، حتى لو كانوا من كانوا، فلماذا يؤثم الإنسان نفسه ويأخذ من هذا وهذا، إنه ليس مصدراً طيباً للرزق ألبتة. إن مثل هذه الحالة لا تجوز، وهذا التعامل من المعاملات لا يجوز، ولا يليق بالمسلم أن يتكسب من ظهور هؤلاء، وإنما عليك يا أخي أن تبادر إلى التخلص منهم بإرجاعهم أو تشغلهم أنت بنظرك، أو تنقل كفالتهم.
  2. حكم استقدام الخادمات والسائقين للعمل

     المرفق    
    السؤال: ما حكم استقدام الخادمات والسائقين الذين غزوا بيوتنا وأجيالنا وقد حصل ما لا يرضي الله بدخول هؤلاء في ديارنا، وبالنسبة للخادمات فقد سببن كثيراً من المشاكل العائلية خاصة بين الزوج والزوجة، وأكثر الأزواج تزوجوا الخادمات بسبب انشغال الزوجة بالتدريس، وقد يختلي الزوج بالخادمة وتصبح هي التي تغسل له ولأولاده وهي التي تطعمه وأولاده، وأخيراً يتزوجها، هذا الحاصل، فنرجو النصيحة للجميع؟ الجواب: الكلام في ذاته نصيحة واضحة، فاستقدام الخادمات من غير مَحْرم حرام، ولا شك في ذلك. وإن جاء بها واستقدمها بمحرم، فيجب أن تحتجب هي عنه وعن البالغين من أبنائه أو من معه في البيت. ويجب أن تحتجب أيضاً زوجته هو أو بناته البالغات عن السائق، وهكذا في حدود الحجاب الشرعي، وأما النصارى منهم فهذا شيء آخر. فالكافر لا يجوز أن يستقدم إلى هذه البلاد؛ لأنه لا يجتمع فيها دينان، فلا يجوز أن يأتي لا مهندساً، ولا خبيراً، ولا خادماً، ولا أي عمل مهما كان حقيراً. لا يجوز استقدام الكفار أصلاً، ومن كان عنده ناس منهم فليبادر بترحيلهم فوراً، إنما كلامنا في المسلم، فالمسلم إن احتجت إليه أو اضطررت إليه فلتتحر أن يكون تقياً، وأن يكون صالحاً، وأن تكون زوجته كذلك، أو يقبل أن يكون صالحاً، وأن يكون أيضاً مناسباً من ناحية السن، ويمكن للشخص بعد ذلك أن يكون لديه أوصاف وشروط معينة. ثم بعد ذلك تكون المعاملة: الحجاب الشرعي بين الخادمة وبين الأولاد من جهة، وبين السائق أيضاً مع العائلة من جهة أخرى، وإلا فلا بد أن يقع الفساد، إذا كانت الخلوة، وكان الكشف، وكان الاختلاط، فلا نستغرب أن يقع الزواج وأن يقع الزنى -والعياذ بالله- وكله ممكن أن يقع.
  3. سبب وضع القوانين

     المرفق    
    السؤال: هل يجوز التلاعب على بعض القوانين الني تصدرها الدولة بحجة عدم المصلحة فيها؟
    الجواب: هذه قاعدة عامة للجميع، نحن نذنب ذنوباً كثيرة، ونحرص على الدنيا، ونحرص على المال من حلال أو من حرام -إلا من رحم الله- ونرتكب ذنوباً، فعقوبةً من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على هذه الذنوب يسلط علينا هذه الأنظمة.
    ولماذا جاءت هذه الأنظمة؟
    هذا نتيجة ظلمنا نحن وذنوبنا، فيوضع نظام حتى يمنع في نظر واضعيه من الفساد، وقد يكون حقاً أن هذا النظام يمنع الفساد، ويمنع الناس من أن تستأثر طائفة دون طائفة، لكن لأن هذا ليس في الأصل مما شرعه الله عز وجل في الحالة السوية، وإنما هي عقوبة استحدثت لظلم وقع ونشأ ما كان موجوداً عند الناس.
    فهذه الأنظمة يكون فيها أيضاً ظلم، فلذلك نحن الآن نعالج الظلم بالظلم، ونفر من الظلم إلى الظلم، ومن الخطأ إلى الخطأ، تجد أحوالنا هكذا، لجنة تقرر علاج المشكلة فتقترح نظاماً، أو ظلماً آخر.
    إن جاءت الأنظمة ونظرت إلى صاحب العمل فقط، قالت: العمال يفعلون ويفعلون، وأجحفت بالعمال جداً!
    وإن وضعت نظاماً يرفق بالعمال، وينظر إلى أحوالهم، أجحفت بأصحاب العمل وكلفتهم أشياء لم يشرعها الله، لماذا؟
    لوجود الذنوب من العمال، ومن صاحب العمل، ومن المواطنين، ومن الإدارات الحكومية، الجميع واقع في الظلم الجميع واقع فيه إلا من رحم الله.
    وكيف ندفع أساس هذا كله؟
    بأن نرجع إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وأن نتقي الله جميعاً، فإذا صلحت أحوالنا، واستقمنا على تقوى الله، دفع الله عنا هذا البلاء، ورفع عنا هذا الظلم، ولم نعد نحتاج إلى الأنظمة الظالمة، ولم نعد حتى نحتاج إلى أن نتشاكى، أو نشكو منها، أو نتهرب منها سواء وجدنا مخرجاً شرعياً، أو لم نجد إلا مخرجاً ربما يكون فيه ظلم، ولكن يكون أقل في نظرنا، فالأصل إذاً أن نتقي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وكما قرأنا في آيات الله: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ))[الأعراف:96].
    نحن الآن نرى الأموال كثيرة، ومجالات العمل كثيرة، شركات، ومؤسسات، وأعمال، ومع ذلك البركة قليلة، والناس كلهم يشتكون!
    لماذا عندما كثر الخير، وكثرت النعمة ثم كثر معها الهم، والغم، والفتن، والضغط، والسكر، والجلطة؟ سبحان الله العظيم! لأن أساسها الذنوب.
    فأسأل الله العظيم أن يرزقنا الإخلاص، وأن يحيي قلوبنا بالإيمان، وأن لا يجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.