المادة    
  1. الفرق بين الأمن والأمن من مكر الله

     المرفق    
    السؤال : ما هو الفرق بين الأمن، والأمن من مكر الله تبارك وتعالى؟
    الجواب: الأمن بمفهومه العام هو كما ذكر الله تبارك وتعالى: ((أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)) [الأنعام:82] هو: الطمأنينة والراحة والسكينة.
    وأما الأمن من مكر الله تبارك وتعالى -نعوذ بالله من ذلك- فهذا لا يجوز: ((أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)) [الأعراف:99] والأمن من مكره تبارك وتعالى قد يكون مناسباً للإدمان وللإصرار على المعاصي حتى يطبع على القلب فيأمن من مكر الله تبارك وتعالى ومن عقوبته، وينسى سنة الله تبارك وتعالى في عذاب الأمم، فهو إذاً من النقم ومما يعكر المجتمع ومما يعكر الأمن، فإذا أمن مكر الله تبارك وتعالى في أي مجتمع من المجتمعات، فاعلم أنه سيفقد أمنه وراحته، وأنه معرض للهلاك والدمار عافنا الله وإياكم من ذلك.
    وكلما كان الفرد والمجتمع خائفاً من الله تبارك وتعالى غير آمن من مكر الله؛ فإنه أقرب إلى رحمة الله، وإلى رضا الله، وإلى الأمن والطمأنينة.
  2. وسائل تثبيت الإيمان

     المرفق    
    السؤال: ما هي وسائل تثبيت الإيمان؟
    الجواب: لتثبيت الإيمان وسائل كثيرة، وقد تعود في أصلها إلى أمرين: الذكر والفكر.
    أما الذكر فهو: ذكر الله تبارك وتعالى، وأفضل الذكر كتاب الله تبارك وتعالى، ثم سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والذكر المعروف مثل الكلمات الأربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وسائر الأدعية المعروفة والموجودة في كتب الأذكار الصحيحة، فهذه الأذكار من ذلك.
    وأما الفكر: فإنه التفكر في مخلوقات الله تبارك وتعالى: ((الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ))[آل عمران:191] والتفكر في نعمه وآلائه تبارك وتعالى: ((فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ))[الرحمن:13].
    التفكر في الكون، وكيف خلق الله الإنسان، والتفكر في الآخرة، وفي الموت، وأن الإنسان سوف يموت، وسوف يلاقي ربه، وذكر الآخرة والحساب والصراط والميزان، تذكر عقوبة العاصين ونعيم المطيعين، كل هذا مما يقوي الإيمان ويثبته، ورأس ذلك كله تقوى الله سبحانه في السر والعلانية، والوقوف حيث أمر الله، فإذا قرأ الإنسان أية من كتاب الله، أو سمع حديثاً من كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه حرام فليزدجر وليرتدع، وإن كان فيه أمر فليمتثل وليعمل به، فهذه كلها مما يقوي الإيمان.
    والوسائل التي تؤدي إلى ذلك كثيرة أيضاً: مثل حضور حلقات الذكر، ومثل الاستماع إلى أهل الخير والعلماء، ومثل قراءة الكتب النافعة المفيدة، فكل ذلك مما يقوي ويحقق تثبيت الإيمان، نسأل الله أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إنه سميع مجيب.
  3. نصيحة لرجال الأمن

     المرفق    
    السؤال: ما هي نصيحتكم لرجال الأمن؟
    الجواب: الإخوة رجال الأمن جزء منا، وجزء من مجتمعنا، فالإنسان قد يكون في سلك التعليم وأخوه أو أبوه في سلك الأمن، فنحن جزء واحد، وما ينصح به هذا ينصح به هذا، والنصيحة والوصية للجميع، وهي ما وصى به الله تبارك وتعالى الأولين والآخرين : ((وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ))[النساء:131] هي تقوى الله في السر والعلانية.
    وإن كان هناك مما يخص به رجال الأمن فإنما هو نتيجة اختصاصهم بأمر هم قائمون عليه لا يشركهم فيه غيرهم إلا على سبيل التعاون، أما هم فهم على سبيل الواجب، وإن كان واجباً على الجميع، وهو أن يتقوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أيضاً، وأن يكونوا يداً واحدة على أمر الله مع كل من يدعو إلى الله، ومع كل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن يحتسبوا هذا العمل عند الله، فإنهم يسهرون الليل ويجهدون ويتعبون أنفسهم، وهذا التعب والجهد لا يمكن أن يعوضه أي شيء من الدنيا، بل الدنيا من طبيعتها أن الإنسان إذا اطمأن إليها وأخذ منها أن يعتاد ذلك، فهو يشعر بقيمتها، حتى لو بذل للإنسان مقابل هذا الجهد والضنك والتعب أضعاف أضعاف ما يعطى غيره؛ فإنه سرعان ما يتعود ذلك ويصبح هذا أمراً عاديا في حياته، فالحافز المادي لا يكفي ولا يستمر أبداً لأن مفعوله مؤقت، لكن حافز الإيمان وحافز الاحتساب والعمل لوجه الله، وأن يحتسب الإنسان كل خطوة منه أنها في سبيل الله ومن أجل إخوانه المسلمين، فهذا حافز قوي، يجعل الإنسان يضحي ويستمر وهو لا يشعر بل يستلذ التعب ويستلذ السهر والألم لأنه من أجل الله ومن أجل إخوانه المسلمين وله الأجر من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
    ثم إنه يجب على الإخوة جميعاً أن نتعلم من العلم قدر الاستطاعة، لأن الإنسان إذا علم أن هذا حرام وهذا حلال، فإنه يدعو ويأمر وينهى، ويعمل وفق منهاج بَيِّن ونور واضح، أما مع جهل بعض الأحكام أو كثير منها فإن الإنسان يفعل الخطأ وهو يظن أنه صواب، ويرتكب المحرم وهو يظن أنه يؤدي الواجب، فلذلك نحتاج أيضاً إلى العلم، والعلم موجود ولله الحمد فالحلقات موجودة، فمن لم يستطع فبالأشرطة المسجلة وغيرها من الأمور التي يسرها الله لطرق ووسائل طلب العلم، ونسأل الله أن يعينهم وأن يوفقهم لما يحب ويرضى، وأن يولي أمرنا خيارنا، إنه سميع مجيب.
  4. كتب نافعة تتحدث عن الإيمان والسلوك

     المرفق    
    السؤال : أرجو منكم أن تدلوني على كتب نافعة عن الإيمان وأثره في السلوك؟
    الجواب: الكتب لا تخرج عما قلنا من كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما كتبه السلف الصالح في هذا المجال، ومن ذلك مثلاً كتاب الجواب الكافي لـابن القيم رحمه الله، وقد بين فيه أضرار المعاصي وأثارها في الفرد وفي الأمة، وعدَدَّ من أنواعها الشيء الكثير، وكتاب إغاثة اللهفان فقد ذكر القلوب وأقسامها وأحكام ذلك، وما يتعلق به، وأنواع الأضرار التي يأتي بها الشيطان إلى القلوب، وكتاب العبودية لشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية، وهي رسالة على صغرها ولكنها نافعة عظيمة يعرف الإنسان بها لماذا خلق، وماذا ينبغي له، وماذا يجب عليه من حق العبودية لله تبارك وتعالى، وعموماً كل الكتب التي تعلم الإنسان العقيدة الصحيحة والعلم الصحيح وتقوي إيمانه بالله سبحانه مما ألفه السلف الصالح، ومما في إمكان كل إنسان أن يستشير فيه من يعرفه من خاصة الإخوة الطيبين، ويقول أنا عندي كذا وأنا ينقصني كذا، ويدله على مراجع هي أقوى وأشمل مما قد يقال الآن فيما قد يكون عند الإنسان وغيره أولى منه أو لا يكون كذلك، لأن الحاجات تتفاوت، وكل إنسان دواؤه يختلف عن الآخر، وإن كانت الأدوية العامة في الجملة مشتركة.
  5. علاقة حجاب المرأة بالأمن والإيمان

     المرفق    
    السؤال : هل حجاب المرأة من الأمن والإيمان؟
    الجواب: نعم، وكيف لا يكون الحجاب وتمسك المرأة المؤمنة من الإيمان ومما يحقق الأمن، وهو من الخصال العظمى التي ذكرها الله تبارك وتعالى في كتابه، والإيمان بضع وسبعون شعبة، ومن أعظم هذه الشعب بل ومما يحقق كثيراً من شعب الإيمان الحجاب، وغض النظر من شعب الإيمان، وحفظ الفرج من شعب الإيمان، وحماية القلب من مرض الشهوة من شعب الإيمان، ومن ضرورات الإيمان.
    وكل هذه تتحقق بأن تحتجب المرأة المسلمة وأن تغطي وجهها وجسمها، بل وأن تبقى كما قال الله عز وجل: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى))[الأحزاب:33].
    وفي المقابل فإن أعظم فتنة كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء} فأعظم فتنة في هذه الأمة بعد الدجال هي فتنة النساء، وإذا كان التبرج وسفور المرأة وكشفها عن وجهها أو عن شيء آخر من جسمها، فإنه يعقب ذلك النظر، والنظر المحرم قد يتلوه ارتكاب الفاحشة، وارتكاب الفاحشة مؤذن بعقوبة الله وبغضب الله وبتعكير الأمن، فلن يقر أمن مجتمع أبداً إلا بأن تحتجب المرأة وأن تقر في بيتها كما أمر ربها تبارك وتعالى، فالعلاقة إذاً من أوضح ما يمكن بين أن تحتجب المرأة وتظل في بيتها تربي أولادها على الإيمان بالله، وبين أن تترك البيت وتخرج إلى المجتمع.
    وفي كل دول العالم تجرى الإحصائيات وتدرس نتائجها، ويتبين أن المجرمين المحترفين الذين يعكرون الأمن، أو الغالبية منهم لم تربهم أمهاتهم، وإنما ربوا في الملاجئ أو في المحاضن أو على أيدي الخادمات والمربيات، فنشئوا في حقد على المجتمع، فينتقمون من هذا المجتمع بتعكير أمنه، لأن من لم يذق طمأنينة وسكينة الأم، وتربيتها، وعنايتها وهو صغير، كيف نريد منه يذيق المجتمع هذه الطمأنينة بعد أن أصبح فتاً يافعاً قوياً.
    فإذا كانت هذه الدول التي لا تؤمن بالله، ولا ترجو الله ولا اليوم الآخر، بدأت تطالب أن تعود المرأة إلى البيت، وأن تشرف على تربية الأبناء، وأن تكون أماً ولا تكون شيئاً غير ذلك، فكيف بالمجتمع الذي يؤمن بالله ورسوله ويرجو الله والدار الآخرة، والذي هو حريص على أن يزيد أمنه دائماً وأبداً.
    فالعلاقة من أوضح ما يكون بين هذا وذاك، بل بين جميع شعب الإيمان لأنها جميعاً شعب للإيمان، والإخلال بأي شعبة مخل للأخرى بلا شك، والمعاصي هي بريد الكفر، وليس هناك مجتمع يتبرج إلا وينحل، ويكون ذلك بريداً لانتشار الرذائل والمخدرات، والأفكار الهدامة، فأعداء الله حرصوا على أن يفسدوا المرأة المسلمة، ثم يدخلوا من خلالها إلى إفساد القلوب فيقضون على العقيدة والإيمان، وعلى الأخلاق والتماسك الاجتماعي، وكل شيء يقضون عليه إذا قضوا على المرأة المسلمة وأخرجوها إلى الشارع وإلى المجتمع وخلعت عنها الحجاب.
    والكلام في هذا يطول، ولكن لا بد أن نشير إلى ذلك، وأن نؤكد الإشارة إليه، فلعلنا ننتفع بما نسمع.
  6. نصيحة إلى من لا يجد الطمأنينة

     المرفق    
    السؤال: إني لا أجد طمأنينة فما هو الطريق إلى الطمأنينة والإيمان؟
    الجواب: الطريق تجدها في قوله تعالى: ((فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً))[طه:123-124] فهذا الأخ -ونحن كلنا مقصرون في طاعة الله بلا شك- نقول له: إن كنت تبالغ وتظن أنك تريد أن تكون بدرجة الصديقين والمقربين -لأن بعض الشباب يبالغ ويريد الطمأنينة العليا الكاملة التي لا تتحقق لكل إنسان، ولا تتحقق إلا بطول المجاهدة- فننصحك بأن لا تبالغ في ذلك وأن تجاهد ويجاهد نفسه حتى يصل إلى الطمأنينة الكاملة.
    وأما إن كنت لا تجد الحد المعروف من الطمأنينة فإن في ذلك دليلاً على أن لديك ضعفاً وخللاً في الإيمان، وكلنا لدينا ذلك الضعف - نسأل الله أن يقوي إيماننا- فعليك أن تصلح نفسك، وأن تنظر إلى باطنك، وإلى مالك أهو من حلال أم من حرام؟ لأن الجسد الذي يغذى بالحرام النار أولى به، وقد ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب له؟}.
    فإذا كان الإنسان يأكل من الحرام، إما من الربا في البنوك، وإما أنه لا يقوم بواجبه الوظيفي، أو أي مال من أموال الحرام، فإنه مهما صلى واجتهد ودعا وتعبد يظل دعائه مردوداً عليه -والعياذ بالله- ويظل هذا الجسد كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { أيما جسم نبت من حرام فالنار أولى به }.
    فعليك أن تنظر إلى مصدر رزقك، إلى قلبك فلعل فيه مرض من شبهة أو شهوة أو ما أشبه ذلك، وإذا قال الإنسان: كيف أعرف هذا، فهنا نعلم ضرورة الأخ الرفيق، والإنسان الصادق المؤمن، لأن المرء يحشر مع من أحب، فانظر إلى أحسن الأصدقاء الذين يبينون لك عيوبك ويبصرونك بعيبك، فإذا وفقت وسددت بينوا لك ذلك وأعانوك فتحمد الله، وإذا أخطأت أو قصرت بينوا لك ذلك ونصحوك فتتوب وتعود إلى الله سبحانه، فاختر الرفيق الصالح، واحضر حلقات الذكر، واذهب إلى العلماء وجالسهم واستمع إلى كلامهم، واقرأ كتاب الله، وادع الله أن يرزقك الطمأنينة والإيمان، وهذا ما نرجوه لنا جميعاً، إنه على كل شيء قدير.
  7. حكم من يتستر على المجرمين

     المرفق    
    السؤال: ما خطورة التستر على المجرمين وعلى المنحرفين الذين لهم شر عظيم على الإسلام والمسلمين؟
    الجواب: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: {لعن الله من آوى محدثاً} وهذا الحديث ذُكر بعدة روايات في الصحيحين وغيرهما من كتب السنة، والإحداث أول ما ينطبق على الإحداث في الدين أي: المبتدعين، ثم كل من أحدث أمراً يضر بالمسلمين، ويهدد أمنهم واستقرارهم فالنبي صلى الله عليه وسلم لعن من آوى هؤلاء ومن شابههم في معنى الإحداث، ومن إيواء المحدثين التستر عليهم، وتغطية آثار الجريمة، وكأن شيئاً من ذلك لم يكن، وقد ذكرنا القصة التي وقعت في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي المرأة المخزومية التي سرقت، وكيف أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل ذلك سبباً في هلاك الأمم فقال : {إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدَّ}.
    فالتستر على الإنسان إن كان مقابل رشوة فإن هذه جريمة أخرى؛ لأن الرشوة شأنها عظيم وهي من الكبائر وتعلمون جميعاً ما ورد فيها.
    وإن كان لأجل شيء آخر من مصلحة من مصالح الدنيا فإنها جميعاً تدخل في باب الرشوة.
    وإن كان لضعف الإيمان، ولضعف النفس عن احتمال التبعة التي تكون من فضح هذا المجرم أو إيصاله، كما هي عليه الأمور الشرعية وحسب الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالة، فإن كان ذلك نتيجة ضعف الإيمان بالكسل والتراخي، وملاحقة من يجب عليك أن تلاحقه، فلتتق الله يا أخي ولتعلم أنك إنما وجِدت، وجعلت على هذه الثغرة وتأخذ هذا الراتب من أجل أن تؤدي واجبها، فالله الله أن يؤتى الإسلام من ثغرتك وأن يؤتى الإسلام من قبلك.
    وتذكر أيضاً ما ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مثال، وهو أن المجتمع كالسفينة، وأن هذا المجرم إن خرق أي جزء من السفينة فإنها تغرق جميعها، وأنه إذا اعتدى على عرض، فإن هذا العرض يكون لأخيك المسلم أيضاً وقد يعتدي على عرضك أنت في يوم من الأيام، وهذا الفعل منك منافٍ للإيمان كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه} فإذا كنت تحب لإخوانك المسلمين مثلما تحب لنفسك فاحرص على أمنهم، وذلك يكون بأن تحرص على متابعة وملاحقة كل مجرم بمقتضى ما يجب عليك من العمل الذي أمر الله به، ووفق المعروف والمتبع في مثل هذه الجريمة.
    وقد يقول بعض الإخوان: هل يدخل هذا العمل في قضية التجسس؟ أقول: هذا شيء آخر، يعني فنحن -مثلاً- الأفراد الآخرين الذين ليس من مهمتنا أن نتتبع بعض المجرمين، أو أن نتتبع بعض القضايا فنحن يجب علينا وجوباً عينياً أن ننكر المنكر الظاهر بقدر الاستطاعة، وكل من رأى منكراً ينكره إما باليد وإما باللسان وإما بالقلب، لكن من كان عمله وشأنه أن يتتبع الخمور أو المخدرات أو بيوت الدعارة أو غير ذلك، فهذا يجب عليه أن يتتبعها، ويجب عليه أن يتعاون هو مع من يعينه على تتبعها؛ لأن هذا شأنه، وهذا واجبه، وبلا شك أن المسئولية على الجميع، وأن الواجب مشترك على الجميع، وأنه لا بد من التعاون، وهذا ما أمر الله تعالى به وما يجب علينا جميعاً، ولكن العبء الأكبر إنما هو على المسئول الأصلي، وهو رجل الأمن أو رجل الهيئة أو ما أشبه ذلك.