المادة    
طوبى لعبد شغلته عيوبه عن عيوب الناس! فلهذا قال قائلهم: ''إني لأرى أثر معصيتي -أو ذنبي- في خلق امرأتي ودابتي'' سبحان الله! فهؤلاء يرون أثر المعاصي؛ لأن القوم لمَّا قلت ذنوبهم علموا من أين أتوا؟ ولذلك لو وقعت لواحد منهم مثل هذه الأمور: إما إعراض، وإما ظلم، وإما مشكلة، وإما فرية، وإما بهتان, فإنه يعلم من أين أُتي, فيقول: هذا بسبب ذلك ويعرفه, لكن الذي يجني ويحصد الذنوب ليل نهار, ووقعت له نازلة, فإنه لا يدري من أين أُتي؛ لا يدري: هل هي من الغيبة؟ أم من النميمة؟ أم من تضييع الصلوات، أم من هجر كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أم من أكل الحرام؟! أم من التعلق بالدنيا والغفلة عن الآخرة؟! فهو لا يدري من أين أتي، لكن الذي يعلم أنه ما أخطأ إلا تلك الخطيئة، وما أذنب إلا ذلك الذنب يعلم من أين أتي, فيتوب ويستغفر, فيكون قد أقفل هذا الباب, فيلقى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وقد غسل هذا القلب من الأدران والخطايا.
  1. حماد بن سلمة

  2. ابتعاد السلف عن اللغو

  3. حبهم لعبادة الخوف من الله

  4. عابد الشام أبو سليمان الداراني

  5. المعصية سبب للهوان على الله

  6. منزلة الأخوة عند السلف