المادة    
ولا حجة لمن يحتج بالقدر عَلَى الإطلاق، لأن هناك شيئين: هناك ذنب أو معصية فعلها آدم -عَلَيْهِ السَّلام- وهي أنه أكل من الشجرة، وترتب عَلَى الأكل من الشجرة عقوبة ربانية من الله ليكون درساً لآدم وذريته، ألا يطيعوا الشيطان ولا يتبعوا سبيله وغيرها من الحكم الكثيرة، وهناك شيء آخر وهو: إخراج الله تَعَالَى آدم عَلَيْهِ السَّلام بأن قال له: أنت الذي أذنبت، وأنت الذي عصيت وأنت الذي أكلت من الشجرة؟ لا، فلم يكن اللوم متوجه إِلَى المعصية، ولو قلنا ذلك؛ لكان موسى لائماً بهذا، ولقال له آدم في الجواب: هذا ذنب قد غفره الله لي، فإذا غفر الله لعبد ذنباً لا يحق لأحد من المخلوقين أن يقول له: لماذا تخطئ وتذنب قد غفر الله لك، فإن الله هو الذي يحاسب العبد وليس للعبد أن يُحاسب عبداً هذه المحاسبة في ذنب قد غفر الله تَعَالَى له، فاتضح بهذا أن السؤال لم يكن هكذا ولكن قال أنت أخرجتنا وخبيتنا فكان جواب آدم عَلَيْهِ السَّلام لست أنا الذي أخرجتكم فآدم عَلَيْهِ السَّلام، ليس هو الذي أخرجنا وقد بكى الأعوام الطوال -كما يروى- {أن دموعه خطت خديه، ونزلت إِلَى الأرض} لأنه لما أنزل من النعيم الذي في الجنة إِلَى هذا التراب بكى وندم، فالإخراج ليس بإرادة آدم -عَلَيْهِ السَّلام- فلذلك احتج ورد عليه، قال له: {أتلومني عَلَى أمر قد كتبه الله علي قبل أن أخلق بأربعين سنة} فأنا ما خرجت ولا أخرجتكم هذا معنى كلام أبينا آدم عَلَيْهِ السَّلام لكن الإخراج والإنزال إِلَى الأرض كتبه الله علي قبل أن أخلق بأربعين سنة
  1. معنى التقدير قبل أربعين سنة

  2. خطر من يحتج بالقدر على المعاصي