سُئل الإمام
أحمد عن هجر من يقول: إن القرآن مخلوق؟ قال: إن أهل
خراسان لا يقوونهم.
يعني: نحن في
بغداد نستطيع أن نهجر من يقول إن القرآن مخلوق، لكن
أهل السنة في
خراسان لا يقدرون؛ لأن البدعة غلبت عليها، والأهواء استحكمت فيها.
وأيضاً: لما سُئل الإمام
أحمد رضي الله تعالى عنه وأرضاه عن
القدرية، كما قال
شيخ الإسلام : "لما سُئل عن
القدرية وعن الحديث عنهم قال: لو تركنا الحديث عن
القدرية لتركنا عامة حديث أهل
البصرة ". يعني أن بدعة القدر انتشرت فيهم، فإن كان كل من تلبَّس ببدعة القدر ترك حديثه ترك عامة حديث أهل
البصرة ؛ لأن
البصرة فشا فيها القدر والتصوف؛ والغلو في العبادة والزهد، و
الكوفة فشا فيها الإرجاء، ولو قلنا: لا نروي عن
القدرية، لتركنا عامة رواية أهل
البصرة، وإن قلنا: لا يروى عن من تلبس ببدعة
المرجئة، فإننا لن نروي عن عامة أهل
الكوفة، ولذلك وضع علماء الحديث معياراً منضبطاً لقبول الرواية، وهو الصدق، لذلك روي عن
الخوارج، وكان من رواة
البخاري وغيره بعض
الخوارج كـ
عمران بن حطان وغيره؛ لأن
الخوارج لا يكذبون، والكذب عندهم كفر، وليس مجرد معصية، وبالعكس تُركت الرواية عن
الروافض، فلا تجد على الإطلاق رافضياً داعيةً من رواة الصحيح، لا من قيل عنه: فيه تشيُّع، و
الروافض لا تجد أحداً زكَّاهم أو وثَّقهم أو روى عنهم أحد ممن يشترط الصحة في كتابه؛ لأنهم يستحلون الكذب.