المادة    
هذا الموضوع عن الجامعة، وكنا قد تحدثنا كما تعلمون في الأسابيع الماضية عما فيها، بناء على كثرة الإلحاح، والرسائل الكثيرة والاتصالات، والوثائق المثبتة بين أيدينا، وفي الحقيقة هي قضايا متشعبة وكثيرة جداً، والذي أثار الموضوع أكثر -وإلا فهو ثائر- هو ما حدث في كلية العلوم من الاختلاط، ثم تتابعت بعد ذلك الموضوعات.
وقلنا في الأسبوع الماضي: إننا لا ندري هل اللجنة مشكلة أم غير مشكلة للتحقيق في الموضوع، ثم تبين لنا أن اللجنة مشكلة، وأنها برئاسة الدكتور رضا كامل، وهو رجل نحسبه على خير ولا نزكيه على الله، ونرجو من الله تبارك وتعالى أن يعينه، وأن يوفقه لتحقيق الأمل المعلق عليه من المجتمع كله، فإن الناس ممن كلمني واتصل قال: لا بد أن تكلم الدكتور، أو أن تتفاهم معه عماذا سيفعل هو واللجنة.
نحن سننتظر، والبعض ما انتظر، فالبعض قد أبرق لأعلى الجهات عن الموضوع، وبعض أولياء الأمور قد سحب ابنته من السكن، وحصلت بعض الأشياء، لكن البعض يقول: نحن ننتظر ونرى، إن كانت اللجنة كما نظن في القائمين عليها، وعالجت الموضوع علاجاً جذرياً، فالموضوع ليس خطأً إدارياً كما قد يتبادر للذهن؛ بل القضية قضية أعراض، وقضية اختلاط، وقضية خروج على مبادئ وقيم نؤمن بها ولا يمكن أن نتنازل عنها بأي حال من الأحوال، فالقضية مهمة جداً وخطيرة، وهي قديمة، وهذه ما هي إلا أذن البعير وما خفي كان أعظم، واللجنة ممن يعلم ما لا نعلم وما لم يكتب إلينا بلا ريب -فضلاً عما كتب إلينا- كثير جداً، فنحن لنا أمل إن شاء الله في الدكتور رضا كامل.
واللجنة لها أن تقوم بالموضوع وأن تعالجه معالجة جذرية، مع أن القضية -وهذا الذي نعتقده، وندين الله به من خلال الأحداث- تحتاج إلى ما هو أكبر وأقدر من اللجنة؛ لأن النخر قد دخل هذه الجامعة في كل مستوياتها، ولا بد من تطهيرها بالحق وبالعدل، وبأن ترجع إلى كتاب الله تبارك وتعالى وإلى سنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما وقد طرح هذا الموضوع، وشكلت له لجنة، فنرجو على الأقل أن تكون اللجنة عند حسن ظننا.
  1. الجامعة والتنصير

    وهناك أيضاً بعض الموضوعات تتعلق بالجامعة وهي كثيرة جداً، ولكن نأخذ منها ما يتعلق بإدارة الخدمات في الجامعة، مدير عام الخدمات في الجامعة الدكتور سهيل هاشم صوان؛ وقد قرأنا لكم بعض ما جاءنا عن وضع التنصير، أو الفليبينيات بالذات، وهن ممن يقمن بالتنصير وهن تحت إدارته.
    وجاءني اثنان من العاملين في إدارته ظاهرهما الخير والصلاح، وقالا: إن الرجل فيه استقامة وفيه صلاح وفيه دين، ولكنه لا يدري عن هذه الأمور أو لم تبلغه، وأنه استاء وتألم، لأن الإخوة كتبوا إلي بما كُتب، ونحن في الحقيقة نقول لكم جميعاً: تعلمون أنه ليس من منهجنا الإساءة إلى أحد، ولا نقصد بذكر أي أحد أن نسيء إليه، لا في دينه ولا في دنياه، ولكن دين الله أعظم عندنا من كل أحد، والغيرة عليه يجب أن تكون مشتركة بيننا جميعاً.
    وما دام أن سعادة الدكتور بهذا الحرص -كما بلغنا وزوجته مشرفة على قسم الطالبات، وعندهم الغيرة، فالمطلوب أن نرى أثر هذه الغيرة بقرارات حاسمة وواضحة تحد من الفساد بقدر ما يستطيعون، وبما يدخل تحت سلطتهم، ولا نطالبهم بما لا يطيقون، ولكن بما يدخل تحت سلطتهم نطلب منهم ذلك، ونرجو أن يتخذوا أسرع ما يمكن من خطوات، وخاصة مع هذه المهندسة الفليبينية التي يسمونها ستيلا التي يعلم الطالبات أنها تقوم بدور تنصيري خبيث بين الطالبات.
    هذا الذي بلغنا ونرجو أن يكون الدكتور عند حسن ظننا، وأن يتقبل هذه النصيحة، وأن نرى منه ما يرضي الله ورسوله، ويرضي ضميره؛ فإنه إن كان كما وصف الإخوة فإنه لن يرتاح ضميره إلا أن يقضي على الفساد في هذه الجامعة، والأدلة والقرائن كثيرة فيما يتعلق بهذا الموضوع، ولبسطها مجال آخر إن شاء الله.
    ومع الأسف انظروا كيف يتم تبسيط الأمور؟ ومع أن عميد كلية العلوم بلغنا أيضاً أنه رجل فيه دين وفيه خير، ولذلك -لما بلغتني هذه الأخبار- أقول: نشكو إلى الله جلد الفاجر وضعف التقي؛ فالفاجر جلد مع أنه متعاقد، ويقول: هاتوا الطالبات من القسم الداخلي، ويوصلهن فندق البلاد، ويسهر، ويوصلهن، ويعمل كما يشاء، والعميد ومدير إدارة الخدمات، فيهم خير -كما يبلغنا- ومع ذلك نجدهم ضعفاء في القرار.
  2. مشكلة الاختلاط

    وهنا برقية خطية عاجلة تقول: ''نفيدكم أنه قد تم عمل تنظيم المواعيد لدخول مباني الكلية أيام الخميس والجمعة، بحيث تم تخصيص الفترة الصباحية من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الثالثة ظهراً للطالبات مع المشرفين والمشرفات فقط، أما الفترة المسائية فقد تم تخصيصها للبنين وإلى من لهم تصريح بالدخول'' . وقد تم توجيه هذا الأمر إلى وكلاء الكلية، ورؤساء الأقسام، وإدارة الكلية، ومدير الشئون الفنية والمختبرات التي غالباً ما يبدأ الفساد منها، والتي يفترض ألا تكون مختلطة. لماذا لا ننشئ معامل خاصة بالفتيات؟ ولماذا لا نفصل -وهذا الواجب شرعاً- الطلبة فصلاً كلياً؛ بحيث نعين مشرفات على الطالبات، ومشرفين على الطلاب؟! أما أن الطالبات يذهبن مع المشرفين، وإن كان هذا في الخميس والجمعة فالمشكلة أعظم؛ لأن الخلوة هنا أمكن، حيث لا يوجد ناس مثل بقية الأيام، وإذا كان هذا يحدث -ونحن نعرفه في الأيام العادية مع كثرة الطلاب- حيث يقفل المدرس أو المشرف الغرفة ويبقى هو وإياها منفردين، فكيف إذا كانت الكليات خاوية والمباني خالية؟! فسبحان الله! كيف يقع مثل هذا؟! وأنا أقول: إن الجامعة تستطيع فصل الطلبة عن الطالبات، وهناك دليل واقعي على أن الجامعة تستطيع. حيث حدث في يوم الاثنين الماضي، أنه في كلية طب الأسنان حدثت حركة معينة، وإذا بالطلاب يُخْرَجُون من القاعات، ويَفُصِلون البنات عن البنين، والموظفين عن الموظفات. فعاشت الكلية بدون اختلاط يوماً واحداً كأنها كلية إسلامية. إذاً نقدر، ما دمنا فعلنا هذا، وقد يكون هذا خوفاً من الناس، افرضوا أن واحداً جاء زائراً، ولما جاء ورأى الطلاب هكذا، قال: الحمد لله لا يوجد اختلاط؛ ثم لما ذهب تخلطهم!! فهذا الضحك على من؟ هذا لم يأت لغرض شخصي، بل جاء لدين الله، فأنت تضحك وتسخر ممن؟ من الله عز وجل!! وتسخر على من؟ على دينك الذي حرم الاختلاط!! فنقول: هذه الحركة تدل على أنه في الإمكان أن نمنع الاختلاط، فإذا طبقناه يوماً واحداً فلنطبقه بقية العام، ولنتق الله، ولنراقب الله، ولا نهم الناس، فالقضية ليست هي قضية ناس حيث نذر الرماد في العيون، ونضحك عليهم، نقول لهم: هؤلاء لا يبالغون ويشيعون الأكاذيب، ويطعنون في الجامعة، ونحن ليس عندنا اختلاط، فهذا من الكذب على الناس والتضليل. وشيء آخر: لماذا توضع امرأة مشرفة على طب الأسنان مع وجود الرجال؟! وهذه المرأة تناقش المدرسين، وتناقش الطلاب، وتخلو بأحدهم، وتحضر مجلس الجامعة!! وأمور كبيرة يتطلبها عملها، فهل عُدِمَ الرجال في هذا البلد؟! فهذه أمور كثيرة وأحب أن أقول: إننا مع الأسف الشديد، نستطيع أننا نقوم بالواجب، ولكننا لا نفعله.
  3. بعض المنكرات في الجامعة

    في معامل المستشفى في الجامعة أقيم حفل بمناسبة زواج إحدى العاملات في قسم المعامل، وكانت الحفلة مختلطة، وأيضاً كان فيها بطاقات كريسميس من قبل فلبيني داخل المعمل.. نحن لا ندري هذه المعامل أو الخدمات تتبع أي إدارة؟ على كل حال هذا ما حدث. وهناك رسالة يقول صاحبها: إنه في الجامعة وفي كلية علوم الأرض، قام أحد الطلاب بتمثيل دور امرأة، ولبس العباءة، وتشبه بالنساء، وقد حسبه الجمهور في بادئ الأمر أنثى؟ وأنا أرى أن نطوي موضوع الجامعة، لعلنا نستطيع أن نتفاهم معهم بطريقة أخرى إن شاء الله تعالى.