جبريل عليه السلام هو سفير الوحي
قال: "وقوله: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ هو جبرائيل عليه السلام" وكلمة الروح تعني الحياة، فالإنسان جسد وروح، فالروح هي التي تكون بها حياته، فإذا فارقت روحه جسده فلا حياة، فجبريل "سمي روحاً؛ لأنه حامل الوحي الذي به حياة القلوب إلى الرسل من البشر صلوات الله عليهم أجمعين" وهذا قد سبقت الإشارة إليه أو إلى شيء من معناه عند الكلام عن الملائكة وعن أعمالهم، وذكر هناك الملائكة الثلاثة الرؤساء: جبريل وميكائيل وإسرافيل، ويجمعهم أنهم موكلون بالحياة، فجبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح، وهي أعلى وأفضل وأشرف أنواع الحياة.
وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان، وبه تكون البركة في الأرض، فينتعش الناس به ويفرحون وإن كانوا قبل ذلك من القانطين اليائسين، وهذا الحال يشبه حال الناس قبل نزول الوحي، حيث كان الناس في جهل وجاهلية وضلالة، فإذا أنزل الله سبحانه وتعالى هذا الوحي؛ غيّر حالهم كما تتغير الأرض الهامدة، التي لا تنبت كلأً ولا تفي بمتطلبات الحياة للناس والبهائم، فإذا أنزل الغيث ازدهرت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج.
والثالث إسرافيل موكل بالنفخ في الصور، فيبعث الله بنفخته الناس ويحيون بعد موتهم.
قال: "وهو أمينٌ حقُّ أمين، صلوات الله عليه، قال تعالى: ((نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ))[الشعراء:193-195] وذلك في معرض الرد على إفك الأفاكين ودعاوى المبطلين المكذبين لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، القائلين بأنه قول كاهن أو شاعر أو يعلمه بشر: ((وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ))[الشعراء:210-212].