قال شيخ الإسلام رحمه الله: "قالوا: وقال أشعياء: (ستمتلئ البادية والمدن من أولاد قيدار، يسبحون، ومن رءوس الجبال ينادون، هم الذين يجعلون لله الكرامة، ويسبحونه في البر والبحر)، وقيدار هو ابن إسماعيل باتفاق الناس"، ولا توجد أمة ينادون من رءوس الجبال إلا المسلمين، فإنهم إذا كانوا في سهل، فإن أحدهم يصعد إلى أعلى شيء ليؤذن، فهذا معلوم أنه من صفات المسلمين.
قال: "قالوا: وقال أشعياء -والمراد مكة- : (أنا رسمتك على كفي، وسيأتيك أولادك سراعاً، ويخرج عنك من أراد أن يخيفك ويخربك، فارفعي بصرك إلى ما حولك، فإنهم سيأتونك ويجتمعون إليك، فتسمي باسمي إني أنا الحي، لتلبسي الحلل، وتزيني بالإكليل مثل العروس، ولتضيقن خراباتك من كثرة سكانك والداعين فيك، وليهابن كل من يناوئك، وليكثرن أولادك حتى تقولي: من رزقني هؤلاء كلهم وأنا وحيدة فريدة يرون رقوب؟! فمن ربى لي هؤلاء؟! ومن تكفل لي بهم؟!).
قالوا: وذلك إيضاح من أشعياء بشأن الكعبة، فهي التي ألبسها الله حلل الديباج، ووكل بخدمتها الخلفاء والملوك".
ثم ذكر شيخ الإسلام رحمه الله نبوءات حبقوق ونبوءات دانيال.
والمقصود من كل ما تقدم: أن هذه النبوءات الموجودة في كتب اليهود والنصارى دالة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ناطقة ومصرحة بهذه الصفات التي لا يمكن أن تنطبق إلا عليه صلى الله عليه وسلم.