وهنا يطرح سؤال مهم: وهو هل القراءات السبع التي هي قراءة القراء السبعة الذين جمعهم ابن مجاهد، هل استوعبت المصحف العثماني كله بمعنى: هل القراءات السبع هي الحروف السبعة؟
والجواب: أن القراءات السبع لم تستوعب المصحف العثماني، أي أن القراءات السبع ليست هي الحروف السبعة، ولهذا نجد أن الإمام أحمد رحمه الله مثلاً اختار قراءة من غير قراءات السبعة، فإن هناك القراءات العشر، وهي ما زادت على السبع، وهي أيضاً على رسم ذلك المصحف وموافقة له وقد ثبتت، فإذاً القراءات السبع لم تستوعب المصحف، فمن قرأ بقراءة ثابتة صحيحة وإن كانت من غير السبع فإنه لا ينكر ولا يعترض عليه، وجمع القراءات السبع إنما هو من اجتهاد ابن مجاهد رحمه الله، فإنه اختار سبعة مشاهير من أئمة قراء هذه الأمصار على نفس الرسم وعلى نفس الحرف.