المادة    
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:-
فإن جريدة السياسة الكويتية، تريد أن تمنعنا من التوبة والاستغفار، وأن تصرف الناس عن التوبة -نسأل الله العفو والعافية- فكتبت -وأراد الله تبارك وتعالى أن يخزيها، فتناقضت في صفحة واحدة- فكتبت في أعلى الصفحة تقول: ''ماذا وراء الارتداد الفكري والزمني إلى الوراء عشرات السنين"؟ "فنانات في طريقهن للاعتزال وينتظرن لحظة الهداية الإلهية''.
اعتزال الفنانات تعتبره: السياسة ارتداداً فكرياً وزمنياً إلى الوراء عشرات السنين!! وينقلون عن مفتيي هؤلاء القوم-:
المفتي الأول عادل إمام يقول: '' من تريد التحجب والاعتزال فهي حرة، بشرط أن تكون توبتها في قلبها، وليس على صفحات الجرائد والمجلات''
أما هو فيدعو إلى الفجور والفسق والعهر والدعارة على كل المستويات، في الأفلام والأشرطة، ويذهب إلى الصعيد يتحدى الجماعات المتطرفة كما يقول، أما من يتوب فلتكن توبته في قلبه!
المفتي الثاني: فريد شوقي: وقُبِّحا من مفتيين!! يقول: ''كيف يقول من اعتزل الفن إنه تاب عنه؟ -فهو يقول: من أي شيء تاب؟'' فقد أصبح المنكر عنده معروفاً، والمعروف منكراً، فهو الآن لا يدري لماذا يقول هؤلاء: إنهم قد تابوا عن الفن! وهو لا يقدم إلا الفسق والفجور والدعارة وشرب الخمر، فهو يقول: هذه لا تحتاج إلى توبة، الذي يجب أن يتوب: هو الشاب الذي يصلي ويقرأ القرآن، وهو الذي عليه أن يعلن توبته! فعندهم أن هذا هو المرتد المنحرف الذي يجب أن يتوب، فهذه هي مفاهيم هؤلاء القوم نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية والسلامة.
فهذه جريدة السياسة وهذا هو كلامها وقد ذكرت كلاماً طويلاً، وقد ذكرت فيه -وهذه بشرى ولعل فيها خيراً- أنَّ آثار الحكيم وعفاف شعيب وشهيرة، على أبواب التحجب، وكل واحدة تقول: إنني على أبواب التحجب، أو عبارات قريبة من ذلك، وهذا الذي جعلهم يولولون ويصيحون.
وفي نفس الصفحة -في أسفلها- يقول: ''هوليود تترنح تحت ضربات الإيدز، ضحايا المرض اللعين من نجوم الرياضة والفن يتساقطون الواحد تلو الآخر'' ثم ذكروا الفنان توني ريتشارد، ونجم الكرة الساحر جونسن والمخرج موناتاشا فذكرت في نفس الصفحة كيف يتساقطون ويتهاوون تحت ضربات الإيدز! فهل هذا يدعو إلى التوبة أم إلى الاستمرار في الفن والعهر والفواحش؟ وإذا كان الخبر عن الغرب فالأمر عادي جداً، لكن إذا كان عن المسلمين فلا بد أن يوصف الرجوع إلى الله بأنه ردة فكرية.
  1. جريدة السياسة والاعتبار بالأحداث

    ولقد كانت الأحداث التي حدثت في الكويت فرصة عظيمة ليتوبوا ويستغفروا الله، ونحن كلنا مذنبون، ونحتاج أن نتوب وأن نستغفر الله عز وجل في كل مكان، لكن ما حدث بـالكويت كان موعظة كبيرة جداً، ولو أن هناك قلوباً تعقل، لكانت التوبة أول ما يجب أن يعملوه، وقد حدث هذا داخل الكويت والحمد لله، لكن القطاع الصحفي يشن هذه الأيام هجوماً شنيعاً على الإسلام، وعلى الحجاب، وعلى الشباب المتدين، وكل الصحافة الكويتية شاركت في هذا إلا الصحافة الإسلامية وهي قليلة، لكن خُطباء الجمع، وقطاعات كبيرة من الناس ضد هذا الفساد والإفساد، ومن أشد المشاركين في هذا الفساد جريدة السياسة.
    وجريدة السياسة تطبع هنا وتوزع هنا، فهي لا تتكلم عن الكويت فقط، ولكن تنشر هذا الإلحاد والفسق والانحلال هنا داخل هذا البلد؛ وهي تطبع في مطبعة عكاظ، واستمرت في الصدور، وكان اللائق برئيس تحريرها أن يتقي الله، وأن يستحي -على الأقل- إن لم يخف من الله ألاَّ يهاجم ويجاهر بحرب الإسلام في هذا البلد -بلد الإسلام وفي عقر داره- وحيث أتيح له أن يكتب وأن ينشر وأن يعبر.
  2. جريدة السياسة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

    ومما كتبه رئيس تحرير الصحيفة فيقول: ''هناك رسالة قال صاحبها: أحدهم أدخل رأسه من شباك سيارتي، وقال لزوجتي: غطي رأسك يا فاجرة!! ويقول: أنا إنسان مؤمن أصلي وأصوم، فلماذا يقال لزوجتي: يا فاجرة! مِنَ الذين يدَّعون الأمر بالمعروف، ويقول: أريد أن أسألهم: لماذا لا يذهبون هم إلى الصلاة حتى لا تفوتهم الفريضة بدلاً من البحث عمن لا يصلون؟ وهكذا يجعل نفسه مفتياً، ويقول: باسم الدين يوقفون سيارتك، ويطلبون منك أن تثبت أن زوجتك هي زوجتك، وباسم الدين يستجوبون المرأة عن اسم آخر أبنائها، وعن شكل بيتها، وعن غرفة نومها، ولون حمامها، وماركة المناديل الذي تستخدمها لإثبات أنها زوجتك!!''
    فهل يوجد سخرية واستهزاء أكثر من هذا؟! الهيئة والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، يسألون المرأة عن لون الحمام، وعن لون المناديل!! أعزكم الله!! وهذا عنوان كبير، ويطبع في دار عكاظ.
    ثم بعد أن تقيأ ما تقيأ، قال كلاماً من جملته: ''واحد لحيته مثل التيس أوقفني، وقال: لماذا تتحدث عن رجال الدين؟'' فانظروا هذا الاستهزاء بالله ورسوله!! وقد أنزل الله تبارك وتعالى في المنافقين: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)) [التوبة:65-66] وهم لم يستهزئوا بالدين نفسه، بل بالقراء الذين يحملون الدين وهم من الصحابة، فكيف بمن يستهزئ بسنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مباشرة، ويطعن في دعاة الحق والخير مباشرة بمثل هذا الشكل؟!
  3. جريدة السياسة والحجاب

    وقبل فترة كتب أحمد جار الله في السياسة يقول: ''إن كاتباً عربياً يقول عن مدينة جدة: إنها باريس ولكنها محجبة، ويقول: ماذا ينقص جدة عروس البحر الأحمر حتى أهلها مبتسمون دائماً، وآمل ألاَّ يكون الابتسام الدائم حراماً، فالبعض يحلل ويحرم كما يهوى -يقصد الذين يحرمون السفور والاختلاط- فـجدة مثل باريس لكنها محجبة'' إذن لكي تكون باريس كاملة فلتكشف الحجاب، هذه هي الدعوة الخبيثة التي يريدونها، فهل قدوتنا هي باريس؟ وهل جئنا بك يا أحمد جار الله لتخاطبنا بهذا الكلام؟! وهل آويناك لتعلمنا ديننا وتفتينا فيما يحل وما يحرم؟!
    ويقول في نفس العدد: ''واحد قرأ بضعة أحاديث، وطول اللحية، وقصر الثوب، وأصبح يفتي بالحلال والحرام، مع أن عمره يمكن لا يتجاوز تسعة أو ثمانية عشر سنة!! يفتي ويحلل ويحرم''
    فهؤلاء لا يدركون أن قضية الإفتاء لا ترتبط بعمر، ولا يعلمون -مثلاً- كم كان عمر الإمام مالك رحمه الله لما تصدر للإفتاء، فالقضية ليست قضية العمر، بل القضية هل قال حقاً أم باطلاً.
    فهو يتبرع بإيذاء الناس وملاحقتهم واتهامهم بما ليس فيهم بمجرد ظن باطل، وينشر الأقاويل التالية: ''إنها الوجاهة الاجتماعية -وجاهة رجال الهيئة والدعاة الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر- راتب الواحد يصل إلى ألفين ريال، ولا يسهر في الأسبوع إلا أربع أو خمس ليال!!''
    ما هي الوجاهة التي سيحصل عليها بهذا الراتب الضئيل وهذا الكد الطويل؟! وكان بإمكان أحدهم أن يتوظف في أي إدارة ويأخذ الآلاف وهو مرتاح، يشرب الشاي ويقرأ الجرائد، ثم يرجع إلى البيت لينام، ثم يقول: ''ومتعة السلطة لدى البعض، ودول مجلس التعاون بحاجة -معروف أنه لا توجد هيئة إلا في السعودية- إلى أن توقف هؤلاء عن إيذاء الناس، فالدين يسر'' ها هو الذي ينكر على الذين يفتون -وقد يكونون طلاب علم- بدأ يفتي، وقد لا يعرف لا آية ولا حديثاً ''فالدين يسر، ولم يكن في يوم من الأيام عسراً، كما أنه لا يمكن إدخال نظام بعيد عن الدين!!'' ما شاء الله!! وانتهت فتواه!!
    ونشر في مقال آخر نفس الشيء، يقول: ''واحد قال لي: حالق اللحية ملعون، وجاره ملعون، ولا أدري هل هذا حديث أم أنه ادعاء أجوف؟!'' هو لا يدري طبعاً، وهذا مبلغه من العلم! ويقول: ''يبدو أن قائل هذا الكلام هاوي فتن، ويريد أن يتقاتل حالق اللحية وجاره يتقاتلان؛ لأن ذلك حلق اللحية، وحقت اللعنة على الجار، كلام فاضي! ويبدو أن هناك من يستعمل سلاح الدين لخلق الفتن بين عباد الله، مع أن دين الله يسر وليس عسراً، هذا ما نعرفه وما ندركه'' .
  4. جريدة السياسة والجماعات الإسلامية

    وكتب أحمد جار الله مرة فقال:
    ''آخر أيام الأحزاب الدينية -ويقول:- إن الأحزاب الدينية تحتضر الآن في مصر وزعامتها أُدْخِلُوا السجونَ في الجزائر وتونس وفي الأردن شطبوا من الحياة السياسية بعد أن أُعطوا فرصة في السلطة، فكانوا أعتى من الظلام تخلفاً، وسوء فهم وتزمتاً، ونظرات ضيقة للكون وللإنسان وللحياة، وفي أفغانستان انتهت منظماتهم المتعددة، رغم أن الله واحدٌ والإسلام واحد، إلى قرار أجبروا عليه بالإكراه للتوصل إلى حل وسط مع السلطة، ولا ننسى أن هذه الأحزاب الدينية المتداعية الآن كَسِوَاها، لا تمتُّ بصلة إلى أفعال الإيمان، إنما تطلب السلطة وتنشد الحكم وتمهد لذلك، وهي لذلك تنكبت طريق الإرهاب، فقتلت، واغتالت، وخطفت، وفجَّرت، وفعلت كما فعل الآخرون، وكلنا يذكر مواقفها السياسية الساذجة الموغلة بالتخلف، وكلنا يذكر تلك الأيام السوداء التي عصفت بنا رياح الأحزاب الدينية أثناءها -إلى أن يقول:- وكل متاجرة هذه الأحزاب كانت بالسلعة الحرام، بالسياسة، والإرهاب، والرجوع إلى الشر وإلى السلطة، وبالعدوانية الشرسة، وضد الناس وضد المجتمع وبالتحريض لقلب أنظمة الحكم، والأحزاب الدينية انفضحت كأحزاب سياسية ضد الإنسان وحريته، مثلها مثل الأحزاب الشيوعية واليسارية الأخرى، وبالتالي لم يعد لها مكان لا في الشرق الأوسط ولا في النظام الدولي الجديد'' .
    سبحان الله العظيم! كل هذا الهجوم على الدعاة.
  5. موقفنا تجاه جريدة السياسة

    فهذا هو موقف هذه الجريدة من الدين, ولو تتبعنا أعداد الجريدة لوجدنا أنه لا يخلو عدد من هذه الجريدة من هذا.
    فبعد هذا الاستهزاء، وبعد هذه السخريات، وبعد هذا الكلام، يحق لنا أن نطالب أن ترحل هذه الجريدة عن هذا البلد الطاهر الطيب، فهي لا تمثل هذا البلد في شيء، والاستنكار الذي وصلني نتيجة هذه الأعمال كثير جداً، ومجموع لديَّ في أوراق كثيرة، فضلاً عن رسائل واتصالات، ولهذا أنا أرى وأرجو أن ينتقل هذا الرأي إلى من ينفذه، وأن ترحل هذه الجريدة عن هذه البلاد، وأن يرحل كاتبها، وإذا أصروا على كتابة مثل هذا الكلام من الكويت، فلا يسمح لأي عدد يحمل مثل هذا الكلام بالدخول إلى هذه البلاد التي ما قامت وما رفع الله ذكرها إلا لما قامت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وهي دعوة إسلامية دينية والحمد لله.
    فكيف تتكلم عن الدين والإسلام بالسخرية والاستهزاء في البلد الذي قام على الجهاد، وقام على الدعوة إلى الله؟! والواجب على هذا البلد أن يواصل مسيرته، والمأخوذ عليه الآن هو التقصير في مواصلة المسيرة، وليس كما يزعم هذا الخبيث أنهم يتيحون الفرصة لهؤلاء الناس في إنكار المنكر، وبالعكس لم تتح لهم الفرصة الكاملة، ولم يُقم الواجب المطلوب الذي نرجو أن تصل إليه الهيئات وغيرها.
    ومطبعة عكاظ -غير جريدة عكاظ- المفروض ألا تسمح بطباعة الجريدة، لكن المطبعة تجارية، ولذلك نطالب من يملك سلطة اتخاذ القرار أن يرحلهم عن هذا البلد، وقد هيئت لهم في بلادهم الإمكانيات، فيجب أن يرحلوا عنا بشرورهم.