المادة    
ولدي قصاصات كثيرة جداً، وأنا لا أريد أن أطيل فيها، وأريد من أحدكم أن يأخذها، وأن يحملها إلى جريدة عكاظ، وبعضها يوجد فيه دعاية إعلان لامرأة تركب الخيل! ودعايات أزياء فاضحة! وكل هذا ممنوع نشره في الصحافة السعودية.
وننبه على شيء واحد وهو أننا قد قلنا مراراً: إن أعداء الله والمخططين لإفساد هذا الدين، يخططون خطوة خطوة، ومن هذا التخطيط: أن هناك جرائد كويتية تنشر صورة فتاة من العشرين إلى ما شاء الله، وعندنا بدءوا هنا بأطفال مثلما فعلوا في: (أمل عربي) في عكاظ، وذكرّناكم بهذا، وسوف تكبر الطفلة، وليس معقولاً أن تبقى صغيرة، أو مثلما قال جحا عندما سئل: كم عمرك؟ قال عشرون سنة، وبعد أربع سنوات سئل: كم عمرك؟ قال: عشرون سنة، فسئل: كيف؟ قال: العاقل لا يكذب!!
وهؤلاء يعلمون أن الطفلة ستكبر، وأن التي تغني في برنامج الأطفال، وتظهر صورتها في (أمل عربي) وعمرها ثمان أو تسع أو عشر أو إحدى عشرة سنة سوف تكبر، وهذه صورة فتاة اسمها وجدان عبد الله عارف وعمرها اثنتا عشرة سنة، إذا تأمل الإنسان فيها يقول: هذه في عمر الزواج!
ومن الأمور الغريبة أن كل إنسان أخذ يفتي كما يشاء؛ فالأمين العام للغرفة التجارية بـجدة - هدانا الله وإياه- أخذ يفتي ويشارك, وقد قلنا مراراً: إنه يجب على كل إنسان أن يرد العلم إلى أهل العلم.
وأنا أقول عن نفسي: لا أقبل من نفسي ولا من أحد منكم أن يفتح كلاماً يتعرض فيه لعلم الهندسة أو علم الطب أو غير ذلك من الأشياء التي لا نعرفها، وهذا ليس من شأننا، لكن هؤلاء يتدخلون في كل شيء، وكأن الكلأ المباح هو هذا الدين، فنجده يفتي في كل شيء، وكما يشاء، فيقول الأمين العام للغرفة التجارية في موضوع: مجالات عمل المرأة، لما سأله الصحفي: ''لو كنت مسئولاً عن إصدار قرار لتحديد فرص عمل للمرأة السعودية في الوقت الحالي، فماذا تتخذ من قرارات؟ -ونحن الآن نشكو قضايا تجارية من اختصاصه، يمكن أن تعرض عليه؛ لكن الصحفي سأله في موضوع آخر- قال: أولاً: تحويل بعض مدارس المرحلة الابتدائية للأولاد إلى مدارس تحت إشراف وإدارة الرئاسة العامة لتعليم البنات، وإيجاد فرص عمل جديدة للخريجات من الفتيات السعوديات'' .
فهذا هو أول عمل يريد أن يصنعه، ولا يقول: أول شيء نأمرهن أن يتحجبن، مع أن هذا حلم خيالي، ولا يمكن أن يوليه أحد للرئاسة إن شاء الله، ولن يصل إلى حد أن يأمر وينهى في إدارة تعليم البنات، لكن انظروا في أول الافتتاحية، ومع كثرة الخريجين الذي لم يجدوا وظيفة للتدريس في مدارس الأولاد، فيحولها إلى رئاسة تعليم البنات من أجل أن يوظف الفتيات فيها، وهكذا، ثم بدأ يريد امرأة تشتغل في البحث العلمي، وسنترالات الهاتف السعودي، والحجز الآلي في الخطوط، وديوان المراقبة العامة -وفي القطاع الخاص- في السكرتارية وغيرها من الأعمال، وفي المراكز التجارية، ولما سئل: ما هو رأيكم في الاختلاط؟ قال: ''أنا ضد الحفلات والمناسبات المختلطة، وهذا رأيي الشخصي'' .
الحمد لله أنك ضد الحفلات المختلطة، فإذا اجتمع أقارب في ليلة من الليالي، كالأب والعم وابن العم في حفلة عشاء مرة في السنة أو السنتين فهو ضد هذا الاختلاط، لكن الأولاد والبنات في المرحلة الابتدائية تريد أن تخلطهم في المدرسة، والبعض في الثامنة عشرة والبعض في التاسعة عشرة وتريد أن تخلطهم طول السنة، ويجيء المفتشون والموجهون والموجهات، وهذا كله ليس فيه شيء!! فانظروا إلى هذا التناقض، الحفلة فيها شيء وهي منكرة، لكن هذه ليست منكرة!
وأنا أقول: هذا الرجل أو غيره عنده عقل ولكنه مضيع لعقله، ومشكلة المسلمين هي التقليد الأعمى، فهذه الناحية نظر لها من زاوية اجتماعية فهي لا تصلح، ولا يرضاها لنفسه؛ لكن في ناحية التعليم نسي فكره، واستخدم عقلية الغرب الذي يرى الاختلاط، ويرى أنه لا بأس به، فأفتى بغير علم!! وانظروا أثر النية، إذا نويت خيراً كأن قلت: لو ولاَّني الله تبارك وتعالى الإدارة الفلانية لأصلحتها، وسوف أعمل فيها كذا؛ وآمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، فإن الله سوف يوفقك، ويكتب لك الأجر ولو لم تنل الإدارة، لكن لو نويت؛ كما في حديث المال؛ الذي قال: ليتني أكون مثل فلان الذي يبذر ويستهتر ويفجر ويفسق في ماله، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فهما في الإثم سواء}، فالذي يتمنى أنه لو تولى لأفسد، هو وإثم المفسد العامل سواء، نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية، إذاً لماذا لا تتمنى الخير، فهذه مقتطفات فقط وغيرها كثير.