بدأ هذا الدرس باستعراض كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله، مع بيان سبب نزول الآيات المتعلقة بذلك في سورة المائدة، وذكر أربعة أقوال للعلماء، وبيان القول الراجح في معنى هذه الآيات. إضافة إلى ذلك ورد شرح لكلام العلامة محمود شاكر -الذي نقله الشيخ أحمد شاكر- في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله في عصره، مع ضرب بعض الأمثلة على ذلك. ثم ورد ذكر للقراءات الواردة في قوله تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا...)[المائدة:45] مع توضيح أن شرع من قبلنا شرع لنا إذا قُرر في ديننا، والرد على قول أبي حنيفة بقتل المسلم بالكافر. ثم انتقل الحديث لتفسير الآية الأخرى: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى...)[المائدة:46] وبيان تحريف التوراة والإنجيل، وأن القرآن نزل مهيمناً، مع تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُم...)[المائدة:42] وهل هذه الآية منسوخة أم لا؟ أعقب ذلك التأكيد على وجوب الحكم بما أنزل الله تعالى، مع ذكر تفسير ابن كثير للآيات الدالة على وجوب الحكم بما أنزل الله، والنهي عن اتباع الأهواء والآراء، وبيان أن دعوة الأنبياء واحدة، وهي الدعوة إلى التوحيد، وأن الاختلاف إنما يكون في الشرائع والفروع، مع توضيح الفرق بين مبادىء الشورى الربانية والديمقراطية البشرية، وبيان أحوال الجاهلية والتتار في التحاكم إلى غير شرع الله تبارك وتعالى. ثم بعد ذلك كان الحديث عن نشأة القوانين الوضعية، في عهد التتر، وبيان حقيقة كتابهم (الياسق) أو (الياسة) الذي يعتبر قانوناً للمعاملة والتشريع، مع توضيح سبب ظهور هذا الكتاب، وعرض بعض الأحكام التشريعية في هذا الكتاب، والتي وضعها جنكيز خان. وقد تمّ من خلال هذا توضيح لحقيقة أن قوانين (الياسق) أرقى من القوانين الوضعية في العصر الحاضر، مع ذكر بعض الأمثلة والقصص التي تدل على إهمال الدول الإسلامية للتشريع الرباني وتحكيمها للقانون الوضعي. وقد جاء في الختام بيان خطر هذه القوانين على المجتمعات الإسلامية.