المادة    
  1. الفرق بين الماسونية والعلمانية

     المرفق    
    السؤال: هل هناك فرق بين الماسونية والعلمانية؟ وهل هنالك علاقة بين العلمانية والحداثيين؟
    الجواب: الماسونية هي أفاعي الشر الخفية، التي تخطط لإعادة سيطرة اليهود وحكمهم للعالم، ومن المذاهب التي تروج لها الماسونية، الشيوعية والعلمانية عموماً، وهذه من جملة المذاهب، ومن المؤكد أن بعض من يدعون إلى هذه العلمانية الجديدة التي تسمى (العصرية أو العصرانية أو العقلانية أو الإنسانية كما ذكرنا أو التجديدية إلى آخر هذه الأسماء) من المؤكد أن بعضهم له علاقة وارتباط ما بالاستخبارات الدولية وبالماسونية دون أن نتهم أحداً بعينه، لكن نقول: هذا مؤكد، وهذا موجود، وسوف تثبته الأيام، وقد أثبتت الأيام عن السابقين ما أصبح واضحاً كالشمس في رابعة النهار.
  2. حكم من جمع بين الإسلام والعلمانية

     المرفق    
    السؤال: فضيلة الشيخ إني أحبك في الله، لقد سألت أحد الشيوعيين فوجدته يصلي فقلت له: أعرف أنك شيوعي فلماذا تصلي؟! فقال: أنا إنسان مسلم وعقيدتي صحيحة، ولكنني شيوعي اقتصادياً! فماذا تقولون مثل هذا؟
    الجواب: هذا هو شاهد لما قلنا، فهم مأمورون -كما قرأنا في الوثيقة- أن يظهروا الصلاة والشعائر، فالزعماء مأمورون، فكيف الأذناب! لا بد أن يظهر الصلاة ويظهر الشعائر حتى يدخل إلى قلوب الناس لئلا ينفروا منه، لكن هذه مرحلة مؤقتة، إلى أن يأتي اليوم الذي يمحون الإسلام فيه محواً.
    أو يوجد نوع مما يسمونه " الإسلام يتعايش معهم" يعني: لو وجد نوع من الإسلام يرضى بوزارتين أو ثلاث وزارات، وقليل من الانتخابات، وبعض النقابات، ويسلِّم بوجود إسرائيل، ولا يعترض على الفساد من الانحلال الخلقي، والاجتماعي، ولا يعترض على وجود الربا، ولا على القوانين الوضعية، هذا لا يمنعون منه أن يبقى كطائفة أقلية، أو طائفة في المجتمع لا مانع منه، الإسلام الأمريكاني أو (المودرن إسلام) كما يسمونه الأمريكيون، وهم الذين يسعون إلى وجوده لكن الإسلام الحقيقي لا يرضون به.
    فهذه مرحلة مؤقتة -كما قرأنا في الوثيقة- بدأوا بأتاتورك وأمثاله، جاهروا بإلغاء الدين، وكذلك عبد الناصر فقد ملئوا السجون، وحاربوا الإسلام بمجاهرة، فكانت النتيجة عكسية، الآن قالوا: لا، ابدءوا بملاينة الإسلام وإظهاره، ثم تستأصلونه قليلاً قليلاً، لاحظتم كيف الخطة! اختلفت في التكتيك وفي الأسلوب، لكن النتيجة والغاية ما تزال واحدة.
  3. صورة العلمانية في الصحافة العربية

     المرفق    
    السؤال: ما هي صور العلمانية في الصحافة العربية؟ وهل العلمانية منتشرة في الخليج؟
    الجواب: الحداثة هي جزء من العصرية والعقلانية، لكن تدعى أن علاقتها فقط بالشعر، أو بالقصة، أو باللغة، أو بالأدب، والواقع أنه لا يمكن أن تفصل جانباً من جوانب الحياة عن الآخر، هل نستطيع أن نفصل الجانب الاجتماعي عن الجانب الاقتصادي؟ لا يمكن، هل نستطيع أن نفصل الجانب السياسي عن الجانب التربوي التعليمي؟ لا يمكن، لأنه مجتمع واحد، والفرد واحد، فهم عندما يهدمون اللغة العربية والأدب العربي، يهدمون الإسلام قطعاً وسيضغطون على الصحافة الخبيثة الوافدة الحداثة تأخذ صوراً شتى: حداثة مدروسة أو حداثة ملتزمة بالمذهبية -كما تدعى- من حيث الأدب والرواية والقصة، وهناك أيضاً حداثة على مستوى الفن عموماً، تحديث للطرائق والأساليب الفنية، تحديث حتى في الأساليب الاقتصادية وفي أساليب الغزو الفكري وغيرها.
    والحداثة ككلمة عامة في أصلها الأوروبي تعني: الانقطاع والانبتات عن الماضي تماماً، يعني (مودرترم) وهذا المودرترم هو الذي يعبر عنه بالنسبة للإسلام المودرن أو الموضة، أو الإسلام الأمريكي، فالحداثة تريد أن تفصل الناس عن فهم الكتاب والسنة بإفقاد النص دلالته، كما قال أحد كبارهم مع الأسف: إن النص الواحد إذا قرأته تفهم منه شيء، وأنت أيضاً لو قرأته مرة أخرى تفهم منه شيئاً آخر، والمؤلف والكاتب لو قرأ النص يفهم منه شيئاً آخر، والمؤلف نفسه لو قرأ ما كتب يفهم منه شيئاً آخر.
    إذن كيف يفهم الناس القرآن؟ ألم تقل الباطنية: إن للقرآن ظاهراً وباطناً، والباطن له باطن، والباطن له باطن، إلى سبعمائة باطن! أليس هذا هو كلام الباطنية؟ فتختلف الصور وتختلف المظاهر ولكن الحقيقة واحدة، وهي الفصل بين الناس وبين كتاب الله وبين سنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    ولهذا فالعلم الشرعي الصحيح هو الحل، وهو أهم شيء لمواجهة هذه الدعاوى، فالذي لا يعرف كتب الفقه ولا يعرف كتب الأصول، ولا يعرف أصول الحديث، تمشي عليه هذه الدعاوى، لكن الذي يعلم ويدرس -والحمد لله- العلم الشرعي، لا تقف هذه الدعاوى الذي ذكرناها ولا أضعافها ولا تساوي عنده مثقال ذرة، لأنه يعرف العلم الذي هو فيه.
    أما ضعيف العلم فينساق وراء هذه الترهات والأراجيف، ولهذا تجدون أتباع هذا المنهج والناعقين بهذه الأفكار، غالباً -بل ربما كانوا جميعاً- من الدارسين دراسة غير شرعية، وإنما تطفلوا على الدعوة وعلى الدراسات الشرعية.
    ولا نزكي الدارسين دراسات شرعية بإطلاق، ولا نقصد أن نغمط أي إنسان، فالحمد لله الدين مفتوح، ويوجد من الإخوة في مجالات أو دراسات غير شرعية من تخصص وأبدع، لكن هذا أخذ العلم من أصوله فأصبح كأنه دارسٌ له دراسة شرعية، أما أولئك فلا يأتون البيوت من أبوابها، ولا يأخذون العلم من أصوله وطرائقه.
  4. منحى فصل الدين عن الدولة

     المرفق    
    السؤال: كثير من الناس أو بعضهم يسمعون بأن العلمانية هي فصل الدين عن الدولة فما معنى ذلك؟
    الجواب: العلمانية هي: إقامة المجتمع أو الدولة على غير الدين، أي: أن الدين في المسجد -تصلي فقط- لكن أموالك في البنوك الربوية، زوجتك لا تتحجب، النساء يعملن مع الرجال في كل شيء، الصحافة تكتب ما تشاء، دور السينما تبث ما تشاء، التربية والتعليم المناهج فيها علمانية بحتة، لا دينية بحتة، الولاء والبراء يفقد تماماً في التعامل الدولي أو الفردي، ولا توالي الأمة لأنها مؤمنة، ولا تعادى لأنها كافرة، إنما الدين مسألة فردية روحية، تريد المسجد فهو مفتوح، تريد أن تصوم صم، لا أحد يرغمك على أن تفطر، وهذه مرحلة سيعقبها ما هو أشد من ذلك وهو محاربة الإسلام في هذه الأمور.
  5. معنى لفظ العلمانية

     المرفق    
    السؤال: ما معنى لفظ علمانية؟
    الجواب: لفظة علمانية ترجمت على أساس أنها ترجمة لكلمة العلم، وكأن الدين مقابل العلم، لأنه في أوروبا وجد الصراع بين الدين والعلم، لكن في الحقيقة الكلمة في الأصل الأوروبي لا تعني العلم ولا علاقة لها بالعلم، وإنما تعني كلمتين هما: الدنيوية أو اللادينية، لكن ترجمت باسم العلم تمويهاً، فإذا قال أحد: أنا أقيم دولة لا دينية، فهذه قضية، لكن: دولة علمانية، هذه ليس فيها حرج، فإقامة دولة علمانية، أو إقامة مجتمع علماني، ليس فيه حرج؛ لأن الإسلام دين العلم، فيمهون علينا.
  6. حكم دراسة علم الاجتماع

     المرفق    
    السؤال: بما أن تعلم علم الاجتماع كما ذكرت في كتابك العلمانية كان على أيدي الكفار وأعداء الدين، وأرادوا به هدم الدين والأخلاق، واعتبارها مرحلة من المراحل وليست أمراً فطرياً، فما حكم دراستها؟
    الجواب: علم الاجتماع يمكن أن يكون على نوعين: علم اجتماع إسلامي، وعلم اجتماع لاديني أو علماني، وهذا الذي وجد في أوروبا، ولا يوجد ولا يمكن أن يوجد تصور أعظم ولا أبين من كتاب الله عز وجل في بيان كيف تقوم المجتمعات، وكيف تسقط؟ منهج واضح يحدثنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عن أخبار القرون الأولى ويأمرنا بأن نعتبر ((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ))[يوسف:111] ويأمرنا أن نتعظ كيف قامت المجتمعات، وكيف سقطت؟ وما هو أثر الترف؟ وما هو أثر الأكابر إذا طغوا واستبدوا في الأرض -كفرعون وأمثاله-؟ وما أثر الجشع وحب الدنيا -كقارون وأمثاله-؟ وكيف تقوم المجتمعات على العدل وكيف تسقط بالبغي؟ كل ذلك موضح في كتاب الله كقواعد وأصول عظيمة، لا يمكن أن يوجد لها نظير، وفسرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً في حديث من السنة فهي واضحة جداً.
    ويوجد هناك -والحمد لله- دراسات اجتماعية إسلامية متحررة تماماً من النظرة العلمانية، وهذه يجب أن تدرس سميناها علم الاجتماع أو لم نسمها، أما أن تدرس العلوم الاجتماعية بالمنظور الغربي، فالحكم عليها كشأنها وغيرها من العلوم التي يحرم قراءتها، أو تدريسها على المسلمين، وإنما يجب أحياناً الاطلاع عليها لبيان زيفها وضلالها وخطرها.
  7. تسرب الوثائق الأمريكية والشيوعية

     المرفق    
    السؤال: كيف تسربت الوثائق الأمريكية والشيوعية إلى وسائل الإعلام، ألا ترى أنه يحتمل أن يكون ذلك أمراً مدبراً من هاتين الدولتين؟
    الجواب: لا يستبعد، وعلى أية حال لا يهمنا كيف؟ فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ما جعل هؤلاء الناس -كما يظن بعض الإخوة- لا يمكن أن يخترقوا ولا يعرفوا، وأذكر لكم قصة وقعت وأثارت الرأي العام الأمريكي، حتى تعرفوا حكم الله:
    طالب تقدم إلى معهد أمريكي مشهور -معهد للتكنولوجيا التطبيقية مشهور عالمياً- يريد الالتحاق بالمعهد، ورُفض لأنه صغير السن ولأنه لم تتوافر الشروط فيه، فذهب واجتهد في البيت، واستخدم كمبيوتراً، واستطاع بأساليب معينة أن يدخل على كمبيوتر البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) وهي الأخطر في العالم، واستطاع أن يسحب أسرار ومعلومات، فشعرت الوزارة بأن الكمبيوتر مدخول عليه، وهناك شيء يجذب المعلومات، تعبوا، وفكروا، وتحروا، وعندهم وسائل رهيبة في التحري، واكتشفوا أن هذا الشاب جالس في غرفته، وكل معلومة هناك تدخل في الكمبيوتر يحصل عليها هذا الشاب الطفل، فذهلوا كيف لو أنه عميل للمخابرات الروسية -مثلاً-؟ واشتهرت القصة وفضحت، فنحن لا نستغرب، بل الحقيقة أنه من استهتارهم بنا، وقد قالها المجرم، قال: إن العرب لا يقرءون، أنا أقول بصراحة: ما الذي يمنعهم من أن ينشروا مخططات، ونحن -لو نشروها- هل سنقرأ، وإن قرأناها هل سنعمل؟ وإن عملنا كم العامل؟ وكم سيقف ضد هذه المخططات؟
    لو قام واحد يفضح المخططات سيقف ألف عميل من المغفلين أو من المأجورين من المسلمين، قبل أن يحصل أي تحرك هناك من الغرب، ولا يحتاج أن يقف الغرب؛ لأن دعاة الضلالة الذين حذر منهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موجودون هنا، فلذلك لا يهمهم، وحتى لو تسربت بإرادتهم.
  8. علاقة الفرق الإسلامية القديمة بالحديثة منها

     المرفق    
    السؤال: فضيلة الشيخ هل هناك علاقة بين الفرق السابقة الضالة التي وجدت مثل المعتزلة والمرجئة وبين الماسونية والاشتراكية والعلمانية؟
    الجواب: العلمانية الحديثة هذه التي تسمى العصرية والعقلانية وبعضهم يصرح: بأننا على منهج المعتزلة، وبعضهم يقول: نحن المعتزلة الجدد، ولماذا يحبون الرافضة ويميلون إليهم وعلاقتهم بهم قوية؟ لأن الروافض -كما تعلمون هؤلاء الشيعة- هم في الأسماء والصفات والقدر معتزلة، ويضيفون إلى ذلك ما يختص بهم مما يتعلق بالخلافة، والإمامة، وتحريف القرآن، وتكفير الصحابة إلى آخر العقائد الكفرية المعروفة، لكن هم في الحقيقة معتزلة، فمن هنا يتبنون مذاهب المعتزلة، وبعضهم يتبنى الباطنية، وبعضهم يعتبر أن الحركات الباطنية تجربة اشتراكية، وكل من انتسب إلى الإسلام عندهم مسلم، فيعتبرونها كلها تجارب وكلها صور مرحلية لتطبيق الإسلام، ونحن في هذا العصر نطبق صورة تلائم القرن العشرين أو الحادي والعشرين.
  9. أهم الكتب التي تتحدث عن الصوفية والعلمانية

     المرفق    
    السؤال: فضيلة الشيخ من هو أفضل من كتب عن الطرق الصوفية والعلمانية وما هي الكتب الجديدة في هذا الباب وجزاكم الله خيراً؟
    الجواب: الصوفية الكلام عنها كثير جداً نظراً لتشعبها وتعدد ما كتب عنها، وكتب عنها شَيْخ الإِسْلامِ رحمة الله عليه، وكتب عنها ابن القيم ضمن ما كتب وتعرض له، وكتب عنها كثير من الباحثين في القديم والحديث، وهي أكثر مما تحصى، وكذلك العلمانية كتب عنها كتابات كثيرة إما في العموم وإما كتابات مختصة بجوانب منها مثل: القومية وعلاقتها بالعلمانية، مثل: الاشتراكية وأمثالها، وأتصور أن المراجع -إن شاء الله- موجودة ولا تخفى على أحد.
  10. كيف نتعرف على العلماني

     المرفق    
    السؤال: فضيلة الشيخ: كيف نتعرف على شخصية العلماني، وكيف نحاربه ونرده إلى الله عز وجل؟
    الجواب: يعرف بظاهر القول، ويعرف بلحن القول كما أخبر الله تعالى عن المنافقين، فمنهم من يجاهر ويظهر القول بأن الإسلام لا علاقة له بالحياة، وكما يقولون: كلما أردنا تطويراً أو ترفيهاً أو تقدماً صاحوا في وجوهنا، وقالوا: حرام! بعضهم يجاهر بذلك، وبعضهم يخفي، ويقول: الإسلام لا يتنافى مع التطور، والإسلام دين التقدم، والإسلام دين الحرية ودين الكرامة الإنسانية، هذا شيء طيب، لكن ماذا يقصد به؟ يقصدون بذلك تذويب الإسلام وتمييعه، وبهذه الكلمات الفضفاضة يدخلون ما يشاءون من الانحرافات والضلالات والبدع.
    وبحسب -أيضاً- نوع العلماني ودرجته في الانتماء إلى العلمانية، أو حسب المجال الذي يتحدث فيه إن كان أديباً، إن كان سياسياً، إن كان اقتصادياً، إن كان باحثاً...إلخ، لابد أن يظهر ذلك، والمهم أن المسلم واضح، وهو من يحتكم في كل أمر من أموره إلى كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وينطلق في تصوراته جميعاً منهما ((فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)) [النساء:65] هذا هو المنهاج الإسلامي في العلم والبحث والنظرة إلى الحياة جميعاً.
  11. حكم قراءة كتب الشيوعية والعلمانية

     المرفق    
    السؤال: هل تنصحون طالب العلم أن يقرأ كتب الشيوعية والعلمانية للتعرف على مذاهبهم وأهدافها؟
    الجواب: بالنسبة لأي طالب علم وأي كتاب عن الشيوعية لا، لكن يجب أن يكون في الأمة من يقرأ ومن يتصدر لهدم وتخريب هذه الأفكار، ومما يوجب ذلك ويجعلنا نوسع الدائرة في ذلك أن هذه الأفكار تطرح يومياً، الآن لم يعد غريباً، هذا السؤال لو سألناه قبل عشرين أو ثلاثين سنة -كما كنا نسأل علماءنا تلك الأيام أو يسألهم الناس- يقولون: لا حاجة لكم -مثلاً- لكن الآن أي جريدة ليس فيها ذكر للشيوعية؟ وأي جريدة ليس فيها دعوة علمانية؟ وأي مجلة وأي مسلسل وأي مقالة إلا ما كان إسلامياً صرفاً، ما دمنا نعيشها واقعاً فلا بد أن نعرفها، ولكن يتفاوت الأمر بحسب الحاجة، وبحسب المؤهل الذي أهل الله به الإنسان، وما أوتي من القدرة على الاستيعاب، وأقل ما يجب تحقيقه أن تبين وتفضح حقيقة هذين المذهبين للناس.
  12. التعريف ببعض رموز العلمانية الجديدة

     المرفق    
    السؤال: نرجو من فضيلتكم ذكر بعض زعماء العلمانية الموجودين في الوقت الحاضر؟
    الجواب: ما كنت أحب ذكر الأسماء؛ لأن الأسماء يثار حولها الإشكالات؛ لكن لعلي أذكر على سبيل براءة الذمة بعض من تعرضنا لأفكارهم، ونادوا بشيء مما قلته أو بكله، وكتبهم موجودة ومقالاتهم الصحفية موجودة، منهم: الدكتور حسن الترابي، ومنهم فهمي هويدي ومنهم كمال أبو المجد ومنهم محمد عمارة ومنهم حسن حنفي، ومنهم بعض المنتمين إلى بعض الدعوات الإسلامية وهؤلاء معروفون ومشهورون ولا داعي للتنصيص على أسمائهم.
    ومنهم: خالص جلبي ومنهم أيضاً أسماء أخرى بعضها مشهورة وبعضها أقل شهرة.
  13. نصيحة للشباب

     المرفق    
    السؤال: فضيلة الشيخ ما نصيحتكم لهؤلاء الشباب في هذه الصحوة الطاهرة المباركة، خصوصاً أننا نعيش بين فكي الشيوعية والعلمانية والمذاهب الأخرى؟
    الجواب: أول شيء أوصي وأنصح به إخواني هو تقوى الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - هذه وصية الله إلى الأولين والآخرين ((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ))[النساء:131].
    وأن نخلص أعمالنا جميعاً لله؛ لأن العلمانية شرك، ونحن ندعو إلى التوحيد وإلى الإخلاص ((قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[الأنعام:162] هذه دعوتنا، وأن نصبر ونعلم أمتنا الصبر ((وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً)) [آل عمران:120] لا بد من الصبر ولا بد من التقوى لندفع كيد الأعداء وأن نتعلم العلم الشرعي ونصبر على ذلك.
    إن مما يؤلمنا في هذه الصحوة هو أن الشباب يرضون بالثقافة السطحية أو العابرة، نحن لا نقلل -والحمد لله- من شأن المحاضرات ولا الندوات ولا أي شيء، ولكن نقول: هذه خطوط عامة، وهذه نقاط على الطريق فقط، ومعالم تعطيكم إنارات فكرية عامة، أما ما يجب عليكم فردياً فهو العلم والمركز والدروس العلمية المركزة المستديمة طويلة المدى، التي تعطيك معرفة تفصيلية بالأحكام الشرعية وبالعقيدة قبل ذلك، وتعطيك التفصيل لسبيل المجرمين أيضاً ((وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)) [الأنعام:55].
    لتعرف سبيله بالتفصيل، وتدرس الفرق والمذاهب الفكرية بالتفصيل، وأما ما نراه الآن فهذه هي ظاهرة طيبة من جهة العامة، لكن من جهة الإخوة المثقفين وطلاب العلم لا، وهو الإقبال على ما سهل، والشباب مع الأسف إذا أعطيته كتاباً أربعين صفحة يقول: هذا طويل، يريد عشر صفحات فقط، وإذا أعطيته شريطاً ثلاث ساعات، يقول: يا ليته ساعة-مثلاً- فهو يريد أي شيء خفيف، هذه حقيقة، أمةٌ تواجه هذه العداوات الشرسة وهذه المؤامرات الحاقدة على طول التاريخ لا بد أن تكون على مستوى المواجهة، ولا بد من رجال يقودون هذه المواجهة، ولا بد من أناس لا تأخذهم في الحق لومة لائم، ولكن يقولون الحق بالحجة العلمية والبرهان الذي أنزله الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ويزنون الأمور بالميزان الحق الذي شرعه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وأنزله.
    هذا هو المفقود الآن؛ والناس كلهم يعرفون أن الزنا حرام، وكلهم يعرفون أن الاختلاط حرام، لكن لماذا لا تأثير لمعرفة الكثير من الناس؟ لأنه لا يأتون بهذا التأثير في مقام الحجة العلمية الشرعية المقنعة المؤثرة، ولهذا -والحمد لله- إذا رأينا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله أو أمثاله من العلماء كتب فتوى عن التبرج أو عن السائقين أو عن الخدم، ما عليك إلا أن تصورها وتطبعها وتضعها على مسجد أو تعطيها أي واحد بيده، فتكون حجة كافية، لأنها صدرت من عالم.
    بينما الخطيب قد يخطب ويكتب أضعاف أضعاف ما في هذه الفتوى وهذا شيء معروف، لكن هل لها نفس قيمة فتوى الشيخ؟ لا، إذن: العلم ضروري، ولا بد أن نقيم حجة الله على العالمين، وعلى المسلمين، وعلى أنفسنا لنعبد الله، لا بد من علم، ولا بد من صبر على ذلك، هذه بعض الوصايا التي تشير إلى ما بعدها إن شاء الله.
  14. أهداف العلمانية في المرأة المسلمة

     المرفق    
    السؤال: فضيلة الشيخ ما هي أهداف العلمانية التي تحققت خاصة فيما يتعلق بالمرأة المسلمة؟
    الجواب: العلمانية في المرحلة السابقة حققت إخراج المرأة المسلمة من بيتها، تحدياً لقول الله تبارك وتعالى: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى))[الأحزاب:33] فأخرجتها من البيت وزجت بها في متاهات الانحراف والضلالات والفجور والفسق والعهر، المرأة المسلمة التي كانت قبل ثمانين سنة لا يرى منها شيء في أكثر أنحاء العالم الإسلامي، أصبحت اليوم -إلاّ ما قلَّ- تبدو وتبدي مفاتنها للناس جميعاً وفي كل مكان، بحجة التحرر، وبحجة التطور والتنمية والإسهام في ترقية الوطن إلى آخر، ونجحوا في ذلك.
    والعلمانية الجديدة الخبيثة هذه التي أشرت إليها فعلت ما هو أنكى من ذلك، حتى أنه بلغني عن بعضهم ومعهم مراكز في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة -هناك يربون ويغذون- وصلوا إلى حد أن يعقدوا لرجل كافر على امرأة مسلمة -عياذاً بالله- وبعضهم جاهر وطالب بذلك، وبعضهم كتب أن اليهود والنصارى مسلمون مؤمنون مثلنا، ولا يجوز أن ننظر إليهم نظرة عنصرية -نسأل الله العفو والعافية-
    وبعضهم قال: إنما قوله تعالى: ((لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ))[الممتحنة:10] هذه الآية في سورة الممتحنة هي في ظروف صلح الحديبية، وهي مرحلة وقتية وظروف وقتية، يعني: يريدون أن يهدموا أساسيات في مسألة العلاقة بين المسلمة وغيرها، ومن ذلك ما يتعلق بقضية الميراث، بعضهم يقول: كيف -وهم يدعون الإسلام- لا نعطي المرأة إلا نصف ميراث الرجل مع أنها الآن تخرج وتعمل وتتوظف وتنفق؟ يقول: المرأة إذا كانت موظفة وإذا كانت البنت موظفة وتأخذ راتباً، والولد ليس عنده راتب ومات الأب، وبالعكس، إذن: لا بد أن نراعي وظيفة أو حالة الأسرة ولا ننظر إلى مجرد أن (للذكر مثل حظ الأنثيين) إلى آخر ما يرددون -نسأل الله العفو والعافية- من هذا الكفر الصريح.
    ولكن المشكلة أن الذين يرددون هذه العبارات الآن أناس يصلون -أو يتظاهرون بذلك- ويتكلمون عن الإسلام، ويرفعون الرايات والشعارات الإسلامية، وهذا هو الخطر المحدق بالمرأة المسلمة في هذه المرحلة، لا يأتون ويقولون: اخرجي سافرة، بل يقولون: الحجاب ليس من الإسلام، والمرأة تكون محتشمة وتخرج وتفعل ما تشاء، وهم يضمنون -والأعداء من ورائهم ضامنون- أنها إذا خرجت فستكشف أول الأمر الوجه -كما يزعمون- ثم تكشف الساقين والنحر والشعر، ثم تقع بعد ذلك المصيبة.