المادة    
قد ذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لنا أمثلة ممن دعوه فاستجاب لهم كما بين الله لنا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في قصص أنبيائه.
  1. أعظم أنواع الدعاء ما قاله يونس عليه السلام

    في قصة يونس عليه السلام لما دعى الله تعالى بدعاء عظيم، وهو في ظلمات البحر وفي بطن الحوت، دعا الله ونادى في الظلمات ((وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ))[الأنبياء:87].
    وهذا من أعظم أنواع الدعاء، لاشتماله أولاً: على توحيد الله (لا إله إلا أنت) وهو أعظم وسيلة إلى الله تعالى، وأعظم طاعة وأعظم وقربة.
    ثم ثنى بالتنزيه (سبحانك) تنزيه الله عما لا يليق به عز وجل، فكل ما يفعل، وكل ما يقدر فله فيه الحكمة البالغة، فهو منزه عما لا يليق بجلاله وكماله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وعظيم شأنه.
    ثم ثلث ببيان عجزه وضعفه وفقره وظلمه لنفسه، وهكذا كل عبد بالنسبة إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ينبغي له أن يكون كذلك (( إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ))[الأنبياء:87].
  2. دعاء أيوب عليه السلام

    وكذلك في دعاء أيوب عليه السلام: ((وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)) [الأنبياء:83] فما ألطف هذا الدعاء، وما أرقه، وما أخشعه إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، مع أن الجمل قليلة!!
    ولكن القلوب إذا دعت الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عن صدق، وإخلاص، وإن قلت العبارات، فإن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يستجيب لأولئك: ((فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ))[الأنبياء:84] وهكذا غيرهم.